|
| الثقافية
حين وافت المنية علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله وأكرم مثواه، وعوّض العلم والعلماء عن فقده خيراً كنت في مهمة خارج المملكة، لم أرجع منها إلا بعد عشرة أيام من انتقاله الى جوار ربه، ففاتتني فرصة تحقيق رغبتي في الكتابة عن ذلك العلم الذي أكن له أعمق المحبة والتقدير, ولكني وجدت في السيل الغامر من الكتابات التي أثنت على الراحل الكريم, وعرفت قدره وعرَّفت بسيرته ومسيرته، وعلمه وعمله، ما عبّر عن مشاعري تجاهه، فحمدت الله على ذلك، وذكرت الحكمة القديمة القائلة: ألسنة الخلق أقلام الحق، فثناء هذه الوفرة الوافرة من كرام الأدباء، والعلماء، والمثقفين على الفقيد هي من عاجل بشرى المؤمن بسعة رحمة الله، وعفوه، وفضله، إن شاء الله.
وجاءت فرصة اليوم لتتيح لي أن أكتب هذه السطور مشاركا بمناسبة حفل انشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية، ومركز حمد الجاسر للثقافة، الذي يرعاه راعي العلم، والثقافة، والأدب، والحضارة، والتراث، والمعاصرة، وما شئت من معاني الخير، والفضيلة: صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، حفظه الله.
إنني واحد من الكثيرين الذين عرفوا الشيخ حمد الجاسر رحمه الله فأحبوه وأعجبوا: بعلمه، وخلقه، وتواضعه، وذكائه، ووفائه في علاقته مع اخوانه ومحبيه، وعصاميته التي مكنته بتوفيق الله أن يتغلب على الظروف الصعبة التي أحاطت بنشأته، وأن يشق طريقه ليصل الى هذه المكانة العلمية المرموقة التي لا تصل اليها إلا القلة الموهوبة من أبناء المجتمع.
إن فكرة انشاء هذه المؤسسة وهذا المركز اضافة الى ما تحمله من معاني العرفان والوفاء هي خطوة عملية حكيمة في المحافظة على تراث علامة الجزيرة رحمه الله، وفيها إحياء للأهداف العلمية التي سعى الفقيد الى تحقيقها، وتشجيع لطلاب العلم في هذه البلاد المباركة حين يرون في أهل هذه البلاد وفي أولي أمرها، هذه العناية التي تدعو الى الاعجاب بالعلم وأهله.
فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، والشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله الذي رعا حفل الانشاء، والذي لا يكاد يخلو مجال من مجالات العلم، والثقافة والحضارة، والعمران، إلا وشجعه، أو أسهم فيه، أو رعاه, كان هذا دأبه ولا يزال، زاده الله عطاء وتوفيقا.
قبل حوالي خمسة عشر عاما أعلنت مجلة الحرس الوطني أن الشيخ حمد الجاسر أعلن عن توقف مجلة العرب بسبب إعراض الناس عنها لجدية موضوعاتها، وطبيعتها العلمية الأكاديمية الجافة، هزني الخبر وكتبت مقالة تعقيبية، لا أدري تحت أي ركام ترقد, بحثت عن المقالة، فوفق الله ووجدتها، وأعدت قراءتها، وعشت معها مرة أخرى بقلبي ووجداني وأحاسيسي، ووجدت من الوفاء، ومن الحكمة أن أضعها بين يدي القارىء الكريم، فهي حيّة بهذه المناسبة، وكأنها كتبت لتقال فيها, جاء في المقالة:
قدر لي منذ اثني عشر عاما أن أزور شيخنا العلامة حمد الجاسر في مكتبه ومكتبته في بيروت، قبل أن يتداعى عليها الأكلة فتصبح وياللأسف حصيدا كأن لم تغن بالأمس.
ولقد صدق من قال: إن ما يقتات على القلب من حديث لا يفارق القلب، وإن ما كان من صنعة اللسان فمصيره ألا يجاوز الآذان.
ولذا فلم أنس قط حنو الشيخ علي آنذاك، وتواضعه إذ يتحدث إليّ، وكرمه حين تفضّل فأهدى اليّ بعض كتبه ومهر إهداءه بخط يده.
وحين ذرفت مجلة الحرس الوطني دمعة حزن كبيرة صادقة في العدد 37 ربيع الأول 1406ه، دمعت عيوننا معها ونحن نودع جامعة أوصدت أبوابها الى الأبد، ونحن نرى أساتذة هذه الجامعة وطلبتها وقد خرجوا منها لآخر مرة حاسري الرؤوس، مطرقي الأعين,.
