|
| مقـالات
المؤمنون جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وبلادنا والحمد لله بلاد قامت على الإسلام الحق، وجعلت شرع الله الحكيم دستورها، وعاش ابناؤها الحياة الإسلامية الصحيحة، والحياة فيها الحلو، وفيها المر، فيها السهل، وفيها الصعب، ولكل أمر ما يناسبه من حلول في المنظور الإسلامي بحيث يصل الأمر إلى بر الأمان، وتتحقق سعادة الإنسان الدنيوية والأخروية.
إن من المشاكل التي قد يصادفها أي انسان هي مشكلة السكن، وقضية السكن هي قضية اساسية في حياة الانسان، فلا غنى عن المأوى لأي انسان، ولا يستطيع احد ان يعمل، او يبدع، او يطور نفسه، او بلده بدون ان يشعر بالاستقرار والامان في مسكن لائق مناسب, وللسكن شروط معينة، ولتحقيقها يتطلب الامر جهوداً ليست بالقليلة، هذا بالاضافة الى ان المسكن يحتاج الى تجهيزات خدمية داخله او متعلقة به مثل الاثاث ومثل الكهرباء والهاتف والمياه والطرقات، والتخديم العام من مرافق عامة كالمساجد والمدارس والمؤسسات والحدائق، وكل هذه الامور لا تتحقق من تلقاء نفسها، بل لابد من جهد ليس بالقليل لتحقيق ذلك.
لقد حبا الله مملكتنا الطيبة بنعم لا تعد ولا تحصى، وتأتي على رأسها نعمة الإسلام التي تعني سعادة الدارين، ومن النعم الاخرى نذكر هذا المجتمع المبارك، وهذه القيادة الحكيمة، وتلك الحكومة الراشدة، ايضاً لابد ان نذكر الثروة التي وهبها الله لنا ولقد وفق الله ابناء الوطن لإنفاق هذه الثروة في كل سبل الخير داخل البلاد وخارجها حتى امتد ذلك لكل بقاع المعمورة والحمد لله اننا ونحن بصدد مسألة الاسكان لا يسعنا الا ان نذكر ذلك المشروع الخيري العملاق، الا وهو مشروع الامير سلمان للاسكان الخيري، الذي يجسد مبدأ التكافل والتضامن في هذه البلاد الخيرة، الذي يسهم بشكل اساسي بتوفير السكن الملائم لمن لم يستطع تحقيق ذلك، وذلك لتحقيق الاستقرار الاسري والامن والامان في ربوع مملكة الخير، ولما لذلك من اثر طيب وفعل مجيد في الاسهام في حل مسألة الزواج المتأخر، وتشتت الاسر، وفي كل هذا مرضاة لله سبحانه.
ولا عجب ان عرفنا ان صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض حفظه الله هو صاحب هذا المشروع الخيري المبارك، فالامير سلمان هو امير الخير، وهو ذو الايادي البيضاء، وهو صاحب الجود والعطاء على الدوام، وهو اولاً واخيراً احد ابناء هذا المجتمع الغيورين عليه، الذي لا يتوانى عن تقديم الغالي والرخيص في سبيل خير هذا البلد وابنائه.
ولا عجب ايضاً ان علمنا ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود متعه الله بالصحة والعافية هو اول الداعمين والمتبرعين للمشروع وبتبرع سخي مبارك، والمليك المفدى معروف بفعاله الحميدة، وخصاله المباركة، وهو اليد البيضاء الاولى في المملكة، وهو الذي يرعى كل اعمال الخير، ويوجه لفعلها ويبدأ بعملها بنفسه، ولا يستطيع القلم ذكر مناقبه وكريم عمله.
ان المملكة العربية السعودية من اكثر بلدان العالم من حيث ارتفاع نسبة معدل النمو السكاني حيث بلغت هذه النسبة 3,7% سنوياً، فهناك تطور سكاني كثيف كما ان الاسر في المملكة تصنف بالاسر الكبيرة والحمد لله ولكل هذا كانت مسألة السكن في مقدمة اولويات اولي الامور في بلادنا، ويأتي هذا المشروع الخيري الكبير ليساهم وعلى طريقته بتقديم بعض الحلول، ولقد بلغ مجموع التبرعات اكثر من 51 مليون ريال سعودي، ولقد اسهمت فيها كل قطاعات المجتمعات بما فيهم رجال الاعمال والتجار واهل الخير الذين لا نستغرب وقفتهم الطيبة مع هذا المشروع، ولا يسعنا في هذا المقام الا ان نتابع الدعوة لكل الايادي البيضاء لكي نتابع المشوار، مشوار الخير والعطاء, والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|
