| مقـالات
يعتبر تغيير السلوك الانساني أمرا بالغ الصعوبة, ولك أن تتخيل التحدي الذي يواجهه المعلمون عندما يجاهدون لتشكيل سلوك شرائح متباينة من الطلاب ليتوافق مع المعايير والقيم المعتبرة اجتماعيا، ناهيك عن تحدي تمكن المعلمين من المادة العلمية واجادة فن ايصالها الى أدمغة الطلاب, ولقد ازداد هذا التحدي شراسة بعد أن اتضح عجزنا عن السيطرة على انتشار المواد الاعلامية الهابطة, والسؤال الذي تواجهه باستمرار المؤسسة التربوية عند تعاملها مع مشاكل الانضباط الطلابي والعنف المدرسي يتعلق دائما بحد المرونة المسموح به داخل المدرسة، أو بتقرير مساحة الهامش التي يجب أن تبقى عليها المدرسة مع طلابها.
وعموما، يرىمعظم التربويين أن المشكلات السلوكية المدرسية تزداد في حدتها عندما تؤسس حلولها على صيغ ووصفات محددة مسبقا، بدلا من محاولة التعرف على الظروف المحيطة وحاجات الطلاب ودوافعهم, وعليه، فإنه من غير المناسب أن نضع مسطرة موحدة للعقوبة تطبق بحق جميع الطلاب دون النظر الى ما يحيط بالموقف من ظروف ودوافع.
وفي ظل استمرار تفاقم المشكلات السلوكية في المدارس اصبح من الصعب على المعلمين أن يحققوا مع طلابهم أي انجاز تعليمي يذكر، وعليه فسيبقى ما يحدث في فصولنا من تعليم بعيدا كل البعد عن التعليم الذي يحقق لهم الفهم المتعمق, ولقد أتاح لي اطلاعي المحدود أن اطلع على كتب ومواد تعليمية تتحدث عن أفضل الاستراتيجيات التعليمية التي تساعد المعلمين في التخفيف من ظاهرة العنف وضعف الانضباط السلوكي في المدارس, وأرى أن ما ورد في هذه الكتب يمكن أن يكون نواة لحقيبة تدريبية يستفيد منها المعلمون، خصوصا المستجدين منهم.
وقفة: شر البلية ما يضحك
في قلب الرياض نصبت على شارع المطار لوحة ارشادية تطالب المواطن بالمحافظة على غنمه من التسيب في الشوارع والحدائق، ودخلت الرياض عهدا جيدا من التحضر والتطور واللوحة باقية الى عهد قريب , واليوم تنصب في شوارع الرياض لوحات كثيرة يفترض أن الزمن قد عفا أيضا على مضمونها، مضمون هذه اللوحات يطالب المواطن بعدم تجاوز الاشارةالحمراء, والملامة هنا قد لا تقع على المرور بمفرده الذي وجد نفسه أمام سلوكيات تجاوزتها الأمم المتحضرة منذ زمن, إذن، من المقصر الذي تسبب في ظهور هذا السلوك المرفوض وأمثاله، ثم كيف يمكن معالجة هذا التقصير؟ هذا هو السؤال الذي فشلنا حتى الآن في معرفة إجابته.
Email:Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|