فقد أعلن الشيخ الجليل علامة الجزيرة العربية قراره بوقف إصدار مجلته العرب ، ثم ما لبث الصديق العزيز الأستاذ القرعاوي أن بعث بصرخته من جريدة الرياض في 9 ربيع الأول 1406ه للأدباء والمثقفين والنوادي الأدبية متسائلا: أنعجز حقا عن دفع مائة ريال، هي قيمة الاشتراك السنوي في مجلة العرب، وبعضنا يصرف أضعاف هذا المبلغ في شراء لعبة أو شراء ما هو شر منها؟
ثم قرأت ما كتبه علامتنا في جريدة الجزيرة يوم 13/3/1406ه فهزني ما خطه قلب الرجل لا قلمه، ثم عاد لي الأمل بعد الألم العميق حين تنادى أصحاب الفضل كي نهرع لانقاذ المجلة، واذا بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، يصدر قراره الثقافي اللامع باستمرار المجلة، فكانت هذه اللفتة منه تتويجا له مغزاه البعيد في تلاحم رسالة الثقافة برعاية الشباب، وتأكيدا واعيا مستقبليا بحراسة شباب الأمة بصيانة ثقافتها، واستلاما أمينا من شباب الأمة لأمانة الرسالة التي حملها شيوخ الأمة سنين دأبا.
لقد قدر لي أن أصحب شيخنا العلامة في السنين الأخيرة في بعض رحلاته العلمية، وكان من محاسن الظروف أن هيأت لي فرصا اقتصرت على كلينا فوجدت رفيق السفر رفيقا أمينا لا يمل، وصدق عمر رضي الله عنه حين جعل صحبة السفر معيارا واختبارا.
شهدت معه المؤتمرات وسمعته معلقا نقادا عليها، محيطا بشمول، فاستفدت منه في كل لحظة، وأنست لحسن عرضه وجاذبية بديهته، وذاكرته الخفاقة التي تموج بالحيوية.
وكنت أعجب لكثرة ما يحمل معه من كتب في أثناء أسفاره، وزال العجب حين كنت أفارقه وقت النوم ثم ألقاه صباحا لأجده مناقشا لكتب قد قرأها والناس نيام!!
ولذا فإن الأمل يتبلور عندي اليوم في أن يحمل الراية مع علامتنا حمد الجاسر فريق فكر وعمل يسارع فيتتلمذ على يديه، أدعو لذلك كل محب لحمد الجاسر، محب لعلمه وفضله، ولكل الذين سارعوا مشكورين بإضاءة أنوار مجلة العرب .
كما أنني أطرح على هذا الفريق بمجرد انعقاده بمشيئة الله ثم بفضل المخلصين أن يقوم باعادة طباعة جميع الأعداد التي سبق صدورها من مجلة العرب بأعداد كافية وإعداد طباعي بمستوى يليق بفكرة صاحبها وفكره، ليعاد توزيعها في جميع أنحاء العالم العربي مرة أخرى،وأن يسند ذلك الى دار مرموقة من دور التوزيع، بينما تواصل المجلة إصدارها المعتاد، ليستمر حمد الجاسر بمشيئته تعالى، وتستمر عطاياه لأمة تحتاج للفكر والمفكرين في زمن الحصار والاعصار.
قال شيخنا حمد الجاسر بارك الله فيه يبين سبب اعراض الناس عن مجلته:
,, وهب أنك أحد من يتربع على أحد الكراسي الرفيعة، أفتختار لتجميل مكتبك دمية حسناء تبعث رؤيتها في نفسك الحياة والسرور؟ أو تعمد الى حجر خشن صلد يحدث النظر إليه الاشمئزاز والنفور ولا يعنيك ما في داخله؟؟ .
أقول وبالله التوفيق,.
بل سنعمد للحجر الخشن الصلد لتبعث رؤيته في نفوسنا الوجد واشراقة السرور، وفي العقل بهجة انبساط مروج الحقيقة,, فلولا اعتلاء العقل العظيم لأسوار قشور المظهر ما نفذ البشر الى عنفوان الأعماق,, لا,, ولا نبت تقدم,, لا ولا سطعت حضارة.
