| وطني
في خضم الحضارة التكنولوجية التي تتلاحق قفزاتها واختراعاتها يتسابق العالم بتصنيف دولة من خلالها,, فمن دول العالم المتحضر العظمى,, الى الدول النامية,, الى الدويلات الصغيرة التي ترنو الى ان تكون نجمات مضيئة في سماء هذه الحضارة,, وأي حضارة في هذا العصر التكنولوجي اقوى من حضارة الحاسب الآلي هذا الاختراع الذي غير سمة التاريخ ,, تغلغل في كافة جوانب الحياة فوجه جميع القنوات لتعبر من خلاله بلا استثناء ,, بل وتعيد صناعة اهدافها واساليبها وفق هذا الموجه الحضاري الجديد الذي اضحى المفتاح الآلي للتنمية والتطور بلا جدال,, وفي مقدمة هذه القنوات هي قناة التعليم,, فالتعليم هو الأساس الذي انطلق منه وله هذا الاختراع ,, لذا فقد تسابقت الدول الى الاستفادة الفعلية منه على اعلى مستوى من التهيئة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية.
وما دام التعليم لدينا في المملكة يساير الحضارة ,, مواكبا لمستجداتها,, وآخذا بمنافعها من منظور اسلامي ثابت فقد انطلق مشروع وطني للحاسب الآلي التعليمي باهداف تنموية تربوية، تعليمية، اقتصادية اوضحها القائمون على صياغته ومجملها:
1 تعليميا وتربويا : شبكة تبادل المعلومات باستخدام الحاسب الآلي من شأنها المساهمة في تطوير كفاءة المعلمين والادارة المدرسية واعتبار المعلومات جزءا من الحلقة التعليمية اليومية اضافة الى كونها قناة معرفية تمكن الطالب من البحث وتبادل المعلومات وتعينه في تنفيذ البحوث والواجبات وفي هذا ايجابيات عديدة ولاشك كونها تطلق افق الطالب من الحشو والتلقين الذي تعتمد عليه بعض المناهج وتساهم في آلية التعليم لدينا والنظرة القاصرة للتعليم من بعض فئات المجتمع على انه لازم لضمان وظيفة تهيىء العيش الكريم في نهاية مسيرة التعليم المضنية هذه,,
تطلق افق الطالب الى حيث البحث وتلقي المعلومات من مصادر متعددة يختارها هو وفق ضوابط معينة يوجهها المربي والمعلم الذي يتلقى معه المعلومات في تأهيل وتطوير مستمر لمعلوماته وقدراته وتحقق المساهمة في تكوين شخصيته العلمية والاستفادة من قدراته ومواهبه وطموحاته بعد اكتشافها.
2 اقتصاديا: عبر الحاسب الآلي سيتم الاتصال بين الجهات التعليمية لتوفير تبادل التنظيمات والبيانات التي تساعد المخطط التربوي على تقديم خطط مساندة في المستقبل ولعل النظرة البعيدة التي لو تحققت لتحقق الكثير من تخفيف العبء الاقتصادي على الدولة وهي تقديم نظرية الدراسة عن بعد,, بحيث يتلقى الطالب العلم من بيته وفي هذا تقليص لاعداد المباني التي لابد وان تستوعب تزايد عدد الطلاب المتلاحق مع تزايد سكان الدولة.
وفي كل هذا توفير اقتصادي يؤدي الى اعادة تنظيم بنود الميزانية العامة للدولة بما يحقق الرفاهية والتطور لانسان هذا البلد من فائض التوفير والتبعات الاقتصادية بعيدة المدى التي يقدرها علماء الاقتصاد.
ومن منطلق توحيد السياسة التعليمية للبنين والبنات واعتبار ان التعليم لا يتجزأ كما المجتمع متمازج بشطريه ,, فقد وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد الامين حفظه الله بان يشمل مشروع وطني جميع مدارس المملكة للبنين والبنات وقد احدث هذا التوجيه الكريم ردود فعل ايجابية رائعة لدى المسؤولين والمسؤولات برئاسة تعليم البنات وفي كافة الاجهزة التعليمية الاخرى لما لهذا المشروع من عوائد وايجابيات مؤملة على العملية التعليمية والتربوية وعلى النمو الحضاري لكافة اجهزة الدولة, لكن هذا يدعونا الى طرح عدد من التساؤلات ,, وكم من الآمال والطموحات فاستعدادات وزارة المعارف,, رغم قصر المدة التي تم اعلان المشروع فيها واضحة ومحددة المعالم حيث قد سبقت بدراسات وتخطيط لمعرفة الجدوى والامكانات واخذت من ثم مكانها الاكبر في المشروع,, لهذا فهي تنطلق من ارض صلبة وسؤالنا وطموحنا هل سيأخذ تعليم البنات ذات الاهتمام والدراسة,, ونفس الحيز الذي اخذه تعليم البنين من المشروع.
هل مدارس البنات مهيأة حاليا لاستقبال هذا المشروع من حيث المباني فصولا واجهزة وطاقة كهربائية؟ ومن حيث الطاقة البشرية المؤهلة؟
كم عدد الفصول الدراسية الحالية التي طبقت نظام تدريس الحاسب الآلي ومدى ما وصلت اليه في تعليم الحاسوب وتطبيقه فعليا؟
ما الامكانات التي يجب تهيئتها في مدة زمنية معينة ليمكنها من الانضمام للمشروع بفاعلية؟
فمن حيث تأهيل الكوادر البشرية فالمعروف احتياج هذا المشروع الى تأهيل كافة المعلمات بجميع التخصصات وان كانت هناك اولويات كذلك عدد من الاداريات وهذا يعني الاحتياج الى تأهيل من هن على رأس العمل حاليا عبر برامج تدريبية متخصصة في مراكز التدريب الموجودة حاليا مع تطوير واستحداث مراكز تدريبية جديدة تستوعب هذا الكم.
كما يحتم استحداث مناهج للتدريب على الحاسب الآلي واستخدامه في التدريب في كليات التربية بكافة اقسامها وزيادة عدد المقبولات في اقسام وكليات الحاسب الآلي وفتح اقسام جديدة في جميع الكليات والجامعات بالمملكة بحيث تغطي بعد فترة زمنية كافة الاحتياجات.
وخاتمة القول ان هذا المشروع الحضاري الضخم يحتاج الى دعم المجتمع وخاصة اصحاب رؤوس الاموال، يحتاج الى توعية مكثفة لوعي دورهم في هذه المرحلة الهامة من بدء المشروع ويحتاج الى توعية مكثفة لمنسوبي ومنسوبات التعليم لاستقبال المشروع كل حسب الاستراتيجية موثقة.
* عضو شعبة التدريس والمسؤولة الاعلامية بادارة الاشراف التربوي للبنات بالرياض
|
|
|
|
|