|
| شرفات
* الجزيرة بخارست:
للأرصفة مكتباتها، كما في معظم دول العالم، ففي مدينة كبخارست العاصمة الرومانية لم تعد الكتب تحتل مكانها اللائق على الرفوف وفي أماكن أنيقة، وفي مكتبات كبيرة توجد لهذه الغاية، بل نجدها هنا تحتل الأرصفة لتجد من يقتنيها باحثا عن الأفكار والآراء والمعلومات,, وعلى الرغم من أن بخارست تحوي العديد من المكتبات الرسمية العامة والخاصة، التي تستقبل روادها من جميع مشاربهم وعبر أوقات معينة، إلا أن مكتبات الأرصفة تبدو خارجة عن القانون، كونها لا تتقيد بدوام معين والقاسم المشترك هو أن الجميع يؤمون هذه المكتبات.
مكتبات المنطقة الأولى
تنتشر مكتبات الأرصفة في مركز المدينة بخارست العاصمة في منطقة الأونيفرسيتاتي المنطقة الجامعية والتي تعتبر أهم منطقة وتعد من الدرجة الأولى، واصحاب هذه المكتبات يحملون حقائبهم المليئة بالكتب في الصباح الباكر متوجهين الى مواقعهم ليبيعوا ما يحملون من كتب وحتى غروب الشمس حيث تغرب الشمس في فصل الصيف في التاسعة والنصف حين يعلنون انتهاء اليوم ليعودوا أدراجهم حاملين حقائبهم بالكتب المتبقية من عمل النهار.
كتب عتيقة وقديمة
خلال جولتنا على مكتبات الأرصفة كانت الملاحظة الأهم هي أن مكتبات الأرصفة لا تحوي إلا الكتب القديمة والعتيقة بعض الشيء ولا وجود لكتب حديثة إلا ما ندر وهذا مرده الى أن الكتب حديثة الاصدار أسعارها مرتفعة ولذلك فإن رواد هذه المكتبات يبحثون أولا عن الكتب القيمة وبأسعار بخسة وهذا ما يجدوه بشكل دائم, وهذا ربما يكون مناقضا لما يجب أن يكون إلا أن هذا هو واقع هذه المكتبات.
ففي حين ينبغي أن تكون الكتب القديمة النادرة هي الأغلى بين الكتب نظرا لقيمتها إلا أننا نجدها مطروحة في مكتبات الشوارع وبأسعار تكاد تكون بخسة.
ولعل لهذه المكتبات روادها الخاصين والمتخصصين بالبحث عن نوادر الكتب التي لا يجدونها في مكان آخر إلا هنا، لذلك لم نستغرب حديث البائعين حين قالوا إن بعض الرواد يسألون عن كتب الشاعر عمر الخيام أو عن الياذة هوميروس وكتب أخرى تطول قائمة تعدادها.
مصادر عدة لكتب الأرصفة
لدى سؤالنا عن مصادر هذه الكتب حاول بعضهم أن يداري الحقيقة, بعدم اعطاء الاجابة الصحيحة ويدخلنا بمتاهات الأدباء والكتاب كأن يقول:, معظم الشعراء والأدباء يبيعون كتبهم لحاجتهم الماسة للمال، فمكتبة أحدهم تحوي أكثر من ألف كتاب، وتصور هذا الرقم الكبير من الكتب حين يبيعه أحد الأدباء دفعة واحدة لابد وأن يقدم تنازلات بالأسعار وعندما نبيع هذه الكتب نضع أرباحنا المعقولة والمعقولة جدا,.
ومع أننا نستبعد هذا ونميل لاجابة أخرى قدمها آخر بقوله: إننا نحصل على الكتب من عدة مصادر أولها عن طريق المزايدات لكتب موجودة في مكتبات خاصة أعلنت افلاسها لعدم قدرتها على الاستمرار وندخل هذه المزايدات مع بعض الأشخاص المعروفين لأن لا أحد يشتري كميات من الكتب دفعة واحدة وقلة هم الذين يهتمون بمكتبات تحوي آلاف العناوين.
ثانيا: هناك مكتبات منزلية لأشخاص أو أدباء أو مهتمين بالأدب والثقافة والعلم حين يتوفى أصحابها ماذا يفعل الورثة بهذه الكتب، وأقصر طريق هو بيع تلك الكتب وبأي سعر كان.
مكتبات خارجة عن القانون
مكتبات الأرصفة التي ظهرت منذ أوائل التسعينات لا تتمتع بالشرعية لأن أصحابها لا يحملون تراخيص من المحافظة التي تنظم عمل المكتبات، ويمكننا الجزم بأن هذه المكتبات لم يكن لها وجود أبدا، قبل الثورة إلا أن الانفتاح الاقتصادي والتجاري فسح المجال لأصحاب هذه المكتبات أن يعملوا في تجارة الكتب القديمة ويطلق عليها البعض لقب المكتبات الخارجة عن القانون لأنها ليست مرخصة, وعلى الرغم من الجهود التي تقوم بها المحافظة لتنظيم بيع الكتب إلا أن الأمور ما زالت كما هي مع ظهور بعض الأكشاك التي أقامتها البلدية لهذه الغاية وهي تحمل التراخيص اللازمة لكن كتب هذه الأكشاك حديثة بعض الشيء ولا تلبي رغبة الباحثين عن النوادر من الكتب القديمة.
وبعد
يبقى لمكتبات الأرصفة في كافة الدول، وليس حصرا في بخارست، نكهة خاصة حيث نشاهد أنواعا عديدة من الكتب التي تعبر عن اهتمام تلك الشرائح الموجودة في كل بلد بأنواع معينة من الكتب، حيث لاشك أن ثقافة أي شعب تدل على مدى ثقافته وحضارته التي تنعكس على سلوكه.
وعلى كل الأحوال فإن انتشار تلك المكتبات حالة صحية مع أنها تأخذ الطابع التجاري إلا أن اهميتها تنبع من أنها تسعى لنشر الثقافة على كافة أنواعها مع الاشارة الى أن هذه المكتبات لا تسعى لنشر ثقافة الكتب الاباحية أو المجلات الصفراء مع أنها منتشرة في أماكن أخرى,,ولا يمكننا الجزم بمسألة الانتشار الأوسع لهذه الثقافة أو تلك، لكن القارىء يجد ضالته التي يجري وراءها وتلك هي الحرية التي يتمتع بها الشعب الأوروبي بشكل عام التي ربما نختلف، وربما نتفق معه في معناها وفي نوعية الكتب التي ينبغي أن تطرح في الاسواق.
|
|
|
|
|
