| عزيزتـي الجزيرة
كوكب الأرض يعيش لغة الحاسب والاتصالات حيث اصبحت الكرة الارضية مدينة واحدة، ما ان يحدث شيء في شرقها حتى يعلم ذلك غربها في دقائق معدودة.
نسمع ونقرأ عما وصلت اليه الدول المتقدمة من تنافس محموم في تقديم افضل واجود وسائل الاتصال وأقلها ثمنا على الاطلاق فلقد روى احد الاصدقاء عن مدى التنافس هناك حيث كان مبتعثا الى (الولايات المتحدة الامريكية) وما ان استقر في شقته حتى تهافتت جميع شركات الاتصالات الى تقديم خدماتها وعرض كل منها ميزاتها وعروضها وعندما تعاقد مع احدى الشركات الضخمة تقدمت شركة اخرى بعرض آخر عليه ودفعت له شيكا بمبلغ مائة دولار بشرط ان يترك الشركة التي تعاقد معها وبالفعل قبل الشيك وتعاقد معهم.
ونحن هنا للاسف الشديد ما ان سمعنا بطرح خدمة جوال العائلة حتى ادلى كل بدلوه منهم من اطلق عليه (جوال السائقين) وآخر (جوال الحريم) وانا لا اعرف لماذا نقابل مثل هذه الخدمات بالسخرية والتهكم الشديدين.
لماذا؟ سؤال يطرح دون ان يجد جوابا شافيا لماذا؟
نرجع الىالخلف دائما ونحن أمة أورثت للعالم بأسره العلم والمعرفة الحقيقيين لماذا؟ هل نحن نعيش قرون الظلام والجهل، هل اصبحنا من دول اوروبا في القرون الوسطى نقابل كل جديد بالاستهتار لا نحن خير امة اخرجت للناس وحري بنا ان نكون على قدر هذه الآية وان نتمسك بحذافيرها ونطلق العنان للافكار ونطرق جميع الابواب لطلب العلم واذا نظرنا الى احدى دول آسيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مهزومة وهي اليابان نجد انها لم تقف مكانها بل انطلقت الى جميع الجهات، وخلال خمسين عاما (1945م 2000م) وبكل جدارة اصبحت احدى الدول الصناعية المتقدمة الى درجة مقارعة الولايات المتحدة نفسها.
ونحن هنا نتسابق على ما هو جديد سواء في احدث صيحات الموضة وقد نهدر وقتا ثمينا فيما لا طائل وراءه.
غازي محمد القحطاني
|
|
|
|
|