|
| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة انصاف زكي
تمتلئ النفوس بالفرحة والإشراق عند استقبال شهر رمضان من كل عام حيث ننتظر قدومه في جو من البهجة والسعادة فهو الشهر الذي استقبلنا فيه رسائل السماء ونور النبوات للبشرية، وفي آياته نزلت صحف ابراهيم في اول ليلة من هذا الشهر الفضيل وفيه نزلت التوراة على سيدنا موسى كما نزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين لذا فاستقبالنا لهذا الشهر يجب ان يكون على قدر عظمة وجلال هذا الشهر.
وتعيدني الذكرى في هذا الشهر الكريم الى سنوات الطفولة وما بعدها حيث اول ماعرفت قدر هذا الشهر ورغبت في صيامه كان في كتاب القرية عندما سألت شيخ الكتاب عن كيفية صيام هذا الشهر فقال لي عليك العودة لوالدك واطلب منه ان تصوم وبالفعل ذهبت الى الوالد وطلبت منه الصيام بناء على نصيحة شيخ الكتاب فضحك ابي وقال إذن استعد معنا غداً كما شهد شهر رمضان العديد من الاحداث الهامة في حياتي والتي اعتبرها نقلة مؤثرة في مشواري نحو خدمة الإسلام فاتذكر وانني في عمر الحادية عشرة جاء وفد من إحدى القرى المجاورة لقريتنا بمحافظة الشرقية يطلبون من شيخ قريتنا ان يذهب معهم لافتتاح مسجد لديهم صادف هذا اليوم يوم الجمعة من شهر رمضان وكان شيخنا لايفارق مسجد القرية في هذا اليوم فقال لي عليك انت بالذهاب الى المسجد الجديد وإلقاء الخطبة فيه.
وكان ذلك يمثل لي تحدياً امام الوفد القادم من القرية الاخرى ولكن قبلت ذلك التحدي ووافق الوفد المجتمع على ان اقوم بالخطبة في مسجدهم تشجيعاً لي وإكراماً لشيخي فذهبت اليهم والقيت خطبة ناجحة اعجبتهم كثيراً ورجعت لشيخنا فكانت الأنباء قد وصلته فأثنى عليَّ كثيراً.
وكانت الاجواء الرمضانية في قريتي تتسم بتبادل الزيارات من اهالي القرى المجاورة كما كان منزلنا يكتظ بزواره من الرموز الدينية والعلمية في ذلك الوقت مثل فضيلة الدكتور عبدالسميع شيانه، والدكتور طه الديناري والشيخ عبدالله الشريني والدكتور محمود عبدالغفار وكل هؤلاء من علماء الازهر الاجلاء وكانت تربطهم صلة الصداقة مع والدي الذي كان شغوفاً بطلب العلم والدراسة.
|
|
|
|
|
