|
| عزيزتـي الجزيرة
قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله))، وقال خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم (لاتشد الرحال إلا لثلاثة: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).
ومن هذا المنطلق تنبع أهمية القدس من الناحية الدينية؛ إنها قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وهاهي مدينة القدس ماتزال تئن جريحة ومكبلة تحت وطأة الصهيونية الهمجية ونير الاحتلال البغيض, ومنذ احتلالها على أيدي الصهاينة المجرمين، وهم يحاولون تهويدها وطمس معالمها الإسلامية بكافة السبل الدنيئة والمحاولات الشيطانية الخبيثة؛ سواء بالعمل الدائم على تكثيف الأحزمة الاستيطانية حولها، وخلق بؤر استيطانية لقطعان المستوطنين داخل الأحياء السكنية العربية في المدينة على حساب تشريد وطرد سكانها الأصليين، واصدار القوانين القسرية والأوامر التعسفية لتضييق الخناق على أهلها وعدم تمكينهم من بناء مساكن لهم، ناهيك عن أساليب الغطرسة والعنهجية والقهر والإذلال,وهذا ليس كل مافي الأمر، فلم يسلم المسجد الأقصى من خبثهم وحقدهم؛ فهم يعملون دائما على هدمه بحجة البحث عن الهيكل المزعوم الذي يسمونه هيكل سليمان وقد سبق لهم وان حفروا نفقا تحت الأقصى لهذا الغرض، وكان ثمن فعلتهم الدنيئة هذه خمسة وثلاثين شهيداً في ساحة المسجد الأقصى في يوم واحد, وتستمر ادعاءاتهم للزعم بأن حائط البراق اسمه حائط المبكى ويزعمون ان له قداسة عندهم.
وهاهو العالم الذي يدعي الحضارة والمدنية ويتباكى على حقوق الإنسان يقف متفرجا لا يحرك ساكنا في غالب الأحيان وداعما للكيان الصهيوني في أحيان أخرى، وهذا لا يزيد اليهود الا استمراراً في غيّهم وضلالهم بارتكاب المجازر الوحشية يوميا بحق أبناء فلسطين المجاهدين والمرابطين للدفاع عن الأقصى وعن مدينة القدس إن الصهاينة، وبكل دم بارد، يذبحون طفلاً في حضن ابيه على مرأى من العالم، ويأتي ردهم مخالفا لكل الحقائق ومتجاهلاً لكل المشاعر الإنسانية حيث يزعمون بأن الفلسطينيين يدفعون أولادهم إلى مناطق اطلاق النار، ويريدون من العالم أن يصدق هذا الافتراء حين يدعون بأن قتلهم للأطفال يتم عن طريق الخطأ، مع أن الإصابات في معظمها تكون في الرأس والقلب؛ أي أن هناك نية للقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد؛ فبماذا يفسرون حادث قتل الطفل محمد الدرة، في حضن أبيه الذي لم يكن في منطقة اطلاق النار بل كان بعيداً ويصرخ ويستنجد وهو جالس مع طفله بجانب كتلة اسمنتية، ومع ذلك تكرر اطلاق النار إلى أن سقط الطفل محمد الدرة شهيداً، وأصيب والده بإصابات بالغة,,؟؟
كما أننا لا ننسى ملاحقة المستوطنين المتكررة للمزارعين الفلسطينيين في حقول الزيتون والعمل على قتلهم المتعمد وتدمير أشجار الزيتون,,, فهل هذه الحقول ساحات اطلاق نار أيضاً,,,؟؟ إنهم في حقيقة الأمر، يعملون جاهدين على اقلاع الزيتون ومن يقوم على زراعته ورعايته وقطف ثماره لأن غصن الزيتون هو رمز السلام الحقيقي,,, وهذا السلام لا يعنيهم بأي حال من الأحوال.
وهاهي مواكب الشهداء تتزاحم على نيل هذا الشرف العظيم وهي تتمنى أن تُقتل وتعود ثم تقتل وتعود لتدافع عن كرامة وقدسية المسجد الأقصى المبارك, هنيئا لهؤلاء الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، هنيئا لذلك العريس الفلسطيني الذي رفض البقاء مع عروسه ولو لأيام قليلة بحثا عن حورية من حواري الجنة وكان له ما أراد، هنيئا لتلك المرأة الفلسطينية التي قدمت أبناءها شهداء أبراراً واحداً تلو الآخر دفاعاً عن القدس, هنيئا لهؤلاء الجرحى الذين يتمنون الشفاء العاجل للعودة إلى أرض فلسطين ومواصلة الدفاع عن المسجد الاقصى.
فماذا نقول، ومدينة القدس التي كانت نهاية رحلة الإسراء الأرضية وبداية رحلة المعراج السماوية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مغتصبة على أيدي قتلة الأنبياء؟؟ فماذا نقول لمدينة القدس التي استقبلت الخليفة المسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتحا؟؟ فماذا نقول لمدينة القدس التي اهتزت ذرات ترابها تحت أقدام صلاح الدين الأيوبي محرراً؟؟
زياد مشهور مبسلط الرياض
|
|
|
|
|
