| مقـالات
لقد تحدثت الأسبوع الماضي عن دور إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض والجهود الجبارة في إقامة الأسبوع الثقافي احتفاء بالرياض لاختيارها عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م وذكرت تعليق حرم خادم الحرمين الشريفين عن دور التشكيليات بمنطقة الرياض وأثر ثقافتهن من خلال معرض (الإبداع الفني التشكيلي) الذي رعت افتتاحه وهو معرض مصاحب للندوة الثقافية (الإبداع الفني التشكيلي في ظل التطور الثقافي), وقبل التحليق على متن الطائرة سوف أتحدث عما حدث خلف الكواليس وقبلاً أبعث عذري وأسفي لمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية سعادة د,علي بن إبراهيم النملة والذي وجّه لي دعوة لحضور حفل افتتاح المؤتمر والمعرض التقني السعودي الأول برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والذي (تعذّر عليّ) حضور هذا الحفل لمصادفة موعده مع موعد افتتاح ورعاية حرم خادم الحرمين للاسبوع الثقافي في مدارس الرياض الأهلية للبنات ولكوني مقررة النشاط الفني الثقافي لم يتسن لي الحضور ولم أجد رقم هاتف على بطاقة الدعوة لأقدم اعتذاري آملة أن يكون هناك مناسبة أخرى أستطيع حضورها, وأعود الآن للندوة الثقافية وكما نعلم جميعاً أن هذه الأيام تكثر الأنشطة الثقافية في مختلف المجالات التي يتعذر علينا حضور جميعها بينما نحاول بقدر الإمكان التواجد في بعضها, والنشاط الفني الثقافي في مجال الحركة التشكيلية أحد أوجه الثقافة التي لا نستيطع تجاهلها أو الاكتفاء بالقليل منها أو تحديدها في عرض الأعمال الفنية من خلال المعارض وبالتالي فانني أحاول كشف الغطاء عن الطاقات والإمكانات التي تساهم في إبراز دور المرأة السعودية ومدى فاعليتها في الساحة التشكيلية في إقامة المعارض والمشاركة فيها وكذلك المساهمة في الجوانب الثقافية والتي تؤدي إلى رفع مستوى الثقافة البصرية ومحو الأمية في الثقافة الفنية التشكيلية, غير أن إدارة الندوة ليست بالأمر اليسير فمدير الندوة بمثابة قائد المركبة بل ككابتن الطائرة أو قبطان السفينة، ورغم ممارستي لإعداد الأنشطة الثقافية في مجال الفن التشكيلي بدءاً من مهرجان جنادرية 14 في نشوء فكرة النشاط الثقافي الذي أشرفت عليه اللجنة التشكيلية النسائية المكلفة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله والتي كنت إحدى عضواتها، فمن خلال المحادثة الهاتفية مع التشكيلية وداد المنيع والتي كانت ترغب في العمل مع اللجنة وذكرت سيرتها الذاتية فاكتشفت أنها متخصصة في الرسوم المتحركة فاقترحت عليها إبراز تخصصها في نشاط ثقافي تُعرف فيه بهذا التخصص النادر والمعدوم محليا، ومن خلال تجربتها تعاونت التشكيلية وداد ووافقت على الحضور من المنطقة الشرقية للمساهمة في النشاط، ثم تحدثت إلى التشكيلية شريفة السديري لتمثل منطقة الرياض وتبرز تجربتها مع الفن التشكيلي وكذلك أبدت تعاونها، ثم اتصلت بالتشكيلية منيرة الموصلي فاعتذرت لانشغالها، ولأنني كنت مديرة تحرير نشرة رؤى تشكيلية الإصدار الأول من نوعه في المهرجان والتابع للجنة التشكيلية آنذاك وتكليفي بتحرير صفحات الفن التشكيلي في نشرة الجنادرية مع الزميل محمد المنيف، فقد تابع العمل في النشاط الثقافي الزميلات هدى العمر ومها السنان