| مدارات شعبية
من الشعر ما قرأنا ومنه ما سمعنا ولكن قليل الذي يرسخ منه في الذاكرة إلا ما ارتبط منه بمواقف سواء على الصعيد العاطفي او الاجتماعي ومن قلة من الشعراء ولكن في اعتقادي ان هذه الصفة قد اضمحلت وتلاشت نهائيا مع غياب الشعر الشعبي القديم لحلول شعر الحداثة في زمن الطفرة الشعرية الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وانعدمت فيه معالم الرؤية الحقيقية للشاعر المميز وللشعر الذي يعالج خلجات النفس ويرمم بقايا الروح التي تكسرت من الم اللوعة والفراق أياً كان نوعها وقد قال الفيلسوف ارسطو طالس: اعتقد ان للشاعر موهبة زرعت فيه إلا انه أكد على ان الشاعر بحاجة إلى مهمة شاقة وعمل دؤوب كي يخرج عمله جليلا قادرا على الحياة,, ومن هذا المنطلق نستطيع ان نقول ان الشعر موهبة ربانية يهبها الخالق لمن يشاء من عباده فمن هؤلاء الشعراء من كلف نفسه العناء والمشقة حاملا لواء الشعر نحو الأضواء والشهرة استشعارا منه بأهمية هذا الموروث الشعبي الجميل من خلال صقل هذه الموهبة عن طريق الانغماس في هموم الساحة الشعبية والمتابعة الجادة لكل ما يطرح وجدير بالقراءة والاطلاع لكي يطور ملكته الشعرية التي تعكس الصورة الحقيقية الجميلة لمادته الشعرية ومدى قبولها لدى الجمهور,, دون الجنوح إلى قعر الغموض الشعري الذي قد يفقد القصيدة نكهتها وان كان في بعض الأحيان سراً من أسرار الابداع الشعري ولكن البعض من شعرائنا ممن يحملون لقب شعراء الحداثة انزلقوا في جليد الغموض مما أحدث فجوة كبيرة بين الشاعر والجمهور من الصعب رتقها وعندما تتاح لك الفرصة لقراءة بعض أشعارهم تصاب بنوع من الملل لعدم وضوح الرؤية والتلاعب بالألفاظ وكأنهم قادمون إلينا من كوكب آخر غير الذي نحن فيه لا نفقه ما يقولون إلا في حالة واحدة عن طريق الاشتراك في قناة الأوائل براديو وتلفزيون العرب وبذلك نستطيع فك الشفرة ومعرفة ما يقولون لأنهم في الحقيقة شعراء مشفرون.
|
|
|
|
|