أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th November,2000العدد:10290الطبعةالاولـيالخميس 4 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

خطأ المفاهيم
من الأخطاء التربوية ما قد يتصوره البعض من الفهم الخاطئ لبعض المفاهيم والقيم، فنجد من يتعالى ويفتخر بقدرته على الخيانة والاحتيال والكذب والنفاق والتلوي وربما السرقة وقد يصل به الأمر إلى درجة قوله تعالى: وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وفي هذه الآية يتضح المرض وأفضل علاج,,!
وهذا الفهم الخاطئ ناتج عن جهل وعدم معرفة لما تعمله تلك المفاهيم في الأنفس في أن ترفعها إلى نفس مطمئنة أو تردها إلى أسفل سافلين فعمل الطاعة والمعصية في النفس أن الطاعات ترفع النفس إلى درجة العزة والكرامة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وأما المعاصي فتردها إلى أسفل سافلين ثم رددناه أسفل سافلين وكما هو معروف أن الإسلام أتي بأحكامه ونواهيه ليرفع النفس البشرية ويطهرها ويعيدها إلى فطرتها السليمة التي فطرها الله عليها، فكل نفس مفطورة أو مخلوقة على الخير والصدق والأمانة وحب الكرامة والشرف.
لهذا كله فليس من المعقول ولا من المقبول أن يصبح الكذب مفخرة ولا الخيانة وقفة اعتزاز ولا الخداع ذكاء أو أن يكون النفاق ضرباً من القدرة الخارقة بل هي والله أمراض نفسية تقود الأنفس إلى الخطأ غير المدرك وإلى مرحلة سفلى قد تستحل ما حرم الله سبحانه وتعالى أو تحرم ما أحل,,! وهي في مجملها تجتمع في شيء اسمه النفاق.
ولو أخذنا الكذب مثالا لوجدنا أن الإسلام اعتبر من يتحرى الكذب يكتب عند الله كذابا فكيف يمكن التعامل على من كتبه الله عنده كذاباً,,!؟ وكيف تكون الثقة فيه,,؟
وبالتالي لابد أن يعمق في الأذهان التفريق بين الفضائل والرذائل وبين ما يعلو بالنفس ويكرمها وبين ما يردها إلى أسفل سافلين، فالصدق يقود إلى الخير والخير يقود إلى العمل الصالح والعمل الصالح يؤدي بالتالي إلى حسنة الدنيا والآخرة.
مجيب الرحمن عثمان العمري
الباحة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved