|
| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح
انتهز الامبراطور البيزنطي تيوفيل الأول وفاة المأمون فرأى فيها فرصة سانحة لإعادة مجد الدولة البيزنطية كما استغل انشغال الخليفة الجديد المعتصم بالله بإخماد إحدى الثورات الداخلية بأذربيجان فجهز جيشاً قوامه (100) ألف من البلغار والسلاب والفرص المتمردين ودخل الأراضي العربية بجيشه الكبير إلى حصن زيبطره على الحدود بين الدولتين، واختار هذه المدينة بالذات لأنها مسقط رأس أم الخليفة المعتصم.
دخلت جيوش تيوفيل المدينة تقتل الناس وتسبي النساء الخراب والدمار أينما حلت حتى صاحت إحدى المسلمات تستنجد بالخليفة وامعتصماه، فشعر المعتصم بالتحدي الشخصي له وسئل عن أمنع وأحصن بلاد الروم فقيل له عمورية إنها مدينة حصينة لم يعرض لها المسلمون أبداً وهي عين نصرانية وموطن الأسرة البيزنطية, على الفور خرج المعتصم بجيش عرمرم يقدره البعض بنصف مليون مجهزاً بما لم يتجهز به خليفة من قبل علاوة على ما كان يتمتع به المعتصم من قوة أسطورية حيث وصف أنه يستطيع حمل (ألف) رطل ويسير به ويطوي عاموداً من الحديد ويجعله طوقاً ولعل قوته وشجاعته ما جعل أخاه المأمون يقدمه على ولده العباس في ولاية العهد.
قسم المعتصم الجيش إلى ثلاثة أقسام على أن تلتقي عند أنقرة لفتحها ثم تسير إلى عمورية, وحين علم تيوفيل بمسير الجيش نحو عمورية أسرع إلى هناك وقام بتحصينها, وفي أنقره تلاقت جيوش المعتصم الذي أمر بحرق ما يقابله من قرى ما بين أنقره وحتى عمورية التي وصلها في السادس من رمضان وحاصرها بجيوشه.
وهنا طلب تيوفيل الصلح وأرسل وفداً للخليفة المعتصم يعلن تبرؤه مما حدث في زبيطرة وقال إنه سيرد ما أخذه منها وكما هو متوقع رفض المعتصم الصلح ثائراً لكبريائه الشخصي ولكبرياء الخلافة العباسية كلها وجعل الحراسة على عمورية بالتناوب وأثناء الحصار خرج إليه وفد لتسليمها له فرفض وبعد أسبوع من الحصار تمكن الجيش الإسلامي من فتح ثغره في الجدار فدخلوا عمورية مهللين وأمر المعتصيم بحرق عمورية.
وقد خلد أبو تمام هذا النصر العظيم في بائيته الشهيرة
السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب |
|
|
|
|
|
