| الطبية
شرع الله الصيام تزكية للنفس البشرية وتهذيباً لسلوكه، ووقاية وعلاجا لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده.
فالصوم يكسب الصائم نشاطاً جسمانياً وصفاء ذهنياً، فيتخلص من الكسل والفتور والخمول، بل يدب النشاط والحيوية في جسده مما يساعده على العمل المثمر والسعي والبناء.
إن الصيام ينقي الجسم ويعيد بناءه، فيستهلك الجلوكوز المخزون او المصنع في الكبد، إضافة الى الدهون والشحوم المخزنة ايضا في الكبد, فالجلكوز يعتبر الوقود الرئيسي والمثالي لإمداد المخ وخلايا الجسم بالطاقة، فتكثر عملية الهدم وتستهلك الطاقة المختزنة، فتنظف الجسم من السموم وتعيد له الحيوية والنشاط, وقد يعتقد البعض ان الصوم هو تجويع بينما هو عملية إجبار للجسم على التخلص من الطاقة المختزنة والتي قد تكون ضارة بالجسم، إضافة الى انها عملية تنشيط لخلايا الجسم بصفة عامة، كما انه يعطي راحة تامة للاعضاء الحيوية الهامة ويوقف امتصاص الاغذية التي تتحلل داخل الامعاء، فيتخلص الجهاز الهضمي من الجراثيم والتخمرات.
هذا من الناحية العضوية والتي لا يقتصر دور الصيام عليها بل إن انعكاساته على الناحية النفسية تتجلى بوضوح فيشعر الصائم بطاقة روحية فتسكن نفسه، وتطمئن سريرته وتسمو مشاعره، وتنبل عواطفه وتهذب روحه، ومن ثم يحدث التوازن بين الروح والجسد, ولكي نصل الى هذا التوازن يجب ان نتقيد بتعليمات معينة متعلقة بالنظام الغذائي الصحي والسليم سواء في وجبة الإفطار او السحور, وفي هذه المقالة ساحاول أن أذكر بعض النقاط الرئيسية والهامة التي يجب على الصائم أن يتقيد بها.
1 الاستعجال بتناول وجبة الافطار:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر), ويكمن وراء ذلك فوائد طبية وآثار صحية هامة بالنسبة للصائمين , فالصائم الذي يصوم مدة طويلة تتراوح ما بين 10 14 ساعة يكون في أمس الحاجة الى تعويض ما فقده من ماء وطاقة خلال فترة النهار, ومن الآثار السلبية لتأخير الإفطار، انخفاض مستوى السكر في الدم ومن ثم حدوث هبوط عام.
2 الإفطار على التمر والماء:
يحصل الإنسان على الطاقة من الغذاء المحتوي على مواد دهنية او سكرية او نشوية او بروتينية, وأسرع ما يمكن امتصاصه من هذه المواد تلك التي تحتوي على السكريات لان الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، ولاسيما إذا كانت المعدة والامعاء خالية كما هي في حالة الإنسان الصائم, إن تناول التمر او الرطب عند بدء الافطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية، فيرتفع مستوى السكر في الدم في وقت وجيز ومن ثم تزول اعراض نقص السكر وينشط الجسم, والتمر يحتوي على 70 75% مواد سكرية، 2 3% بروتينات، 0,6% دهون، 8,5% الياف وحوالي 22% ماء.
3 الإفطار على مرحلتين:
بعد أن يفطر الصائم على التمر والماء، من المستحب ان يذهب الصائم الى الصلاة وبعدها يعود لتناول طعام الافطار، حيث إن المعدة والامعاء خلال هذه الفترة قد امتصت المادة السكرية، ومستوى السكر في الدم بدأ في الارتفاع مما يساعد في إعادة نشاط الجسم وحيويته بمعدل اسرع في وقت قصير, فالمعدة الخالية بعد فترة صيام طويلة لا تتقبل كمية كبيرة من الطعام مباشرة من غير تنبيهها وإعدادها لذلك, تناول الطعام بكميات كبيرة وعلى دفعة واحدة يسبب تلبك المعدة والامعاء, ومشاكل عسر الهضم التي تظهر على شكل انتفاخ وغازات في البطن وضيق في التنفس وإمساك وحموضة وآلام, وهذه الاعراض لا تقف عند هذا الحد بل تؤدي الى الاحساس بالكسل والخمول والفتور وهذا ناتج من عملية سحب كمية كبيرة من الدم الى الجهاز الهضمي من أعضاء هامة كالمخ والعضلات، وخاصة اذا كانت الوجبة تحتوي على كمية كبيرة من المواد الدهنية والتي تحتاج الى وقت طويل لاتمام عملية هضمها قد تصل الى تسع ساعات, كما ان الصلاة تعتبر رياضة صحية تساعد في تنشيط المعدة والامعاء وتنبيه لهما ليبدآ عملهما بعد صلاة المغرب.
إن تناول الطعام على مرحلة واحدة تجعل الصائم ينقض على الطعام بلهفة وبنهم شديد، فيبتلع الطعام بسرعة فائقة، وينسى أن مضغ الطعام مضغاً جيدا مهم جدا بالنسبة لعملية الهضم، ففي الفم بعض الانزيمات المهمة لعملية الهضم وخاصة بالنسبة للنشويات.