كم أخفت الجبال الخشنة والصخور الصلدة أزمانا طويلة عروق الذهب وروائع الألماس؟ فأي حكمة مدبرة أرادها الله للانسان حين أودع فيه حب البحث في الأعماق؟ انظر الى الأرض,, انظر الى الأرض مليا وتفكر,, هل نثر الله سبحانه الجواهر على سطحها لتتعثر فيها أقدامنا؟ أو هو ألقى اللؤلؤ والياقوت إلينا والمرجان مع الزبد والعشب طافيات فوق الأمواج؟ أو هو تركها كي يلقيها اليم بالساحل؟ كلا؟؟ لقد أنزل هذا، وأودع ذلك بقدر موزون، وكمكنون السر أنزله للأعماق، في أعمق أعماق صدر الأرض، وهناك كذلك أنزلها بين الشعاب الحادة في جوف البحر، انظر الى الأحجار,, وتعمق النظر اليها، أتراك تحسبها جامدة؟ كلا,, إنك إذا نظرت فأمعنت النظر انحسرت ستائرها المعتمة وتبدت بلورة سحرية شفافة، ثم إنك تجد في أعماقها حيوية وملكا عظيما وانظر الى اليورانيوم، ملقى تحسبه خامدا، هامدا، ويظل كذلك مظهره، يظل يخدعك ويخدعني، يخدع الناظرين إليه ملايين السنين، تدوسه الأقدام، فهو تراب في صخور الى أن تشمر أمة عن سواعدها فتتجاوز المظهر الساكن فيحمله بإجلال علماؤها، ثم الى المختبرات يأخذونه فيقرأون مفاتيح معادلاته، فإذا بالطاقة الكامنة في حفنة من مادته في صخرة، تزلزل أقدام الجبل زلزالا وتذره ذرا حتى يصبر كالعهن المنفوش,, أو تأخذها فتلقيها على مدينة فإذا بالمدينة حصيدا كأن لم تغن بالأمس.
وإذن,, فإن أمة تعزف عن المظاهر الخادعة بحثاً عن الجواهر، هي أمة تفتح صدرها لدرس التقدم العظيم، وتضع يدها على كنوز أسرار القوة بالتفاتة واحدة صادقة ونهائية في اتجاه الحقيقة، وإن أمة لا ينفرها المظهر الأشعث الأغبر، سوف تمضي قدما لتجني ثمار التقوى الحقيقية، وإن أمة تدع ليّن خطوط الدمى الحسناوات وحظوظها لجيولوجيا الأحجار الخشنة يمكن لها أن تستنبت الصحاري لتؤمن المخزون الاستراتيجي من طعامها، وأن تقيم المفاعلات للحرب شاءت أم للسلام.
وأكثر من ذلك أن تحمي ما أنبتت لتأكل، أو ما تصنع لتحيا حرة القرار، إنها أمة تدرك معنى اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ، تقدرها في الزمان المناسب، تقدرها في المكان المناسب، وتلك عظة حضارية بالغة: اخشوشنوا، إنها أمة تقدر قيمة الخشن الصلد تحمي بها الأخضر الغض: من النساء، والولدان، والأوطان، والمستقبل المحفوف بعلامات الاستفهام.
ومن عجب أي جاسر أيها الصامد في أرضنا سنين دأبا، أن هذه الأحجار الخشنة الصلبة قد آوت إليها رسولا وصدِّيقا, وأنه لما حميت مطاردته، وأرادوا به كيدا، تحدثت الرمال حديثها فأطبقت الحصوات الساكنة على قوائم المطايا، وأمسكت الريح أنفاسها فجعلناهم الأخسرين وهكذا تتحدث الآيات أنه ما من شيء إلا ويسبّح بحمده، ويمتثل لأمره؟؟
وأن الرسول والصدِّيق، خطوا خطوات النصر الأولى من بوابة صخور الغار، وليس من بين يدي الدمى الحسناوات!!
وكان,, وكان أمر هذه الحجارة والحضارة عجبا: تهبط هنالك الحجارة من خشية الله، وترتفع هنالك حضارة تسبح بتقواه، ولقد تجد من قلوب البشر ما هو كالحجارة أو أشد قسوة، ويستدرك النص الكريم فيرفع مظلمة تتحدث بها الأحجار، فيقول:(وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله) وتبقى بعض القلوب أشد قسوة!
لقد تشققت صخور مكة، لتروي عطاش البشرية والمجهدين بسلسبيل حضارة السواسية، حضارة:القوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له , الحضارة الرفيقة الرفيعة، حلم البشر الذي انطوى وحلمها الآتي المموه في حواشي الغد المطرز في الغد المنتظر.
وإذن,, فلم تك أمتنا بالأمة التي تمشي في المنتدى الدولي مشية الجبار الأعمى، يظن أن يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولا، فتدوس الأحجار الصغيرة لا تفرق بين كريمها وصوانها، بل إنها كانت أمة تمشي الهوينى إذا ما تزملت فتعلمت التفكير، وصانت ما حمله إليها هذا التفكير، وكرمت رجالا هداهم الله لهذا التفكير فكنا، وكانت.
