تَعبثُ في الكتب القديمة,.
الفجر حفَّزها لذلك,,,، هزَّت رأسها,,,، تستدرُّ ذاكرتَها: لكنّ ذاكرتَكِ انتقائية,,,، لن تُعطيكِ إلا متى تُفرغين مجال الازدحام يُقصيكِ عنهاِ,,,، يُقصيها عنكِ,,,، تأتي متى تشائين,,, متى تشاء,,,، حيثُ,,, .
تلك مهمة تحتاج إلى السير,, فكيف تحمل أقدامَكَ أيها الإنسان ، أو كيف ستحملكَ قدماكَ يا واحداً من الإنسان ؟!
والواحدُ ألا يكونُ أكثر ؟,,, لكنَّ الكتبَ القديمة أهمت إليها بالحروف كلِّها,,,، مفاتيح تجمَّعت,,, تجمَّعَت حتى غدت منظومةً,,,,، متَّسقةً,,,، تتلاعب أمام عينيها فُرادى,,,، ومَثنى، وجماعات,,,، جُملاً,,,، كلماتٍ,,,، حروفاً,، في إحصاءٍ تنازلي,,,، تصاعدي,,,، هالها أنّ ذاكرتَها كسرت طوقَ الانتقاء,,,، وانفجرت تبسطُ الصّوّر,,,، والأصواتَ,,,,، والأشكالَ، بهياكلها,,,، بل بوقع رتم صداها,,,، وبَصَماتِ ألوانها,,,، وتفاصيل روائحها,,, كان ذلك فجراً موهوباً استثنائياً,,,، وحين يأتي الفجرُ,,, فلا من يُوقفُ تدفُّق أنوارِهِ,,.
ألا:
فهبيِّ إليَّ بريحِ الشِّعرِ وانتظري
حتى إذا ما جاءَ طيفُ الشِّعرِ فانتشري,,,
ولكن لماذا؟ وكيف؟,,,:
كي تكوني مالئة الرؤى,,.
مُسَدِّدةً لمنافذ الفجواتِ في مِنَحِ الزّمن
و: هلمُوا فقد جادَ الزّمانُ بينبوعٍ كالبحر,,, في مَدِّه، لا في ودِّه .
واحفظي يا ذاكرة,,.
وليس أصعبَ من جَلدِ الذاكرة,,.
حين تجلدُها، وتجلُدكَ,,.
مليئةً عصّيةً,,,، مُفاجئةً,,, قَصَّابةً,,,، قاتلةً,,,، بانيةً,,,، موخِزةً,,,، مُسعِدةً,,,، هي بوتقةٌ,,, ترتجلُ في أتونٍ,,,، تعملُ في ارتجالها ما يعمل المرجَلُ، وتُخرج في طَفوها ما يمدُّهُ المدُّ,,,، وتحفظُ في جَزُرِها,,, ما يأخذُه الجزرُ,,.
وحين تصيدُ فهي قنَّاصةٌ ماهرةٌ,,.
و,,, منذ زمن أغلقت بمفاتيحها أبوابَها,,,، ومنحتها للبحر في أخذه,,.
لكنَّه,,, الفجرَ الاستثنائي,,, ذهب بها على مركب فولاذي مضادِ لسطوة البحر، وغاص بها، وأخرجا مفاتيح الذاكرة,,، فأدخلته في جوفها كي يستقرّ مُحفِّزاً لها دون التِّيه,,.
لا تدري,,.
أسطوةُ الذاكرة المرجَلية ما عمل؟,, ,, ,, أم فروسية الاقتحام في استثنائية الزمن ما أعاد للذاكرة عملها؟,,.
قلّبت في الأسفار كلها بدءاً بالأزل,,,، وعبوراً بالأمد,,,، ووصولاً إلى الأبد,,, كي تستعيد التفاصيل في رحلة التكوين,, فتبسط على المدى أجزاءَ تركيبةٍ,,, من القوة، والضَّعف، ولكن في أوجه القوةِ القوةُ,,,، والضعف القوةُ، لا,,, لا,,, لا لأي ضعفٍ في القوة أو,, في الضعف,,,!!
ذلك ما تتركَّبُ,,, وتتكوَّنُ منه القَنَّاصةُ المرجَلِّيةَ,,.
و,,, كي يكون السَّدادَ لمنافذ الفجوات في معارك الزمن,,,،
فاحفظي يا ذاكرة,,.
إن الزَّمن يتكسَّرُ فوقَ كلِّ جزئيةٍ من هذه التركيبة,,,، وإنَّه يمنحُ كلَّ جزءٍ منها، وجهاً له,,,، وإنه عصيُّ عليه أن يكسرها,,,، ذلك الإنسانُ فيها، مرجلٌ يُطهِّر كلَّ لقاءٍ به لحظةً بلحظةٍ,,,.
وهذا الزمنُ طفلٌ شقيٌ يحسب أنَّه وهو يقتحمُ تفاصيلها أنَّ مرتعه منبسطٌ,,,
لكن الأرض تضيق,,, تضيق,,، فكيف هو ضيقُ الأرض بالزَّمنِ؟ وكيف تستوعب الحياةُ دماءَ الزمن؟ وهو يتشطَّرُ إرباً أمامَ فروسيةِ القوَّة,,,؟ وصدقِ النُّبوءاتِ؟
قادمةٌ كي تلعبَ مع الحروفِ، والكلماتِ، والجملِ,,,، في رَدهات ما تبقَّى من رحلةٍ,,,، ألقى الزمنُ بأشرعته عند بواباتها,, ولم تسمح له بالتَّمادي
و,,.
ما استطاعت الخلوص من هيمنةِ استثنائيةِ فجرِ الرُّؤى,,.
كي تبدأ الإجابة عن الأسئلة,,.
وكي تفصلَ بين أجزاء الزمن,,.
|