أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th November,2000العدد:10290الطبعةالاولـيالخميس 4 ,رمضان 1421

محليــات

وزير الزراعة لـ الجزيرة
مرض حمى الوادي المتصدع انحسر بشكل كبير وسيتم التخلص منه في القريب العاجل
* جازان حسن الظلمي
اكد معالي وزير الزراعة الدكتور عبدالله بن معمر بأن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً في القضاء على حمى الوادي المتصدع في منطقة جازان وقال معاليه في تصريح ل الجزيرة بأن الوضع الآن طيب وقد اطلع صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز على احصائات وبيانات ونتائج الجهود التي قامت بها الوزارة والتي ولله الحمد تدل على ان المرض انحسر بشكل كبير وسيتم خلال اسابيع قليلة بمشيئة الله التخلص من هذا الوباء.
وابان معاليه ان الاحصائيات التي اوضحت بأن عدد الاغنام والضأن التي نفقت في بداية الامر وصلت الى 14,600 رأس وحالة اجهاض بأن آخر ماصدر منها مع بداية شهر شعبان الماضي لم يظهر سوى عدد محدود من حالات النفوق والتي لا تتجاوز 113 حالة من الضأن والاغنام وحالات الاجهاض انحسرت الى 87 رأسا فقط وهو ما يدل على ان الجهود التي تقوم بها الوزارة تسير في الطريق الصحيح.
وحول الجهود التي تقوم وما زالت تقوم بها وزارة الزراعة في هذا الاتجاه ابان معاليه ان الوزارة قطعت شوطاً كبيراً في سبيل القضاء على هذا الوباء من خلال ازالة مسبباته والتي من اهمها عمليات الرش وازالة المستنقعات التي تشكل المصدر الدائم لوجود البعوض والعودة للاسراب والاجيال الجديدة.
واشار معاليه الى ان العمل حالياً يتركز على التخلص من هذه المستنقعات ومعاملتها بالمادة البكتيرية التي تنشر على اطراف المياه الراكدة وفتح العقوم التي تحتجز المياه وتجعل منها مستنقعات يتم فيها وضع بويضات البعوض والتفقيس خلال 5 الى 7 ايام.
واشار معالي وزير الزراعة والمياه في حديثه قائلا ان الاعداد الكبيرة من السكان حول بحيرة الينيبع في منطقة الحميراء تشكل خطرا وبائيا ولكن وزارة الزراعة عملت بكل امكاناتها لتصريف تلك المياه ومعالجتها بالمادة البكتيرية واشار معاليه ان المادة البكتيرية تستخدم على نطاق واسع في العالم وثبت انها مادة فعاليتها عالية جداً ونسبة القضاء على يرقات البعوض تصل الى 99% وقال معاليه يوجد في منطقة جازان حالياً متخصصون من مصنع في ميامي بالولايات المتحدة الامريكية لانتاج هذه المادة وقدموا خصيصاً لمشاهدة العمل الذي ينفذ والطريقة التي تستخدم فيها هذه المادة وقال وللتأكيد ان الاستخدام سليم نطمئن الجميع ان هذه المادة البكتيرية ليس لها اي مفعول ضار وان المادة البكتيرية تستخدم في مياه الشرب وهي تستخدم في جميع سدود العالم للقضاء على البعوض او اي يرقات اخرى اضافة الى ان مفعول هذه المادة المستخدمة مفعول سريع وينتهي بمرور الوقت الذي لا يتجاوز مدة اسبوع وليس له تأثير او مضاعفات جانبية على من يستخدم تلك المياه سواء لشرب الحيوانات او اغراض اخرى وهي سليمة وآمنة وهذا ما اؤكد عليه ليس فقط على طريق المصدر الذي ينتج هذه المادة وهم قادمون لهذا الغرض ومنظمة الاغذية والزراعة بحكم انها جهة دولية ويهمها الانتاج الزراعي والمحاصيل الزراعية وايضاً تستخدم هذه المادة في صرف المياه الزراعية داخل المزارع فأكدوا وكان معنا الخبير ديفس خبير منظمة الفاو الذي قال بأنها استخدمت على نطاق واسع ويوصي باستخدامها وليس لها اي اضرار جانبية,وحول سد وادي الريث الذي تم التخلص منه من عملية المياه الراكدة والمستنقعات ورشها بمواد كيميائية والاسمدة لمكافحة البعوض وهل يمكن انسحاب ذلك البعوض الى اماكن اخرى كسد وادي جازان الذي يمثل مشكلة خطيرة تنتقل فيها البعوض والحشرات ورأينا جهود وزارة الزراعة ولكن على اي مستوى وصلت هذه الجهود؟ قال معاليه ان بداية الجهود كانت مركزة في بحيرة سد وادي جازان منذ بداية الاعمال التي تقوم بها وزارة الزارعة والمياه في منطقة جازان والبحيرة على نطاقها الواسع وحجمها الكبير كان فيها اجيال واعداد هائلة من البعوض ولكن تم معاملتها على مدى شهر كامل واخذت عينات من مياه البحيرة وكذلك رصد اعداد الحشرات المتواجدة في البحيرة قبل وبعد الرش والذي ثبت انه وبعد 3 اسابيع من عمل الرش المكثف فان البعوض تقلص تماماً وهذا حسب ما ورد الينا من تقارير ومعلومات من نتائج معمل السموم بجامعة الملك سعود بأن النسبة تصل الى 95% للقضاء على البعوض الذي كان يتواجد في تلك المنطقة وكان هناك نتائج 100% اي انه ليس هناك اي يرقات جديدة صهرت في بحيرة السد واكد معاليه ان بحيرة السد حالياً خالية من البعوض وفي نفس الوقت اكدت النتائج ان الحشرات الاخرى لم يلحق بها اي ضرر من استخدام هذه الماده المستخدمة او المبيدات التي استخدمت في الرش الجوي والسبب يعزى بأن توقيت الرش بالنسبة للبعوض تقرر ان يبدأ من الساعة الخامسة والنصف صباحاً من كل يوم وهي الفترة التي تنشط فيها حركة البعوض ويكون لها نشاط كبير ويستمر الى الساعة العاشرة صباحاً وان الحشرات الاخرى ليس لها نشاط في هذا الوقت وكان ذلك مما يجعلها الا يلحق بها ضرر من مفعول هذا المبيد واستخدام الرش بشكل يومي وقال معاليه ان الفترة الثانية لاستعادة فرق الرش الارضية والجوية لنشاطها هناك فترة مسائية تبدأ في تمام الساعة الرابعة عصراً وهذه الفترة ليس للحشرات الاخرى فيها اي نشاط واوضح الوزير ان ما يؤكد لنا ذلك انه تم اخذ عينات في اوقا ت مختلفة على مدار اليوم ووجد بعد ان اكتمل الرش واستخدمت تلك المادة بأن الحشرات الاخرى متواجدة واكد معاليه انه تلقى تقريرا من معمل السموم بجامعة الملك سعود بذلك الصدد وقال انني بنفسي اطلعت على سد وادي جازان ووجدت الحشرات المتواجدة ليس لها علاقة بالبعوض ونقل هذا الوباء.
وعن المناطق الجبلية التي تختلف فيها الطبيعة الجغرافية عن المناطق التهامية بحكم جبالها المرتفعة وغاباتها الكثيفة والتي يتواجد بها البعوض ولا يوجد بها خطوط قال معاليه الفرق تعمل حالياً بشكل منتظم وهي موزعة حسب برنامج زماني وتنتقل للقرى في اعالى الجبال للرش من خلال الفرق الارضية ووجود اماكن عالية هناك قد لا تصلها سيارات الرش وقد وجهت طائرات لعمل الرش في تلك المناطق الجبلية المرتفعة واحب ان اؤكد للاطمئنان انه لم يوجد انتشار او نشاط واسع لهذا المرض وقد كانت والحمد لله الاصابات محدودة ولكن للاحتياط والقضاء على اي تواجد لهذا البعوض الناقل لهذا المرض تم الرش عن طريق الرش الجوي والسيارات بالرش الارضي,وحول تذمر مربي المناحل في المنطقة من عملية الرش اشار معالي وزير الزراعة بأن الوزارة تبدي تعاطفا كبيرا وليس فقط تعاطف فإنها مسؤولية تهم وزارة الزراعة والمياه لانها هي الجهة المسؤولة عن المحافظة على البيئة بشكل عام ولا ضرر يلحق بكائنات حية سواء النحل او غيرها وفي هذا الصدد نحن دوماً نبلغ المحافظات والمراكز والدوريات اليومية حسب التنسق الذي تم من اللجنة المحلية في امارة منطقة جازان بأن يكون هناك تبليغ قبل الرش بيوم او يومين لجميع المعنيين بتربية النحل سواء في الجبال ام على الاشجار والاودية التي سيتم معاملتها بالرش وقال معالي الوزير لقد التقيت بعديد من مربي النحل واكدوا انهم تلقوا هذه التعليمات ولكن لصعوبة نقل مثل تلك الطرود من اعالي الاشجار وتنزيلها من الجبال فكانوا يستخدمون اغطية وقائية فقط ثبت انها لا تقي النحل والنحل يعتبر من الحشرات الحساسة والتي تتأثر بالمبيدات الى وجود خسائر على اصحاب المناحل.
واكد معاليه: وانطلاقاً من حرص الوزارة على مصلحة المواطن فهي تقدم كميات وطرودا كبيرة وتوزعها سنوياً مجاناً على اصحاب المزارع لانتشار تربية النحل وانتاج العسل في عموم مناطق المملكة وقد تم طلب طرود بكميات كبيرة وان شاء الله سيتم توزيعها على اصحاب ومربي النحل فيما بعد,
تجاوب المقام السامي
وقامت الجزيرة بزيارة لمستودع التموين الطبي في جازان والتقت بالدكتور عبدالله حسين عشي مدير التموين الطبي بمنطقة جازان الذي أوضح انه منذ ان تلقت وزارة الصحة خبر اشتباه وجود حالات مرضية بالمنطقة من هذا المرض بدأت وعلى الفور الاتصالات المكثفة من قبل التموين الطبي وادارة المختبرات بالوزارة معنا للامداد بالمستلزمات الطبية والمخبرية الضرورية لمكافحة المرض, وعلى الفور تم امداد مستشفى العارضة بأجهزة مخبرية حديثة ومتطورة وكذلك المستشفيات المواجهة للمرض,وعندما قام وزير الصحة بزيارة المنطقة كان من اهم الامور التي ركز عليها طلب بيان سريع باحتياجات جميع مستشفيات المنطقة ومراكز الرعاية الصحية الاولية وتم اعداد تلك الطلبات بواسطة لجنة من قبل الشئون الصحية بالمنطقة ثم رفعت لمعاليه والذي بدوره رفعها للمقام السامي الكريم ولله الحمد كان لولاة الامر حفظهم الله الدور الفعال والمتميز الذي تعودنا عليه في هذا الشعب المعطاء فصدرت الموافقة السامية بتأمين تلك الاحتياجات وسرعة ارسالها لمنطقة جازان.
وما تلاحظونه الآن في هذا المستودع من ملازم طبية وادوية ومعدات رش ومبيدات تم تأمينها ودعم المنطقة بها ونحن بدورنا نقوم بعرضها على الفور للجهات المستفيدة حتى تصل للمريض في اسرع وقت,وعن الاسلوب المتبع في توزيع الناموسيات التي قامت وزارة الصحة بتأمينها فأود الافادة بأن هناك تعاونا بين وزارة الصحة وامارة المنطقة في ذلك حيث صدرت التعليمات بأن تُكوَّن لجان من امارة المنطقة والشرطة والشئون الصحية بجازان تتولى عملية توزيع هذه الناموسيات حسب اولويات محددة فكان التركيز في البداية على المناطق التي لم تصل اليها الكهرباء بعد ثم المناطق التي ظهرت بها الحالات وهكذا.
اكتشاف المرض من الحالة الثالثة
مستشفى الملك فهد المركزي بجازان خصص في البداية جناحين للعزل وهما جناح الباطنة رجال وجناح الكلى وهذا ما اوضحه مدير المستشفى علي احمد الحربي الذي بين انه عند ازدياد الحالات اضيف جناح آخر وهو الباطنة نساء للعزل كمساند للجناحين بسعة سريرية مقدارها 50 سريرا للعزل تحسبا لازدياد العدد حيث انه اقصى عدد من المرضى المصابين الذين كانوا متواجدين بالمستشفى لا يزيد عن ثلاثين حالة, والمرض ليس بجديد على العاملين في القطاع الصحي حيث هناك خطة عالمية للوباء والوقاية منه, وقد تم التعامل مع المرض كأي وباء يحدث حسب الخطة الوقائية العالمية المعمولة لمثل ذلك حيث تم في بداية الامر فصل هذين القسمين عن التكييف المركزي بوحدتي تكييف عادية ومنفصلة عن المستشفى ويتم سحب الهواء من داخلها من خلال مراوح شفط بأنابيب ممتدة الى منطقة مخصصة خارج المستشفى بالاضافة الى تزويد العاملين في هذين القسمين بملابس واجهزة وقاية عالية المستوى حيث اننا لا نعرف ماهو المرض ولكن بعد التعرف على المرض بدلت الملابس واغطية الوجه وقفازات الايادي، كما تم تعديل مواعيد الزيارة لاقسام العزل في اوقات مخصصة واقتصارها على المقربين جدا للمرضى, كما تم توجيه اقارب المرضى عند الزيارة بارتداء زي الحماية، وفي اماكن مختلفة شعرنا بوجود حمى نزفية او مرض فيروسي غريب وغير معروف لدينا فقمنا بدراسة الموضوع في قسم مكافحة العدوى بالمستشفى واتجه فريق الاستقصاء الوبائي الى مستشفى العارضة الذي احال الينا حالتين من الحالات الثلاث فوجدنا ان الشيء يعج بحالات كثيرة فقمنا بابلاغ الوزارة بوجود ما لدينا وما اكتشف بالتحاليل الخاصة للمتوفين والمرضى وبوجود وباء في المنطقة لاتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة وجهد وزارة الصحة في اكتشاف المرض بعد ظهور ثالث حالة وتأكيده بنسبة 95% قبل ارسال عينات الدم لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ومركز الامراض في اطلنطا بالولايات المتحدة الامريكية، ونظرا لتلاشي المرض باذن الله انخفض عدد المصابين بالاضافة الى تحسن الحالة الصحية للمرضى المنومين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved