| شرفات
تحوز آثار المملكة العربية السعودية اهتماماً واسعاً من قبل المؤرخين والباحثين والدارسين وبخاصة تاريخ وجغرافيا آثار المملكة, وفي الملتقى الثالث لجمعية الآثاريين العرب الذي عقد بالقاهرة مؤخراً تحت عنوان دراسات في آثار الوطن العربي أثارت الأبحاث والدراسات التي تناولت الآثار والتاريخ في المملكة قبولاً واهتماماً كبيرين، وقد شارك في الملتقى 100 محاضر ما بين قسم الآثار القديم وقسم الآثار الاسلامية من بينهم العديد من الباحثين السعوديين.
أكد د, عبدالرحمن الطيب الأنصاري الأستاذ بجامعة الملك سعود ونائب المقرر العام لجمعية الآثاريين العرب ان الجزيرة العربية منذ القدم تعتبر مركز المنطقة والمحور العام لكل بلدان العالم، وقال: في ورقته الاطار الزمني لتاريخ الجزيرة العربية رغم انه من الصعب دراسة تاريخ الجزيرة العربية لصعوبة وجود اطار تاريخي محدد يمكن الانطلاق منه الا ان الجزيرة العربية منذ القدم تعد محوراً مهماً.
فقد كانت هناك معاهدات تجارية بين مكة والروم والفرس وسادت معارك حربية بين القبائل الشمالية بعضها البعض، وعن الاطار التاريخي الذي كتب به تاريخ الجزيرة من قبل قال د, عبدالرحمن: ان هناك ضعفاً حقيقياً في الاطار التاريخي الذي كتب بعد تاريخ الجزيرة بسبب قيام العديد من المؤرخين بتقسيم الجزيرة الى طبقات وقبائل فهناك العاربة والمستعربون والبادئة كل ذلك أدى الى نوع من التفرق والتشتيت بين أفراد الأمة العربية، حتى الكتابات التاريخية فيما قبل الاسلام للجزيرة لم تستطع بناء نظرة محلية لتاريخ الجزيرة وأفتقدت الأحداث التاريخية التواصل حتى أصبح المؤرخ في حيرة من أمره تجاه هذه الأحداث المتشابكة والمتداخلة، وقدم في النهاية تصورا تاريخيا يقوم على تحديد اطار زمني للأحداث وعلاقاتها ببعضها البعض زمنياً، وأن يكون موضع تنظيم وتنسيق لبداية ونهاية العصور التاريخية المختلفة.
تواصل
وتقدم د, عبدالقادر محمود بالاشتراك مع د, العباس سيد أحمد من جامعة الملك سعود بورقة عن أصل الأسرة الخامسة والعشرين كما تعكسها الجبانة الملكية في كرو، فالجبانة الملكية في الكرو أحد أهم المواقع الأثرية الخاصة بمملكة كوش، اذ انها تضم مقابر خمسة من ملوك الأسرة الخامسة والعشرين الستة الذين حكموا مصر، وكوش حتى حدود فلسطين، خلال الفترة الممتدة بين منتصف القرن الثامن ومنتصف القرن السابع ق, م، ثم استمر حكم أحفادهم لكوش حتى منتصف القرن الرابع الميلادي، وقد أكد الباحثان على وجود هذه الأسرة من مصدر حضاري من شقين، أولهما العمارة الدينية والعادات الجنائزية، وثانيهما أسماء أعلام الملوك بكوش وملكاتها خلال الفترة المعنية وما بعدها.
وتقدم د, عدنان الحارثي من جامعة أم القرى بورقة عن عمارة السلطان قايتباى المملوكي لمسجد الخيف بمنى سنة 874ه والتي أرجع فيها انشاء المسجد منذ عصر النبوة أو الخلفاء الراشدين على أقل تقدير ولم تكن هناك أي تجديدات طوال الفترة السابقة للعصر العباسي، فقد جاء أول تجديد له عام 256ه عندما تعرض للتلف بسبب السيول ثم جاءت عمارة السلطان قايتباى لتكون أو عمارة حقيقية أهتمت بهذا الأثر، ثم عرض بعد ذلك صور لهذا المسجد موضحة نقوشه وعماراته وجميع أجزائه.
المدارس الإسلامية وتاريخ وادي النيل
كما ناقش الملتقى العديد من الموضوعات الأثرية العامة في الأردن ومصر وادي النيل، فتقدم د, منير رشدان بورقة عن المدارس الاسلامية في الأردن منذ الفتح الاسلامي والعصر الأموي حيث ازداد اهتمام السلاطين والأمراء الأيوبيين والمماليك بالأردن لموقعه الاستراتيجي وذلك لكونه خط الدفاع الأول ضد الصليبيين ولهذا انشأوا العديد من الحصون والقلاع وكذلك المساجد والأماكن الدينية الأخرى، وقد تم العثور في الأردن على مدرستين تعودان الى العصر المملوكي وهذه المدارس ذات تصميمين مختلفين الأولى منها وجدت في الكرك والثانية في الشويك وهي تتبع طراز المدارس التي تجمع فيما بين المدارس المتعامدة والمساجد ذات الأروقة.
وتقدم د, يوسف الأمين من جامعة الملك سعود بمداخلة لدراسة ما قبل التاريخ في وادي النيل استعرض فيها الظروف والعوامل المختلفة بعد حملة انقاذ آثار النوبة عندما تقرر بناء خزان أسوان 1959 1965م .
وركز د, محمد مصطفى عبدالحميد في بحثه على الآثار الغارقة بمصر في مائة عام، حيث شهد العقد الأخير نشاطاً متزايداً في مجال الحفائر تحت الماء وقد عرفت معظم المواقع باسم البعثات الأجنبية العاملة بها، مشيراً الى ان أول حفرية في العالم قد تم كشفها منذ مائة عام كانت في ميناء الدخيلة الجديدة وهناك العديد من تلك الحفريات ما زال يحتاج للكثير من الحث والجهد.
|
|
|
|
|