| مقـالات
بداية شهر رمضان المبارك وإثبات دخول هذا الشهر الفضيل وإثبات نهايته ودخول شهر شوال, وبداية موعد الإفطار وتحديد موعد الإمساك عن الطعام والمفطرات خلال أيام رمضان، والتزام الصائم بالمحافظة على صومه والارتقاء بصيامه، والتسابق في عمل الخيرات في رمضان, كل هذا يحتاج إلى وقفة تأمل فيما يتعلمه من خلال هذه الفريضة من سلوك ومن بينها المحافظة على النظام والالتزام به.
والنظام في اللغة يعود أصله إلى ذلك الخيط الذي كانوا ينظمون به اللؤلؤ, فما أحسنها من مفردة!! وما أفضلها من لغة, ثم استخدم الناس هذه اللفظة لتدل على القواعد التي ينظمون بها حياتهم وشؤونهم, فالنظام لا يمكن للإنسان أن يستغني عنه في حياته طالما لا يمكنه أن يعيش بمفرده في هذه الحياة، ولا يمكن أن نتصور جماعة من الناس يمكنها أن تعيش من غير نظام إلا وتعمها الفوضى والاضطراب، فالنظام هو الذي تستقيم به الحياة وينعم في ظله الفرد بالأمن والأمان والاستقرار.
وفي بلادنا ولله الحمد تقوم كافة الأنظمة وتستمد من شريعة الله التي تحقق مصلحة الإنسان وتحافظ عليه ليتفرغ للعبادة بما تشمله وتعينه من كافة الأعمال التي فيها صالحه في الدين والدنيا.
ومن هنا فإن المواطن من واجبه التمسك بكافة الأنظمة والقواعد التي تنظم شؤون الحياة في وطنه وإن عليه أيضا أن يتقيد بما فيها من قواعد وتعليمات لأنها تمس بالدرجة الأولى صالحه وصالح مجتمعه.
وإذا كان تطبيق القواعد المنظمة لاستخدام حزام الأمان وتوقيع الغرامات على المخالفين الذين لا يتقيدون باستخدامه يبدأ ذلك في هذا الشهر الكريم فإن ما يحظى به هذا الشهر من مكانة في نفوسنا، وما يتميز به من حرص المسلمين فيه على فعل الخير يجعلنا نأمل في جميع شبابنا أن يلتزموا بقواعد حزام الأمان وأن يحرصوا على قواعد المرور التي ما كانت إلا للمحافظة على الأرواح الغالية البريئة.
وهذا الشهر الكريم وهو شهر الأخلاق الفاضلة، وشهر ضبط النفس وتعويدها على سلوك الخير والفلاح، ومن المعروف أن المحافظة على النفس تحتاج إلى سلوكيات كثيرة ومتعددة وفاضلة من سلوك الخير والفلاح, وما أحرانا في هذا الشهر أن نجعل حزام الأمان التزاما نلتزم به عند ركوب السيارة وليس إلزاماً فقط بحكم قواعد المرور، فهذا هو شهر الالتزام والانضباط السلوكي، وشهر التعود على السلوك السليم.
وإذا كان بعض الأفراد يظنون أن التقيد بحزام الأمان يكون خوفاً من توقيع الغرامة فقط فهم مخطئون لأن الحرص عليه والتقيد به هو في الدرجة الأولى لصالحنا.
فكم من الحوادث المدمرة راح ضحيتها من لم يربط حزام الأمان وفقاً لما أثبتته الدراسات والبحوث, ولذلك يجب أن يجعل الإنسان من نفسه رقيباً على سلوكه وتصرفاته وبخاصة فيما يتعلق بسلامته وسلامة غيره, فالمواطن الصالح حقاً هو الذي يحترم النظام لا خوفاً من عقاب وإنما لشعوره بأن النظام ضرورة لازمة لحمايته من نفسه ومن أخطاء الآخرين فليجعل كل منا من نفسه رقيبا على تصرفاته من أجل حياة يسودها النظام والأمان.
وبالله التوفيق،،
|
|
|
|
|