| محليــات
كما علمتم أيها القراء الأعزاء من سعوديين وخليجيين وعرب أن منظمة اليونسكو قد اعتمدت مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م واليونسكو لئن اختارت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية فإنما في الواقع اختارتها كنموذج لمدن المملكة العربية السعودية وهي كثر وتشد الانتباه.
ولا غرو بان اختيار الرياض لم يأت من فراغ فالرياض بل قل المملكة العربية السعودية هذه الدولة العظيمة التي استطاعت جمع واحتواء مقومات الثقافة من العلوم والاداب والفنون خلال مدة قياسية لم تتعد قرنا واحدا ما ظلت تجمعه دول اوربا خلال قرون عديدة.
الرياض هذه العاصمة العتيدة التي تبرك وسط نجد من المملكة العربية السعودية في منتصف صحراء الجزيرة العربية عندما دخلها البطل المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قبل حوالي قرن تقريباً 1902م لم يكن عدد سكانها يتجاوز 18 ألف نسمة ولم يكن بها من صفوف المدارس والتعليم سوى مرحلة أو مرحلتين لتحفيظ القرآن الكريم بات سكانها الآن في بداية هذا القرن يربو عددهم على 4 ملايين نسمة وتضم الآن آلاف المدارس وعشرات الكليات الجامعية ومئات المطابع والمكتبات ودور النشر بل كل ما في الرياض ينبض ثقافة وعلما.
نحن هنا لسنا نبالغ في القول ارضاء لغرور في أنفسها بل ثقة وعرفاناً بالجهود الطامحة المخلصة من قبل أهالي الرياض من رسميين وشعبيين وسعيهم الحثيث الدؤوب للارتقاء بالمستوى والمعيار الثقافي لهذه المدينة العظيمة,, وهي الصورة المشرفة لمختلف مدننا السعودية.
نعود مرة أخرى لنقول اذا كان هذا وصف مدينة الرياض منذ بداياتها المتواضعة وحتى وقتنا الحالي فنقول بكل فخر بأن اخوات الرياض المدن السعودية الأخرى من تبوك وسكاكا وعرعر شمالاً إلى الباحة وابها ونجران وجيزان جنوباً، ومن المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة غرباً إلى الاحساء والدمام والخبر والقطيف شرقاً, ناهيك عن حائل وبريدة وعنيزة والزلفي والمجمعة وشقراء وحريملاء والقويعية والخرج والسليل وبيشة وغيرها,, جميع هذه المدن السعودية تكاد تكون صورة ناطقة للمستوى الثقافي لاختهن الكبرى مدينة الرياض وان تفاوتت في الحجم والمحتوى.
أما ونحن الآن في آخر شهر من أشهر السنة 2000م المحددة فلئن انتقلت هذه التسمية لمدن عربية أخرى فهو لا يعني بأي حال من الأحوال ان الرياض لم تعد عاصمة للثقافة العربية بل ستظل,, ولن تظل بالمكابرة بل ستظل فعلاً لانها تنافس غيرها بما لديها من مقومات الصمود وعوامل التقدم الثقافي والفكري ولأن قادتها المخلصين وشعبها الوفي صمموا على ذلك، فهنيئاً لرياضنا ولمدن بلادنا الحبيبة بهذا الواقع المشرق.
والله ولي التوفيق
|
|
|
|
|