| مقـالات
في السنوات الأخيرة تعرضت بعض الجاليات المسلمة التركية الى القتل والاضطهاد في ألمانيا على يد من يسمون بالنازيين الجدد.
وفي فرنسا تعرض عدد من المغاربة الى القتل والاعتداءات دون مبرر.
وما حدث في ألمانيا وفرنسا حدث مثلها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
هذه الأحداث المؤلمة أصابت العرب والمسلمين بالألم والحزن والكراهية الشديدة لمن قاموا بهذه الأفعال الاجرامية وقد نظر العرب والمسلمون الى هذه الأحداث على أنها نوع من العنصرية الفاشية المرذولة من كل الأديان السماوية، والمتعارضة مع القيم الحضارية والشرعية الدولية.
ولا جدال أن الدول الأوروبية المعنية حاولت منع هذه الجرائم وأعلنت رفضها القاطع لها وإن كان حدث شيء من التجاوزات لبعض رجال الشرطة في هذه الدول.
وقد طالبت الدول العربية والاسلامية الدول الغربية بمراعاة حقوق الانسان للجاليات العربية والاسلامية المتواجدة في بلدانها للعمل أو السياحة أو التعليم.
كما أن للمنظمات الانسانية مثل منظمة حقوق الانسان دورا فاعلا وجيدا في رفض هذه الجرائم.
هذه هي الصورة لردة الفعل لدى الشعوب العربية والاسلامية تجاه أبناء جنسها الذين تعرضوا للقتل أو الاضطهاد في الدول الغربية.
وفي مقابل ذلك تعرض أفراد غربيون أوروبيون للقتل في عدد من الدول العربية والاسلامية على يد إرهابيين يتواجدون في الظلام في هذه الدولة أو تلك.
ومن الطبيعي أن تشعر الشعوب الأوروبية بالقلق تجاه رعاياها عندما تتعرض فئات منها الى الخطر, تماما مثلما نشعر به تجاه الجاليات المسلمة والعرب الذين قد يتعرضون للمخاطر في الدول الأجنبية.
والسؤال الذي يبرز كحد السيف ماهي الأهداف الحقيقية التي تدفع الى قتل شخص غربي مدني يعمل في منشأة مدنية في دولة عربية؟
وفي مقابل ذلك ما هي الأهداف التي تدفع الى قتل عربي أو مسلم مدني يعمل في احدى الدول الغربية؟
والسؤال الأهم من المستفيد من القتل هنا والقتل هناك؟
أي قتل بعض الأفراد العرب والمسلمين في الدول الغربية,, وقتل بعض الأفراد من الأجانب في بعض الدول العربية والإسلامية.
في تقديري أن خلق التوترات بين الدول العربية والدول الغربية وخلق التوترات بزعزعة الأمن والاستقرار لدى الجانبين يصب في صالح اسرائيل والصهيونية.
لهذا فإن على الدول العربية والغربية على حد سواء أن تفتش عن تدبير صهيوني في اطار هذه الأحداث, فلا يمنع أن القاتل العربي للشخص الأوروبي بوعي أو بدون وعي هو ينفذ في واقع الأمر أهدافا صهيونية.
وما ينطبق على الحالة في الدول العربية ينطبق على الحالة التي تعرض لها العرب والمسلمون في أوروبا فماذا يمكن أن يجنيه قاتل مسلم لأجنبي جاء للعمل في دولة عربية؟
فإذا كانت أهدافه اسلامية فإسرائيل موجودة عليه أن يتوجه لقتل اليهود المحتلين لفلسطين والقدس الشريف, فالموت هناك شهادة في سبيل الله أما النوع الآخر من القتل الذي يستهدف الأجانب دون مبرر فهو في سبيل الشيطان واسرائيل.
فهل من العرب والمسلمين من يرغب ممارسة فعل القتل في الدول العربية لصالح الصهيونية المحتلة لفلسطين؟!
ينبغي على أئمة المسلمين والمنظمات الاسلامية والانسانية القيام بدور تنويري يفضح الأهداف الخبيثة لاعداء العرب والمسلمين المندسين بينهم وينبغي على الحكومات الأوروبية والمنظمات الانسانية الداعمة لحقوق الانسان إنصاف الجاليات العربية والاسلامية المتواجدة في بلدانها مثل حرية العبادة واعطاء المرأة المسلمة في الغرب حقوقها في ممارسة شعائر دينية مثل حرية ارتداء زيها الاسلامي الذي يناسبها ووفق الشريعة الإسلامية التي تؤمن بها ولا يكون جزاء من قامت بذلك حرمانها من التعليم في المدارس أو الجامعات أو العمل.
د, خالد آل هميل
|
|
|
|
|