| الاقتصادية
* كتب عبدالله الرفيدي
الضيافة وحسن التنظيم واجبة للضيف وتلبية مطالبه مهما كانت سمة منتدى الطاقة الذي عقد مؤخرا في الرياض، وقد كان عبارة عن تحدي للجنة المنظمة التي يرأسها الأمير عبدالعزيز بن سلمان وكيل وزارة البترول لشؤون البترول,, فالمناسبة جمعت 46 دولة و9 منظمات دولية شكلوا أكثر من 700 ضيف يضاف لهم 70 صحفيا، وأتى المنتدى في وقت تفرض ظروف السوق حدوث مناقشات هامة تولد من خلالها اسلوبا جديدا من الحوار ما بين المنتج والمستهلك للنفط, لقد كان للمتابع الكريم ان شاهد عبر التلفاز فعاليات استمرت ثلاثة أيام او قرأ عبر الصحف ما دار في المنتدى ولكنه لا يعلم ان هناك فريقا ضخما من أبناء هذا الوطن عمل ليل نهار من أجل تنظيمه بداية بالدعوات والوصول ثم المغادرة وما يتخلل ذلك من أحداث.
لقد كانت خبرة جيدة لفريق العمل الذي نجح بكل اقتدار في تحقيق هدفه من جودة العمل,, ولكن حق علينا ان نثني عليهم ونبرز جهودهم الجبارة وروح المواطن المخلص الذي أراد ان تكون بلده الوحيدة في جودة التنظيم والضيافة مقترنة بتراثها العريق وتاريخها المشرق.
فمنذ ان اتت الموافقة على تنظيم اللقاء تشكلت اللجنة وسعت ان تكون الضيافة ما بين التعريف بتاريخ دولة وحوار هادف اتى من أجله وفود من انحاء العالم خاصة وان الحضور الدولي كان كبيرا وعلى أعلى المستويات بخلاف المنتديات الستة السابقة وبالتالي فإن المسؤولية تكبر ومكانة المملكة التي فرضت هذا الحضور الزمت اللجنة بضرورة النجاح والتفوق يعني عشرة على عشرة.
لقد كان هاجس المنظمين كيف ننظم ونتميز وننجح وكان العمل كرجل واحد لا ينامون الليل بل ان الهواجس اصبحت تطاردهم خوفا من أي أمر طارئ قد يحدث,, ووصل الأمر من أصيب البعض منهم بحالة من الاعياء الشديد استلزم الأمر التدخل الطبي لانقاذهم لقد أفرطوا في عملهم.
وعندما نحصي اللجان الفرعية التي تشكلت من خلال اللجنة المنظمة وكونت فرق عمل كخلية نحل تعمل دون توقف فإننا سوف نسعى لحصرها قدر الإمكان خاصة وان هذا اللقاء لم يحدث ان نظم مثله وبهذا العدد الكبير من الضيوف, ونرجو ان يعذرنا اخواننا من لم نذكرهم فاحترامنا لجهودهم مؤكدة، فقد اجتمعت اللجنة الرئيسية ومعظمهم لم يسبق له ان شارك في تنظيم مؤتمر مشابه به قررت اللجنة التي حرص رئيسها الأمير عبدالعزيز بن سلمان على ان يكون رجل المهمات الصعبة والتواجد المستمر على مدار الساعة مع الجميع واصبحت هناك فرق متعددة بدأت بفريق الإعداد العلمي للمؤتمر ثم فريق الاتصال الدولي الذي نسق الدعوات للمشاركين من الوفود والوزراء, فريق تنسيق موقع المؤتمر والذي حقا عمل بشكل دقيق بدأ بكيفية جلوس كل وفد ورئيسه والضيوف من داخل المملكة، ثم تنظيم المعرض ووجبة العشاء التي سخر لها مالا يقل عن عشرات الطاولات وكيف يجلس كل وفد والأنظمة البروتوكولية المعمول بها من أجل ذلك, وفريق استقبال الضيوف في المطار الذي حرص ان يستقبل الضيف من الطائرة ويسلم لمندوب يأخذه إلى الفندق.
ثم يأتي فريق الاسكان الذي واجه مشكلة السكن الزائد عما كان مقررا لكثرة المشاركة حتى وصل الأمر ان يستقبل 250 شخصا في يوم واحد، وفتحت ثلاثة فنادق هي الانتركونتيننتال وماريوت والفيصلية وكان الحرص شديدا ان تكون الغرف والأجنحة على مستوى راق من الخدمة والترتيب وتلبية طلبات كل نزيل، حتى وصل الأمر إلى ان نزيلا طلب ان يكون هناك ورد في الغرفة فأحضروا له وردا طبيعيا ثم غير رأيه وطلب وردا صناعيا والسبب في رأيه انه يدوم في جماله واحضر له ما اراد.
ولعلنا نسأل هنا هل هذا الدلال للضيف يحدث في بلد آخر؟؟ لا اعتقد والتجربة خير برهان,, وهناك فريق النقل والمواصلات الذي وفر 143 سيارة من الباص حتى الكابرس متواجد على مدى 24 ساعة ولعلنا نتخيل كيف يمكن لهذا العدد ان يسير وبسهولة للتنقل بين المواقع.
وليس هذا فحسب بل تم احضار سائقين سعوديين اغلبهم من طلاب الجامعات وفريق الترجمة الذي رأسه رئيس قسم اللغات بجامعة الملك سعود واستعان بالطلاب للتحدث بست لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية واليابانية استطاعوا ان يبهروا الضيوف بقدراتهم في الترجمة,, وفريق التقنية والاتصالات الذين فوجئوا بضرورة توفير الف خط هاتف منها ما هو للإنترنت التي ادخلت في صالتين في المنتدى والغرف في الفنادق إضافة إلى تركيب برج للجوال بفندق الانتركونتيننتال لتقوية الاستقبال والارسال، لقد واجهت شركة الاتصالات مشكلة في ذلك حيث ان الخطوط الهاتفية التي كانت مقررة 70 خطا تقريبا ثم ارتفع العدد إلى سبعمائة في وقت قصير واستطاعت ان تقبل التحدي وتسخر إمكاناتها لتحقيق الزيادة.
وهناك فريق خاص يضم أساتذة الجامعات مهمتهم المرافقة الدائمة لرؤساء الوفود والفريق المسؤول عن التنسيق الإعلامي الذي حمل على عاتقه تسهيل وسائل الاتصال ووجود المعلومة لأكثر من 70 صحفيا اجنبيا حضروا مع الوفود وقد جعل فندق ماريوت مقرا لهم.
وبطبيعة الحال فإن تنوع الجنسيات والاذواق احتاج لتكوين فريق خاص بالطعام لكي يوفر الأنواع المختلفة التي تتناسب مع كل وفد وهناك الفريق الطبي الذي كان متواجدا ايضا على مدى 24 ساعة والسهر على صحة الضيوف,, والمصادفة كانت ان الضيوف غادروا وهم بصحة جيدة وان الذي احتاج للعلاج هم العاملون في تنظيم المنتدى حيث واجه بعضهم الإعياء الشديد من كثرة السهر والعمل المستمر لساعات طويلة، حتى ان بعضهم اخذ ينام في سيارته ليكون قريبا من العمل,, ناهيك عن الهواجس التي تسيطر عليهم خوفا من المفاجآت.
ثم يأتي فريق البحث عن جمع المال من خلال القطاع الخاص الذي استطاع ان يوفر رعاية أكثر من 40 راعيا من الشركات الوطنية ما بين بنوك وشركات مثل ارامكو وغيرها الذين قدموا مساهمات كبيرة استطاع الفريق الحالي من خلالها توفير المال اللازم لدعم المنتدى.
وهناك جنود مخفيون لا أحد يعلم عنهم أيضا وهم أجهزة الدولة الأمنية التي بدأ دورها بتأشيرة الدخول من مطارات العالم المختلفة وبكل يسر وسهولة حتى ان بعض الضيوف لم يكونوا ضمن القائمة لديهم لارتفاع عدد المشاركين فقد كان للفريق الامني دوري فاعل في خفض الأمن والسير للسيارات والتنقل السريع كل حسب اختصاصه.
وهناك فريق عمل اهتم بتنظيم الإعداد لموقع حفل العشاء الذي اقيم بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي أقامه امير الرياض احتفاء بالضيوف الذي شهد العروض الشعبية وواجه مشكلة المطر مما جعل المنظمين يوفرون 300 شمسية وإنشاء خيمة ضخمة انشئ بأسلوب لا يؤثر على أرضية الموقع، وأيضا توفير النقل والترتيب المناسب والأمن الى حقل شيبة والتوجه إلى مزرعة العاذرية مع وجود المرافقين بشكل مستمر حتى يتسنى للضيوف التعرف على جميع ما يطرح أمامهم من فعالية.
لقد تميز العاملون في هذه الفرق بأنهم من أبناء هذا الوطن بأغلبية طلابية ساحقة ووجدت غرف عمليات للربط بين كل فريق.
لقد كان عملا جبارا قد لا تسعفنا المساحة في سرد كل صغيرة وكبيرة قاموا بها، ولكن يكفينا فخرا ان هذا البلد يركز على شباب ومسؤولين يعشقونه وان عملوا عملا احسنوه لقد كان خبرة جيدة تخللتها مواقف لا ينساها الجميع سوف تبقى تذكر بينهم.
لقد كان النجاح شاملا جميع اجزاء المنتدى بدءاً بالنقاش ومحاوره وأهدافه التي نظم من أجلها ليكون ناجحا في خلق بيئة جديدة في التعامل الدولي ثم نجاح من عملوا على تنظيمه.
|
|
|
|
|