| مقـالات
كعادة من يضعون عناوين صناديق بريدهم أو فاكساتهم على هامش كتاباتهم الصحفية فأحيانا ما يبتلى صندوق بريدي بالخطابات المبتذلة المتهالكة التي تخطها وتبعثها بعض العقول المريضة المغرضة المتآكلة وتطفح كالعادة بالهراء الأجوف وبالأفكار المهلهلة وتذيل بأسماء عنترية يقف وراءها من ابتلي بهم زماننا فكانوا عامل هدم وتحطيم وتأخر عن مسايرة ركب الحياة في العلم والتطور والمنافسة البناءة مع الأمم الحية,, بعض هذه الخطابات تلاحظ من أسلوبها أنها صادرة عن موتور أحمق أو موظف فاشل أو عن فارغ ديدنه وهدفه حب الإثارة والشوشرة والتشهير بالآخرين,, أو من حاسد يرمق جهود وجهاد الآخرين بعين الحقد والكراهية أو نمام شغله الشاغل إثارة التفرقة وغرس الشحناء بين أبناء المجتمع المتكاتف المتماسك.
ومن هذه العينة الرديئة وجدت قصيدة يعتسف فيها كاتبها نهج بعض الشعراء بل ينقل فيها أبيات قصيدة مشهورة لأحمد شوقي ويغير ويبدل الأسماء فقط مع زرع بعض الكلمات السوقية بين ثناياها لتشبع نزقه وحقده إلى من أهدى إليه هذه القصيدة أو بمعنى أصح هجاه فيها.
هذه القصيدة المطبوعة التي ربما حلت ضيفة ثقيلة متسولة على بعض صناديق البريد الأخرى يظهر لي من فحواها وتوجهاتها ودوافعها أنها صادرة عن مدرس فاشل أو موظف منقول خان أمانته في الإخلاص والاتقان فواجه ما يستحق من جزاء نظامي من قبل رئيسه,أو من إنسان يتوق إلى الحصول على عمل آخر تقصر به مؤهلاته العلمية والعملية دون الوصول إليه.
وهذا السلوك الأرعن هو أقصر طريق يلجأ إليه الفاشلون عندما يعجزون عن تحقيق مآربهم ودون أن يتكلفوا سلوك الطريق المستقيم الذي يسير عليه الناجحون والمجدون في حياتهم وبناء مستقبلهم, وكأني بلسان حال المسؤول الفاضل المفترى عليه بهذه القصيدة يرد عليه بهذا البيت:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل |
إضاءة:
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مراً به الماء الزلالا |
وقال شاعر آخر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم |
|
|
|
|
|