| القرية الالكترونية
* القاهرة عبدالسلام لملوم
يختلف الخبراء حول البداية الحقيقية لظهور الفيروسات إذ يرى البعض انها جاءت مصاحبة لظهور الكمبيوتر او بعده بفترة وجيزة فيما يرى البعض الآخر ان عام 1981م هو البداية الحقيقية لظهور البرامج الخبيثة الضارة بأجهزة الكمبيوتر التي نطلق عليها الان اسم فيروسات وكان أول ضحاياها هم مستخدمو أجهزة ماكنتوش التي تعمل بنظام apple Dos3.3 لكن شركات الكمبيوتر لم تأخذ الأمر على محمل الجد واعتبرت الأمر مجرد عيوب تشغيل خاصة ان عدد الضحايا كان محدودا جداً وربما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة نظرا لان الوسيلة الوحيدة لانتشار هذه البرامج في ذلك الوقت كانت الأقراص المرنة.
وفي عام 1984 انتشر برنامج آخر في بعض المدارس الأمريكية التي تستخدم نفس نظام التشغيل وتسبب في حدوث بعض المشاكل للمستخدمين.
امجد وباسط ورالف
وجاء عام 1986 ليشهد إرهاصات بداية اللعبة إذ قام مبرمجان باكستانيان احدهما يدعي امجد والآخر يدعى باسط بتصميم أول برنامج خبيث يستهدف قطاع الإقلاع في اجهزة الكمبيوتر وكان ينتقل من جهاز الى آخر عبر الأقراص المرنة وكان عدد الضحايا محدودا ايضا ولا يتجاوز محيط العمل والأصدقاء وكانت عملية نشر الفيروس ونقله من جهاز الى آخر تتم على سبيل المزاح ولم تكن في نظر البعض سوى لعبة او مقلب في هذا الصديق او ذاك لكن الأحداث توالت بعد ذلك بشكل عاصف إذ قام مبرمج كمبيوتر الماني يدعى رالف بيرجر في شهر ديسمبر من نفس العام يتصميم ملف خبيث يستطيع نسخ نفسه داخل أجهزة الكمبيوتر ويصيب الملفات ذات الامتداد COM في نظام DOS اطلق عليه اسم VIRDEM ومن ألمانيا انتقل الفيورس من خلال الأقراص المرنة الى النمسا.
وفي عام 1987 ظهرت الى حيز الوجود شبكة الإنترنت بشكلها العالمي بعد محاولات دؤوبة بدأت منذ العام 1969 وتم ربط شبكة ARAPANET الأمريكية التي تضم بعض الجامعات والمواقع الحكومية بشبكات كمبيوتر موجودة على الطرف الآخر من المحيط الأطلسي في بريطانيا والنرويج وألمانيا ووصل عدد الأجهزة المرتبطة بها الى 28 ألف جهاز كمبيوتر لكنها لم تنتشر على نطاق واسع وكان استخدامها قاصرا على بعض الجامعات والمراكز العلمية والمؤسسات الاقتصادية وتزامن مع ظهور الإنترنت نجاح مبرمج كمبيوتر ألماني يدعى فرانز سوبودا بتطوير فيروس VIRDEM بحيث يمكنه الالتصاق بالبرامج الأخرى ونجح في نشره من خلال برنامج يدعى Charlie من خلال شبكة الجامعة التي يعمل بها لتدخل لعبة الفيروسات مرحلة جديدة في تاريخها وتستبدل طريقة الانتشار التقليدية وهي الأقراص المرنة بطريقة أسرع وأكثر تقدما وهي الشبكات وبعد ذلك التقليدية وهي الأقراص المرنة بطريقة أسرع وأكثر تقدما وهي الشبكات وبعد ذلك بعدة أشهر أعلن الأمريكي فريد كوهين الذي كان يدرس الدكتوراه في جامعة جنوب كاليفورنيا انه نجح في تصميم فيروس أطلق عليه اسم Lehigh يستطيع تعطيل الملفات ذات الامتداد COm لكن الفيروس ولد عاجزا وفشل في الانتشار ابعد من حدود معامل الجامعة.
وفي تل أبيب قام مبرمج إسرائيلي بتصميم أول فيروس متعدد الأجيال ويستهدف إصابة ذاكرة الكمبيوتر من خلال الملفات ذات الامتداد COM واطلق عليه اسم SURIV-01 وبعدها بأيام قليلة ظهر الجيل الثاني من نفس الفيروس ويحمل اسم SURIV-02 وكان يستهدف ملفات EXE وبعدها ظهر الجيل الثالث تحت اسم SURIV-03 وكان يستهدف ملفات EXE و COM وتم اكتشاف هذا الفيروس في الجامعة العبرية بالقدس العربية المحتلة.
