| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة :
وضع جوهر الصقلي القائد الفاطمي أساس هذا المسجد في يوم الاحد 3/4/970م 359ه وبعد عامين تقريبا تم الانتهاء من بنائه وافتتاحه للصلاة في 24/6/972م وهو الموافق لليوم الرابع من شهر رمضان عام 361ه.
ومنذ ذلك الوقت صار ذلك الجامع من اهم الجامعات الاسلامية كافة، يجتمع فيه عدد وفير من الطلاب من جميع انحاء العالم الاسلامي من ساحل الذهب حتى ولايات الملايو ولكل شعب رواق خاص به حيث يتلقى الطلاب جميعا على ايدي شيوخ الجامع الازهر دروسا في مختلف فروع الثقافة العربية والاسلامية.
ومنذ الولاة الفاطميين وهناك حرص دائم على اعمار الجامع وحبس الاوقاف عليه فمثلا جعله الخليفة العزيز بالله معهدا علميا وانشأ به ملجأ للفقراء يسع حوالي 35 شخصا ويروى ان البناء الاول للمسجد كان به طلسم عبارة عن صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة اعمدة حتى لا يسكنه طير ولا يفرخ به.
كما يقال ان اسم الازهر مشتق من لقب السيدة فاطمة رضي الله عنها وهو لقب الزهراء وكان هناك مقصورة باسمها عند انشاء الجامع.
وفي عصر الدولة الايوبية وهي دولة سنية على عكس الفاطمية الشيعية عملت على محو كل اثر شيعي من الجامع الازهر، فمنعوا الخطبة فيه ونظموا كثيرا مما اوقف له من قبل وانقضى نحو قرن من الزمان قبل ان يستعيد الجامع الازهر رونقه عندما جاء الملك الظاهر بيبرس وزاد في بنائه وشجع التعليم فيه واعاد الخطبة اليه عام 665ه 1266م.
وكان الخيلفة المملوكي قايتباني شديد الولع بالعمارة عامة وبرعاية الجامع الازهر على وجه الخصوص فزاد في بناء المسجد عام 900ه واقام عددا من المنشآت للفقراء والعلماء واستمر نجم الجامع الازهر في الصعود كواحد من اقدم الجامعات الاسلامية خلال العصور الوسطى اذ كان قبلة للطلاب واهل التقى من كل صوب نظرا لتعدد المدارس الفقهية به ولتوسطه العالم الاسلامي وايضا لقربه من ارض الحجاز المقدسة.
في عصر والي مصر محمد علي باشا الكبير عام 1826 ارسل محمد علي بعثة علمية الى باريس من طلاب الأزهر لاضافة بعض الدراسات كالرياضيات والتاريخ والعلوم بما يضفي الحيوية والحياة الى هذه الجامعة العتيقة وعندما تولى الخديو عباس الثاني الحكم تقدم اليه الشيخ محمد عبده بخطة لاصلاح الازهر ووفق الى استصدار قانون تمهيدي في 17 رجب 1312ه وتألف مجلس لادارة الازهر من اكابر شيوخه الذين يمثلون المذاهب الاربعة وعني المجلس بحركة الاصلاح ورفع المرتبات واستصدار قانون لكساوى التشريف والاهتمام بمساكن المجاورين وانشاء المكتبات في عام 1901م كان يذهب الى الجامع الازهر اكثر من خمسة آلاف طالب يتلقون علومهم على ايدي مائتين وتسعة وثلاثين من الاساتذة حيث كان التعليم بالمجان للمصريين وغير المصريين على السواء.
ومع توالي الحكومات المختلفة كان الحرص على تطوير منشآت الجامع الازهر من ناحية وتطوير القوانين الخاصة به من ناحية اخرى.
ومن اشهر هذه القوانين ما صدر عام 1911م وعام 1923م وعام 1931م ثم القوانين التي اصدرها عبدالناصر في بداية الستينيات والتي تباينت الآراء كثيرا بشأن تطويرها للازهر او تحجيمها لدوره.
وكان لشيوخ الازهر العظام وقفات جليلة في النضال الوطني والسياسي وفي الذود عن الثقافة الاسلامية وعلى رأس هؤلاء الشيخ محمد عبده ومصطفى المراغي ومحمد ابو زهرة ومصطفى عبد الرازق وأحمد حسن الباقوري ومحمد البهي وعبدالله دراز وعبدالحليم محمود وحسنين مخلوف ومحمد الطيب النجار ومحمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي وغيرهم.
كما كان من المعتاد ان ينتخب شيخ الازهر من قبل هيئة كبار العلماء لكن تم حل هذه الهيئة وتحويلها الى مجمع البحوث الاسلامية وأصبح شيخ الازهر يأتي بالتعيين من قبل الحكومة، ولكن هذا لم يؤثر في كون شيخ الجامع الازهر اهم مرجعية اسلامية في مصر على الاقل.
ولا يزال الازهر جامعا وجامعة يقدم الامثلة الحية على النضال الوطني والذود عن الحضارة الاسلامية رغم مرور ما يزيد على الف سنة على افتتاحه للصلاة في الرابع من رمضان عام 361ه.
|
|
|
|
|