|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
يبدو لي أن موضوع السعودة قد أخذ نصيباً وافرا من الإعلام المقروء والمسموع وشكلت له العديد من اللجان من أجل وضع قاعدة أساسية لفتح المجال أمام الشباب السعودي للمساهمة في عملية البناء بهذا الوطن ولكن ما زالت المشكلة قائمة ولم تحل بعد على الرغم من أن الفترة الفرضية ليست قصيرة من عمر هذه اللجان واعضائها ولابد أن هناك خللا في آليات عمل تلك اللجان ووجود مرونة تجاه الشركات والمؤسسات التي أصبحت فاعليتها محدودة وجهودها في عملية السعودة ضئيلة لا تشكل إلا نسبة 7%, والهدف من السعودة هو إيجاد عمل أو وظيفة لكافة المواطنين والمواطنات ممن يحملون مؤهلات علمية ومهنية تؤهلهم للقيام بأي عمل يكلفون به من قبل اصحاب الشركات والمؤسسات.
ولكن مما يؤسفنا أن بعض أصحاب الشركات والمؤسسات لم يكن لديه أدنى مشاركة في قضية السعودة وان استجابوا فبشروط قاسية ومرتبات متدنية, ومن الملاحظ على رجال الأعمال ما أن تكون هناك مناسبة صناعية أو ندوة اقتصادية تجدهم يتصدرون الأماكن الأمامية وبمشالحهم الفخمة وعندما تذكر السعودة من خلال المقابلات التلفزيونية تجدهم يتكالبون على التصريح واننا نرحب بأي شاب يرغب العمل لدينا وسوف يجد التشجيع المعنوي والدعم المادي وهذا كله كلام مظهري للإعلام فقط,أما دور هؤلاء فيقتصر في المناسبات المهنية بوضع لافتات إعلامية في الميادين العامة وعلى أسوار المباني عن السعودة وما أدراك السعودة أما تحقيقها على أرض الواقع فهذا مستحيل ونحن ندرك أن الدولة دعمت القطاع الخاص دعما لا مثيل له من خلال منحهم القروض الميسرة وبدون فائدة بالإضافة إلى الإعانات التي تقدمها الدولة لهم بالإضافة إلى منحهم أراضي مجانا لإقامة مشاريعهم ومرورا بتخفيض رسوم وقيمة استهلاك الكهرباء لهم, هذا ما قدمته الدولة لهم ولكن نوجه سؤالا لبعض رجال الأعمال ماذا قدمتهم للدولة؟؟
أليس من الواجب عليكم ان تردوا جزءا من أفضال الدولة عليكم من خلال توظيف الشباب في منشآتكم التجارية التي تدر عليكم أموالا طائلة اللهم لاحسد.
لذا اقتصر دوركم على الإعلام الإعلاني فقط من خلال ما نطالعه عبر صحفنا المحلية التي لو أنكم جادون بتوظيف الشباب لما وجدنا هناك بطالة أبدا ولكن أردتم من الإعلان ان تقولوا أعلنا ولكن لم يتقدم أحد لدينا (بعذرهم لو ما تقدموا من الشروط القاسية) وفي أحد الأيام عملت احصائية لعدد الوظائف المعلنة عبر جريدة واحدة فوجدتها أكثر من عشرين وظيفة باليوم الواحد فقط, والمشكلة لا تكمن بعدد الوظائف لكن بالشروط التعجيزية والتي معناها (ما نبغاكم ما نريدكم اقلبوا وجهكم) والذي يؤكد صحة كلامي اقرأ أي إعلان في جريدة يومية تعلن الشركة الفلانية أو المؤسسة العلانية عن وظائف للسعوديين فقط ثم اقرأ الشرطين اللذين هما بمثابة السكين والمسنة.
1 أن يكون لديه خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات.
2 أن يجيد اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة وتحدثاً.
وسوف أتناول كل شرط على حدة مثلا شرط الخبرة التي يطلبها أصحاب المؤسسات أو الشركات لمن أراد الوظيفة ونتساءل من أين يأتي بالخبرة إذا كانت كل المؤسسات والشركات تطلب هذا الشرط والخبرة معناها أنه كان لديه وظيفة إذا كان لديه وظيفة معناه أنه يأخذ مرتبا شهريا وإذا كان يأخذ مرتبا (يعني مستانس ومبسوط) وانصح كل شاب لديه وظيفة أن يعض عليها بأسنانه وأضراسه ويتشبطها بيديه ورجليه.
وأوجه سؤالا آخر لماذا تصر كل الشركات والمؤسسات على خبرة ثلاث سنوات هل هو تفاؤل بهذه المدة أم يتبركون بها؟ لماذا لم تكن سنة أو أشهرا؟ وربما أن هناك لغزا مجهولا يعرفه رجال الأعمال فقط وربما فرض هذا الشرط قد يؤدي إلى دفع مبالغ مالية لشركة أو مؤسسة من أجل أن يعطوه شهادة خبرة مزيفة لو كانت مدتها بعشر سنوات.
أما الشرط الثاني فهو (أردأ من الأول) لابد أن يجيد اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وتحدثاً يعني (بلبل بالانجليزية) وهذا يعني أن الشرط الأول (طردة) والشرط الثاني معناه (ظف وجهك وخذ ملفك) فهل هذا الشرط يشجع على السعودة أو يولد الحماس لدى الشباب للالتحاق بالقطاع الخاص، وهذا الشرط يعتبر قاسياً ومرا بل أمر من الحنظلة, وبحكم أننا نعرف نشاطات الشركات والمؤسسات التي تعتمد على اللغة العربية والذين يتعاملون معها هم منا وفينا يعني عرب أما لو كانت شركاتهم متخصصة بتصنيع الأجهزة الإلكترونية الكهربائية أو صناعة قطاع السيارات لقلنا معهم حق ولو أن عملاهم من الخواجات لقلنا انهم مصيبون, ولكن الحق عنكم بعيد كبعد المشرقين والمغربين وفي النهاية أوجه سؤالا لرجال الأعمال لو أن الدولة اشترطت عندما تقدمتم بطلب قرض مالي لتمويل مشروعكم الصناعي أو الزراعي أو التجاري ان يكون لديكم خبرة ثلاث سنوات وإجادة اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وتحدثا ماذا يكون واقع الشرطين على قلوبكم وجيوبكم معا؟
ناصر بن عبدالعزيز الرابح حائل
|
|
|
|
|