وكانت حضارة وجامعات شامخات، وتربية مجيدة، ونغم تردده أمة بأسرها: اقرأ، ثم اقرأ واقرأ,, وكنا فكانت خير أمة حفظت كرامة الانسان، حفظتها لمعتنقيها ومخالفيها على السواء، وإلا فكيف ومن شكا عمرا لعُمَر، ولم تحمل السفر الطويل؟!
ولقد بلغ من أمرها في تقدير الرجال أنها أدركت قيمة الرجال وهم في الطرف الآخر من الجبل.
نعم، هم ما زالوا بعد في معسكرات العدو وصفوفه، وإلا فما بال الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الأمة يقول: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، وما زال العمران في معسكر الخصوم وحول الرسول صحابته كوكبات إثر كوكبات,, من؟ وماذا؟ وكيف؟ بعثت مثل هذه التربية العقلية والروحية الرفيعة الفريدة، تتجاوز أفق العداوات الملبدة الملوثة الملونة فينبلج فجر عقلي,, يدرك للرجال مواقعهم وأقدارهم وهم بعد في معسكر الأعداء.
أيها الساهر بين صفحاتنا، صفحات العرب لا تغفو، ولا يغفون أمثالك من أسود الفكر.
أحسب أن أمة تمتلك هذه النظرة الثاقبة تصنف بها أعداءها تمتلك من باب أولى تقدير قيمة الرجال منها، ومن عشيرتها الأقربين، ولذا فلن ينطبق علينا ما قاله شاعر حزين:
لألفينّك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادا
أبدا,, إن الأمم الحية لا تنتظر الموت ليعلمها قيمة الأحياء من رجالها، الأمم الحية لديها الاحساس الطاغي لحظة بلحظة لعناصر صناعة النصر فيها.
هل لي أن اتفاءل وأنا أرى القلوب تتسارع اليك قبل الأيدي؟ والرؤوس تسعى قبل الاقدام، هل تراني أبصر إشراق يقظة، فتهرع الأمة بعدها لكل واجب في كل مكان، واجبات ذاتية، يفكر فيها كل فرد، يقررها كل فرد، يؤديها كل فرد.
,, ويصبح الدفاع عن عقيدتنا وشعبنا وأرضنا واجبا يوميا يؤدى في كل بيت، وفي كل مدرسة، في كل مسجد، في كل جامعة ومصنع ومختبر، وتتشابك الأيدي والقلوب تصنع ذلك السور العظيم حول أمتنا في الزمان التتري المعاصر، وقد أتخم الأكلة من كثرة ما التهموا في قصعتنا,,؟
حمداً لله يا جاسر ، يا من خرجت من قريتك، أشعث أغبر، حافي القدمين زاوي البطن، فزودت أمتك ولاء ووفاء سنين دأبا، تزرع ونحصد، وتسقي فنطعم، ولعلك إن شاء الله تضمر لنا خيرا كثيرا في سنبلاتك الخضر تحفظها في صوامع فكرك، بذورا يانعات للسنين المقبلات.
واختتمت مقالتي بالآتي:
مدّ الله في عمرك، وعمر كل مخلص قوي مكين أمين، حتى ترى ويروا أيام عز وكرامة مثل التي بدأت بها حضارتنا وما أشوقنا إليها! حين عمدنا للحجر الحسن، فجعلناه مأوى، وللمطايا الملهمات يتعشقن رياح النصر، لا عطر الدمى الحسناوات في الخدور!! .
هذا ما أردت قراءته على مسامع قارىء اليوم، فليعذرني إن أطلت عليه.
والآن، وبعد أن اختار الله الشيخ حمد الجاسر الى جواره وهي سنّة الله في خلقه التي لا تحابي أحدا وقيّض الله له من الأبناء، والمريدين، وعارفي فضله من يكرمونه هذا التكريم، فإني أؤكد على أمور ثلاثة:
أولها: دعائي من الأعماق أن يتغمد الله الفقيد برحمته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدم لدينه، وأمته، وثقافته، ووطنه.
وثانيها: تكرار الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي شجع هذا المشروع ورعاه.
وثالثها: الثناء العاطر على تلك الصفوة الكريمة من مجتمعنا، العارفة لقدر الراحل العزيز، التي استطاعت بتوفيق الله، وبتشجيع أولي الأمر، ومساندة أبناء هذا البلد المعطاء، أن تحول معاني الوفاء الى واقع زاخر بالعطاء، ممتد البقاء والنماء إن شاء الله.
والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|