4 مكونات وجبة الإفطار:
لابد أن تكون وجبة الإفطار شاملة للعناصر الغذائية المختلفة، حتى يتم الحصول على غذاء متوازن، والعناصر الغذائية الرئيسية تشمل,, البروتينات، النشويات، السكريات والدهنيات إضافة الى المعادن والفيتامينات وليست هناك قيود على انواع معينة من الطعام الا إذا كان الصائم يعاني من امراض معينة تتطلب حمية معينة.
وهنا اذكر القارىء ببعض النقاط المهمة التي يجب على الصائم أن يضعها في عين الاعتبار:
أ تجنب الافراط في الطعام وإتخام المعدة بشتى الاصناف.
ب الاقلال من استهلاك السكريات المكررة والمصنعة.
ج الاقلال من استهلاك الدهون بصفة عامة والدهون المشبعة بصفة خاصة.
د الاقلال من استهلاك الكولسترول.
ه الاقلال من تناول الملح.
و تجنب تناول التوابل والشطة والبهارات والمخللات.
ز تجنب المقالي.
ح الاكثار من تناول السلطة الخضراء والفواكه.
ط الاكثار من شرب السوائل (ولكن يجب ان تكون على فترات).
5 العادات الاجتماعية السيئة:
النوم بعد الافطار,, وهي من العادات الاجتماعية السيئة والشائعة في نفس الوقت، وان كان الكسل والنعاس غالب الصائم فمن الافضل الاسترخاء قليلا عقب الافطار استعدادا لصلاة العشاء والتراويح.
* التدخين,, حيث من الملاحظ ان الكثير من الصائمين المدخنين ما ان يحين موعد الافطار، تجدهم يفطرون على السيجارة بينما معدتهم خاوية من الطعام، وبغض النظر عن الناحية الشرعية لذلك والتي لاخلاف عليها,, الا ان التدخين يسبب اضطرابات للمعدة ويساعد على حدوث التهابات المعدة والاثنى عشر ومن ثم حدوث القرحة ناهيك عن تأثيراته السيئة على شهية الصائم، وغير ذلك الكثير من اخطاره وآثاره السيئة, وأعتقد ان شهر رمضان فرصة جيدة للمدخنين يجب ان يستفيدوا منها للتوقف عن هذه العادة السيئة.
* الافراط في شرب الشاي والقهوة والمشروبات السكرية,, وهذا له آثار سلبية غير مستحبة منها عسر الهضم، ,,, المعدة والامعاء، الانتفاخات والغازات وآلام البطن,, وغيرها,, واحب ان اركز على القهوة وبالاخص القهوة العربية والتي يكثر تناولها على الافطار مع التمر حيث إنها من اكثر العوامل المسببة للحموضة والتهابات المعدة وعسر الهضم والامساك والارق والتي يشكو منها الصائمون بكثرة, فمن الافضل للصائم ان يعتدل في شرب هذه المنبهات والعصيرات المحلية بالسكر والمحتوية على الكثير من المواد الحافظة والاستعاضة عنها بالعصيرات والمشروبات الطبيعية.
6 وصايا لتجنب الامساك:
يجب على الصائم ان يحرص على تناول الاطعمة الغنية بالالياف والتي توجد في الخضار والفواكه والبقول والنخالة والخبز الاسمر كما ان الاكثار من شرب السوائل يساعد على ذلك, اما بالنسبة للرياضة والحركة يجب على الصائم الا يغفل هذا الجانب بعد ان يفطر الصائم على التمر والماء، من المستحب ان يذهب الصائم الى الصلاة وبعدها يعود لتناول طعام الافطار، حيث ان المعدة والامعاء خلال هذه الفترة قد امتصت المادة السكرية، ومستوى السكر في الدم بدأ في الارتفاع مما يساعد في إعادة نشاط الجسم وحيويته بمعدل اسرع في وقت قصير، فالمعدة الخالية بعد فترة صيام طويلة لا تقبل كمية كبيرة من الطعام مباشرة من غير تنبيهها واعدادها لذلك, تناول الطعام بكميات كبيرة وعلى دفعة واحدة يسبب تلبك المعدة والامعاء, ومشاكل عسر الهضم والتي تظهر على شكل انتفاخ وغازات في البطن وضيق في التنفس وإمساك وحموضة وآلام وهذه الاعراض لا تقف عند هذا الحد بل تؤدي الى الاحساس بالكسل والخمول والفتور، وهذا ناتج عن عملية سحب كمية كبيرة من الدم الى الجهاز الهضمي من اعضاء هامة كالمخ والعضلات وخاصة اذا كانت الوجبة تحتوي على كمية كبيرة من المواد الدهنية التي تحتاج الى وقت طويل لاتمام عملية هضمها قد تصل الى تسع ساعات كما ان الصلاة تعتبر رياضة صحية تساعد في تنشيط المعدة والامعاء وتنبيه لهما ليبدأ عملهما بعد صلاة المغرب.
إن تناول الطعام على مرحلة واحدة تجعل الصائم ينقض على الطعام بلهفة وبنهم شديد فيبتلع الطعام بسرعة فائقة، وينسى ان مضغ الطعام مضغاً جيدا مهم جدا بالنسبة لعملية الهضم ففي الفم بعض الانزيمات المهمة لعملية الهضم وخاصة بالنسبة للنشويات.
|
|
|
|
|