| القرية الالكترونية
* المااتا رويترز
يؤجج اولئك الذين يرتادون بانتظام مقهى الانترنت المتواضع الحال المعروف باسم ستوكر في احد شوارع كبرى مدن قازاخستان نار ثورة في آسيا الوسطى.
الا انها ليست ثورة سياسية قد تهدد حكومات تلك المنطقة التي تتعرض للانتقاد لنقص الديمقراطية لكنها ثورة تكنولوجية تحطم الحواجز امام انتشار الانترنت في هذه المنطقة النائية.
ومقهى الانترنت ستوكر عبارة عن نحو نصف دستة من اجهزة الكمبيوتر في غرفة معتمة بعض الشيء تحت الارض يعد واحدا من حفنة مقاه مماثلة اخذت تنتشر في السنوات الاخيرة عبر الجمهوريات السوفيتية السابقة التي تشمل قرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان وتركمانستان.
وستوكر متواضع الحال للغاية فقد اهترأ طلاء جدرانه وينقصه كثير من المصابيح، لكن ثمة مقاه اخرى تقدم الخدمة للمتصفحين عبر الانترنت بأسعار بعيدة عن متناول معظمهم في آسيا الوسطى.
وفي قازاخستان التي يبلغ متوسط الاجر الشهري فيها مئة دولار يبلغ سعر ساعة الانترنت نحو خمسة دولارات, وفي طاجيكستان حيث متوسط الاجور 10 دولارات شهريا تتكلف ساعة الانترنت اربعة دولارات.
اما في ستوكر فالسعر نحو دولار واحد للساعة على الانترنت دون ان يتعين على المتصفح شراء فنجان قهوة.
وقالت نورلان الموظفة في احد المتاجر وهي تقلب صفحات قاموس لارسال رسالة بالبريد الالكتروني لصديق الماني التقته على الشبكة الانترنت هو الطريقة الوحيدة التي املكها فعلا لاعرف كيف يبدو العالم الخارجي.
ومضت تقول هناك اناس وافكار بعيدا عن هنا لا يتخيلها احد عندنا, لم تتح لي الفرصة لإبداء الرؤية مثل تلك الاشياء, الا ان الانترنت يقدمها .
وقال ايريك بوركيتباييف المدير العام لشركة نورسان للاتصالات وهي احدى المؤسسات الخاصة البارزة في قطاع الاتصالات بقازاخستان في مقابلة ان الانترنت يلعب دورا نفسيا مهما في الجمهوريات السوفيتية السابقة.
والمفارقة ان نورسات التي تقدم خدمة الانترنت لنحو 35% من المستخدمين بقازاخستان التي اسسها مستثمرون محليون وامريكيون منذ خمسة اعوام جاءت في اطار برنامج للتحويل العسكري.
فقد حول المشروع مركز القيادة السابق لبرنامج الفضاء العسكري السوفيتي الى شبكة اتصال لنقل البيانات.
وقال بوركيتباييف حتى بعد عقد من الاستقلال هيمن على قازاخستان مثل كثير من الجمهوريات السوفيتية السابقة نوع من عقلية الحدود المغلقة , وتابع لكن الانترنت ساعدتنا في اجتياز هذه العقلية وفتحت امامنا العالم الخارجي اكثر .
ويعوق انتشار الانترنت في البلاد ضعف ومحدودية البنية التحتية للاتصالات في آسيا الوسطى.
وتقول مصادر مطلعة في السوق ان في المنطقة المحصورة بين روسيا والصين التي يسكنها نحو 60 مليون نسمة لا يوجد سوى ما بين 450 الف و500 الف مستخدم للانترنت.
ويوجد في قازاخستان البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة اعلى نسبة لمستخدمي الانترنت اذ يبلغ عددهم هناك 250 الف شخص.
اما طاجيكستان التي افتتح فيها اول مقهى للانترنت في يونيو الماضي فلديها ما بين 400 و500 مستخدم فقط.
ونقص البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات ليس وحده العائق امام انتشار الانترنت بل ان قادة دول آسيا الوسطى كما في كثير من الجمهوريات السوفيتية الاخرى يخشون من عواقب حرية تدفق المعلومات سياسيا واجتماعيا.
وفي شهر ديسمبر الماضي اقرت الحكومة في قازاخستان بهدوء قانونا بشأن الاتصالات قال منتقدون انه يعطي الحكومة سلطات ضخمة لمراقبة الانترنت.
ايضا انتقدت منظمة صحفيون بلا حدود حكومة اوزبكستان لاقامتها شبكة مركزية لنقل البيانات تجعلها تحتكر الدخول الى شبكات الكمبيوتر العالمية.
وقد اغلقت السلطات في بعض دول آسيا الوسطى مواقع معارضة على الانترنت او حاصرتها.
واطلقت منظمة صحفيون بلا حدود في عام 1999 على دول آسيا الوسطى لقب اعداء الانترنت بسبب ممارساتها لعرقلة انتشار شبكة المعلومات الدولية.
لكن ثمة ابعاد اقتصادية للامر اذ يقول غالبية المعنيين بتطور انتشار الانترنت في المنطقة ان الشبكة تمثل قوة اقتصادية يتعين على القادة السياسيين التعايش معها او المخاطرة بفقدان ما تقدمه من ميزات.
وقال اندريه نادين نائب رئيس شركة اكتيس سيستمز في مؤتمر صحفي عقد في الآونة الاخيرة في قازاخستان وحدها يوجد نحو مليار دولار تنفق على بطاقات الائتمان سنويا والانترنت يمكنها بسهولة اجتذاب نصف هذا المبلغ ,يستطيع محو البيانات المخزنة
|
|
|
|
|