وبالتالي كان العبء قد خف عني وعدت إلى تقديم وإدارة حوار ومحاضرة للدكتورة إجلال شاكر عن التجربة الأولى للفنانة الواعدة والتابع لمعرض الواعدات الأول برعاية مؤسسة الفن النقي وبالاشتراك مع الزميلة عائشة الحارثي في هذا النشاط وإشراف الأميرة أضواء بنت يزيد أيضا فلم أحس بكامل العبء على كاهلي، ثم ساهمت في إعداد النشاط الثقافي لمعرض الفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض الثاني والذي أقيم في بداية هذا العام وكانت مساهمتي مع الزميلات عائشة الحارثي ومها السنان وفاعلية باقي الزميلات العضوات في مجموعة التشكيليات والتسهيلات التي تقدمها الأميرة أضواء مع طاقم من الموظفين والموظفات تخصصهم لإنجاز كل ما نحتاج إليه ولذلك أيضا لم أشعر بعبء المسؤولية على كاهلي وحدي وعندما أدرت الأمسية الثقافية للتشكيلية إعتدال عطيوي بعنوان (المرأة والفن التشكيلي) أحسست بشعور جميل في شد انتباه الحاضرات والتحليق بهن في سماء الندوة ثم العودة إلى الأرض بنهاية الندوة إلا أن التحليق في تلك الأمسية مختلف تماما عن الندوة الثقافية الخاصة بقطاع الرئاسة العامة التعليمية للبنات بين كوني مشرفة تربوية تجمع بين رسالة التعليم والتربية وبين كوني عضوة مؤسسة في مجموعة الفنانات التشكيليات بمنطقة الرياض وتشكيلية مشاركة ايضا، لقد أحسست بأن التحليق ليس بطائرة عادية وإنما بطائرة مميزة بتميز الرسالة التي أحملها في محاولتي لإثبات ما لدي كأحد أطراف مجموعة التشكيليات وكوني أيضا مربية الأجيال أو بالمعنى المشرفة على مربيات الأجيال وأيقنت بأن التحليق يحتاج مني مهارت مميزة كتميز كابتن الطائرة عند تعرضه لامتحان ما قبل قبوله في الكلية حيث يحتاج التحليق إلى دراسة أكاديمية أولاً ونظرة موضوعية وعمق في الطرح وجدارة في إبراز مالدي من إمكانات على احتواء الموقف، وبالتالي أيقنت أن إدارة الندوة ترتكز على الوعي بالموضوع أولاً وعلى نماذج المحاضرين ثانياً وعلى الجمهور ثالثاً وعلى المكان والزمان رابعاً، وقد شرفت من قبل إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الرياض أن أكون اليوم الثاني وأول أيام النشاط الصباحي وفي زمن مناسب يبدأ من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشرة ظهراً، ولم تتأ ر السحب في ذلك اليوم فقد ألقت تحيتها فاستقبلتنا زخات المطر وحينها أيقنت بأن زحام السيارات سيعيق زمن الندوة وبالفعل فالمشاركات مع مقدمة البرنامج الثقافي أعاقهن الطريق وبدأت الندوة في زمن غير الزمن المحدد وأحسست بإحساس الكابتن الذي تتعرض طائرته لمطبات في الفضاء وفجأة انفتح الستار والمقدمة للبرنامج تقرأ سيرتي الذاتية فحاولت رؤية الجمهور إلا أن الإضاءة كانت مسلطة على وجوه المشاركات ومطفأة عن الجمهور فكانت العتمة واحساسي بالظلام أمامي إلى الحد الذي لا أدري من ينظر إلي أو كم عدد الحاضرات بالرغم من أن القاعة في مدارس الرياض الأهلية متاحة ل(1500) شخص وكأنني أحلّق مع زميلاتي المشاركات في فضاء لا أحد معنا فيه ومع ذلك كان حديث مقدمة البرنامج بمثابة دعاء السفر وبعدها انطلقت نحو هدفي من إعداد هذه الندوة ولضيق المساحة وسوف أتوقف كما يقال مرغم أخاك,, لأعود مرة أخرى الأسبوع القادم وأكمل الحديث عن التحليق مع الندوة وإلى اللقاء.
|
|
|
|
|