وبعد ذلك بشهور قليلة قام طالب نيوزيلندي من جامعة ولينجتون بتطوير أول فيروس يتكاثر ذاتياً ونجح في نشره على نطاق واسع من خلال الأقراص المرنة وفي نفس الوقت كان مبرمج ايطالي في جامعة تورين يقوم بتطوير الجيل الثاني من فيروسات قطاع الإقلاع BOtt Sector والذي اشتهر فيما بعد تحت اسم Ping Pong أو Bouncing Ball وفي الولايات المتحدة الأمريكية ظهر فيروس Yale الذي يصيب قطاع الإقلاع لكنه كان ضعيفا وغير قادر على الانتشار ولا يستطيع اصابة جهاز الكمبيوتر إلا إذا تم تشغيله بواسطة قرص مرن مصاب بالفيروس وقبل ان ينتهي عام 1987 نجح مبرمج ألماني في تصميم أول فيروس مشفر صغير الحجم اشتهر باسم Cascade وتم اكتشافه بدائرة Bois في بعض الأجهزة التي انتجتها شركة IBM.
البداية الحقيقية
لكن البداية الحقيقية للعبة الفيروسات لم تبدأ إلا في عام 1988 مع بدء انتشار شبكة الإنترنت في بعض المدن الأوروبية والأمريكية وظهور برنامج الدردشة الشهير المعروف باسم IRC وارتفاع عدد الاجهزة المرتبطة بشبكة المعلومات الدولية الى 100 ألف جهاز على الساحلين الشرقي والغربي للمحيط الاطلسي حيث فوجئت شركة IBM بظهور أول ديدان الكمبيوتر التي اشتهرت باسم دودة شجرة الكريسماس مما دفعها الى تدشين أول مركز أبحاث متخصص في مكافحة الفيروسات وأصدرت تحذيرا شديدا الى مستخدمي اجهزتها بضرورة أن يأخذوا خطر الفيروسات على محمل الجد لان المسالة لم تعد مجرد لعبة وانما هناك خطر حقيقي لابد من مواجهته.
جيش الاحتلال أم منظمة التحرير
وفي ربيع 1988 ظهر الجيل الأول من فيروس Jerusalem الإسرائيلي الذي يؤرخ له الخبراء على أنه بداية كابوس فيروسات الكمبيوتر وكان يستهدف ملفات EXE و COM وفي نظام DOS ثم ينتقل الى قطاع الاقلاع وانتشر هذا الفيروس على نطاق واسع وذكرت وكالة اسوشيتديبرس الأمريكية في تقرير اخباري آنذاك انه تم العثور على اصل الفيروس في بعض أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكاتب التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب وظهر الفيروس في نسخة ثانية في نفس العام تحت اسم 1813 وكان ينتقل من برنامج إلى آخر بسرعة كبيرة مما أدى الى اصابة الخبراء بحالة من الحيرة والقلق وقبل ان يفيقوا من صدمتهم ظهر الفيروس من جديد ولكن هذه المرة تحت اسم فيروس جيش الدفاع الإسرائيلي I.D.F Virus وكان عبارة عن قنبلة منطقية مبرمجة لتنشيط نفسها تلقائيا يوم 13 مايو الذي يتوافق مع ذكرى إعلان دولة إسرائيل في فلسطين المحتلة عام 1948م وبعدها بأيام ظهر نفس الفيروس تحت اسم جديد وغريب في نفس الوقت وهو منظمة التحرير الفلسطينية P.L.O Virus وانتقل الفيروس الى اسبانيا وبريطانيا وايطاليا وفي مارس 1989 وصل الى بلغاريا وروسيا وهولندا وامريكا وكان يقوم بمسح الأقراص الصلبة في الاجهزة المصابة في تاريخ محدد هو الجمعة 13 مما تسبب في حدوث خسائر كبيرة لبعض الشركات التجارية ومراكز الأبحاث العلمية والمؤسسات الأكاديمية والاقتصادية مما دفع شركة تدعى S@S الى تنظيم أول مؤتمر دولي من نوعه حول الفيروس وكيفية عمله وطرق مواجهته وتسابقت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في متابعة اخبار Jerusalem المتلاحقة الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه أول فيروس كمبيوتر يحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق ووجدت فيه وسائل الإعلام مادة خصبة لإثارة القراء والمشاهدين خاصة بعد ان تمكن من اصابة اجهزة الكمبيوتر الخاصة بشبكة خطوط السكك الحديدية البريطانية وذهبت بعض الصحف الى حد وصف ما يحدث بأنه نهاية العالم مما أصاب المواطنين بحالة من الرعب لكنه في الحقيقية كان مجرد بداية لكابوس طويل مازال مستمرا حتى الآن.
وفي الحلقة القادمة ستقرؤون لماذا يصرخ بيتر نورتون المؤسس لشركة نورتون لمكافحة الفيروسات منها ويصفها بالتماسيح؟
وللمزيد من التفاصيل حول ماورد في هذه الحلقة والحلقات السابقة من الموسوعة نسعد بتلقي طلباتكم على بريد الصفحة evillage@ suhuf.net.sa
|
|
|
|
|