أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd December,2000العدد:10292الطبعةالاولـيالسبت 6 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رفقاً بالقوارير البيضاء
* عزيزتي الجزيرة
ثمة مشكلة كانت تدور في سماء أقلام الكتاب والمفكرين, طرح كم وافر من الآراء حول تلك المشاكل في الصحف والمجلات وغيرها,, تلك الآراء كان من بينها ما هو دليل شاف لحل تلك المشاكل أو كماء بارد يروي عيون القراء المتعطشين ومنها ما هو سم زعاف مخفي حول كتابات توحي بالثقة من صحة أفكارها ومنها ما هو بين ذلك,, وهناك مشكلة كانت من أهم القضايا التي كتبت فيها وما زالت يكتب عنها إلى أن يشاء الله وأحب أن أبدي رأيي فيها فما كان فيه من صواب فمن الله وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان,, هذه القضية كنت ممن يتشدد فيها ويكره حتى التفكير بها لان ظاهرها متلفع بكلمات مخيفة تفزع الغيور وأول ما يذكر لي اسم ممرضة يتبادر إلى ذهني الاختلاط,, السفور,, الفتنة ومدارها جميعاً حول اجتماع المرأة والرجل في مكان واحد,, الممرضة كان اسماً ثقيلاً على قلبي بل تشمئز له نفسي واعتقد ان لا طاقة للمرأة بكل هذا الحمل الثقيل الذي يهد كاهلها الضعيف,, أما الآن فقد تغير رأيي مطلقاً تسألونني لماذا؟ فأجيبكم ان رأيي لم يتغير هكذا بل بعد تأمل ما سمعته قبل فترة من مقابلة احدى الممرضات الحاملات لهم الدين.
لم أتصور في يوم من الأيام ان أقابل ممرضة متمسكة بايمانها ودينها لهذا الحد بل هي تصل لدرجة الداعية نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله كيف لا وعند ما كنت اناقشها دار بيننا ذلك الحديث الذي هو كنسيم الفجر العليل يبين الغامض ويلوي يد الحاقد, وقد تكلمت عن طريق دعوتها داخل المستشفى وكيف انها جعلت مكانها ممهداً خالياً من الرجال بعد أن منعت دخول الرجال الأجانب الى القسم الذي هي فيه إلا للضرورة كالأطباء ثم ذكرت انها تتكفل بتلقين المحتضرين الشهادة بل أعظم من ذلك انها أسلمت على يديها الكثيرات من الجنسيات المختلفة، هذا غير من كانت مسلمة عاصية وتابت بعد ذلك,, أما شكلها فلا تكاد ترى مقدار أنملة من جسدها,, وما ذكرته نقطة في بحر ولو أسهبت لملئت الصفحات ,, بعدها قلت في نفسي ليتني كنت ممرضة فقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ان الحلال بين وان الحرام بين فمن أراد الخير سخره في كل مكان ومن أراد الشر وجده، وللأسف نظرتنا قاصرة بل محدودة الأفق ونحكم على الجميع بزلة واحدة,, والممرضة حالها حال المعلمة والادارية والدكتورة فان ارادت ان تسير في الطريق السليم فقد فازت وبلغت ومن أرادت الانحراف فحالها نشكوها إلى الله، اذن لابد ان نراجع تفكيرنا وان نحول اعمالنا إلى عبادات بالاخلاص لله تعالى والتمسك بحدود الشرعية ولا نبحث عن الخطأ والزلل وننسى أن مثل هؤلاء يسددن ثغرة من ثغور الإسلام.
بقي أن أوضح أمراً مهماً هو العقبة بل حجر العثرة أمام الكثيرات ممن يرغبن بخوض هذه المهنة بل جعلت الكثير من الممرضات العاملات يتنازلن عن مهنتهن ألا وهي الاختلاط,, وما أدراك ما الاختلاط نار ملهبة وقل من يثبت عندها إلا من رحم ربك.
فيا وزارة الصحة متى توفر مستشفيات ومصحات خاصة للنساء، بهذا سترتاح المريضات والممرضات والطبيبات وأولياء الأمور,, وهذه الآراء رددها الكثير قبلي بل وبحت أصواتنا جميعاً ولا من مجيب,, وما ذكرته هنا كان قد ظهر على شفاة تلك الصادقة وتمنته امامنا من كل قلبها,.
ختاماً لقد أوردت لكم انموذجاً أباح عن آماله وآلامه كان على لسان ألف بل أكثر من الممرضات الصالحات فرفقاً رفقاً بقواريرنا البيضاء.
أنوار الغريب
حائل

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved