| مقـالات
قبل أن توجد إسرائيل كدولة، كانت حلماً يجيش في قلوب الغرباء اليهود في كل العالم، لا وطن يحملهم بل كراهية أوروبية تحيط بهم,, وكان ان اتفقت أيديولوجيات نفرٍ من مفكريهم لوضع تصور لوطن يلم شتاتهم.
في القرن التاسع عشر جاء الصحفي تيودور هيرتزل يهودي صحفي يحمل الدكتوراه في التاريخ مجنون بالعمل المسرحي ولكنه فشل,, فحول جهوده إلى إخراج تصور الوطن المنتظر إلى حيز الوجود,,طرح كتابه الفكرة الصهيونية الذي اصبح فيما بعد دستوراً لدولة اليهود حتى الآن قال فيه :لم يكن الحوار بين الله واليهود ويعني كلام موسى لربه بل بين اليهود وسائر الأمم كان يقصد بأنهم سوف يقنعون كل الدول بجدوى دعواهم لجمع شتات المتشرذمين من بني جلدته ليصبحوا مواطنين فوق أرض فلسطين العربية.
في البداية رفض دعوته كل الزعماء اليهود في أمريكا، أما اليهود المتدينون فقد وجدوها فكرة منافية للمنطق بل هي تجديف وكفر,.
لم يكن هيرتزل الحالم الوحيد لبناء وطن بالقوة على حساب شعب عربي عريق بل كان هناك آخر أشد جنوناً,, وعن طريق الوثائق السياسية الروسية التي أفرج عنها مؤخراً بعد أن خرجت من خلف أسوار الشيوعية، وأمكن للباحثين إجراء دراسات مقارنة بينها وبين الوثائق الإنجليزية التي كانت حتى وقت قريب هي المصدر الوحيد للمعلومات حول كل الأحداث العظمى والمهمة في العالم,, وبذلك أمكن تسليط المزيد من الضوء على الحدث الواحد,, إحدى الوثائق تذكر ان الطبيب اليهودي ليف روتشتين الذي يعمل في مستشفى روتشيدل في أورشليم القدس قد وضع خطة شاملة حسب تصوره لحل مشكلة اليهود المنتشرين في كل دول العالم والجميع قد ضاق بمؤامراتهم وسيطرتهم على الاقتصاد ومكرهم وبدأت نذر الاضطهاد تحاصرهم نتيجة أعمالهم السوداء,, فكان لابد من جمعهم فوق أرض واحدة,, الطبيب قدم مذكرة بذلك المعنى إلى السفير الروسي في باريس والذي رفعها بدوره إلى وزير خارجية روسيا يقول فيها: يجب تأسيس حكومة يهودية مستقلة,, على أن نكون مهيئين لبناء طريقنا بمساعدة النار والحرب ومن وجهة نظري يجب الا تكون فلسطين هي الغرض الأول لحملاتنا العسكرية التي يجب القيام بها، ولأسباب أخلاقية أمام العالم يجب أن نوجه تلك الحملات نحو دولة ما,, كيف ذلك؟ ,, يكمل ليف خطته العجيبة :ان تلك الدولة يجب ان تكون قريبة من فلسطين ولاتقع تحت سطوة الدولة العثمانية ويقترح اسم تلك الدولة وهي مسقط لأنها حسب رايه دولة عربية مستقلة وهي ميناء مهم على الخليج العربي وكان اسمه الفارسي قبلاً, وكما يدعي بأنها الثانية من حيث المساحة بعد فلسطين وستكون الهدف الأخير لحملاتهم العسكرية لاحتلالها بالقوة وقبل ذلك لابد من وجود منطقة وسط بحيث يستطيعون تجميع وتنظيم الفيالق العسكرية ويقترح أيضا إكمالا لخطته :يوجد بجوار مسقط وعلى طول شاطئ جنوب جزيرة العربي الكثير من الواحات تحمل ذات الاسم حضرموت ويحكمها شيوخ عرب مستقلون لذا ليس من الصعب الاستيلاء عليها,, وخاصة تلك التي ليس بينها وبين بريطانيا أية معاهدات أو اتفاقيات ويضع ضمن الخطة بعض الشروط اللازمة أولها أن توافق روسيا على تنظيم فيلق من اليهود قوامه 30 ألفا, فتح حساب بمقدار 3 ملايين روبل, تسليح الفيلق تسليحاً تاما والسماح لكل روسي راغب في المشاركة وكل ضباط الإمبراطورية الروسية وجنودها ومساعدة الفيلق اليهودي إلى أقصى حد على شكل نصائح ومشورات سرية,, ،تلك المساعدات تأخذ شكل معاهدات تجارية، ويحاول بكل الخبث اليهودي أن يغري الروس فيقول: ستحصل روسيا على فوائد جمة عند دخولها الخليج الفارسي العربي وستكون الرحلات على متن السفن التابعة ,, لشركة الملاحة والتجارة الروسية,, التي ستصل إلى موانئ مسقط اليهودية ؟ ,, ولا ينسى أخيرا في وجوب التكتم الشديد حول الأمر لنضع أوروبا وتركيا أمام الأمر الواقع,, عندما خرجت تلك المذكرة عام 1906م, من سانت بطرسبرج في روسيا كانت تحمل ملاحظة, تعني: من الصعب الذهاب إلى حضرموت ومن ثم إلى مسقط قبل فلسطين,, ولكن في المذكرة الكثير من المعلومات والآراء الجديدة للدكتور ليف يمكن الاعتماد عليها لتوضيح بعض جوانب المسألة اليهودية.
|
|
|
|
|