| القرية الالكترونية
يتابع الجميع الحرب الإليكترونية الدائرة هذه الأيام بين شباب العالم الإسلامي والعربي وبين العدو الصهيوني التي تدور رحاها عبر عالم الافتراض, ولا شك انه قد كان لها الأثر الكبير على العدو الصهيوني، وقد تابعنا أخبار تلك المعركة في كثير من وسائل الإعلام المقروءة ومن تلك الوسائل الجزيرة في صفحة القرية الإليكترونية, وكانت آخر الأخبار هو على ما أظن االتمكن من اختراق 35 موقعا إسرائيليا وهذا الخبر من أكثر من اسبوعين أي ان عدد المواقع التي تم اختراقها حتى الآن من المحتمل تضاعفها, ومن الوسائل التي أستخدمت للتشجيع على هذه الحرب هي الإنترنت إذ عن طريقها تم نشر كيفية طريقة الهجوم على تلك المواقع، وكذلك تم نشر قائمة بالمواقع الإسرائيلية الممكن مهاجمتها كما عن طريق الإنترنت يتم الإعلان عن وقت الهجوم.
وبصرف النظر عن وجهة نظري الشخصية تجاه هذه الحرب التي سأفصح عنها بعد قليل فإن مشروعية الهجوم الإليكتروني على العدو الإسرائيلي لا خلاف عليها فنحن في حالة حرب مع العدو الإسرائيلي ولم نكن في يوم من الأيام إلا مجرد مدافعين عن ديننا وأرضنا وأنفسنا ولم نكن في موقع الهجوم أبداً, وعلى الرغم من انني مؤمن ومن المؤيدين للحرب الاليكترونية على العدو الصهيوني إلا انه ليس بالطريقة المتبعة الحالية وهي الاختراقات وذلك للأسباب التالية:
* إعطاء العدو الصهيوني الفرصة في الرد والهجوم المضاد ولو أردنا ان نكون موضوعيين لأدركنا ان المنافسة التقنية المعلوماتية بيننا وبين العدو الصهيوني غير مقارنة, فلما زلنا في محو الأمية بينما عدونا بدأ يخرج أجيالا جامعية في هذه التقنية وبقية التقنيات الأخرى مع العلم ان ما يحدث في تلك الحرب لا علاقة له بالتضلع في هذه التقنية وليس إلا مجرد إغراق للمواقع المذكورة.
* إن عملية الاختراقات الأمنية لمواقع الشبكة العالمية وأمن المعلومات عملية مستهجنة من المجتمع الدولي ومهما بلغ أي شعب من الخسة والدناءة فلن يبلغ معشار ما بلغه اليهود على مر التاريخ إذ اشتهروا بالاضافة الى الغدر وقتل الأنبياء بالتجسس وإشعال الفتن والحروب بين شعوب المعمورة والتآمر وحبك الدسائس بين الناس, وليس ذلك في زمن الحرب فقط بل في زمن السلم كذلك والمجتمع الدولي لن ينظر للعملية الحالية بيننا وبينهم بنفس منظورنا بأننا والعدو الإسرائيلي في حالة حرب وسيجير ما اشتهر به اليهود على مر العصور لحسابنا.
* تقنية المعلومات والاتصالات وخاصة تقنية الإنترنت تقنية عالمية لا غنى لأي دولة عنها وبعملنا هذا الاختراقات الأمنية لمواقع العدو الإسرائيلي نسجل نقطة سوداء في سجلنا العالمي.
* كانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية محقةً في تحذيرها من خلال التصريح الخاص بالقرية الالكترونية الذي نشر مؤخراً من استخدام الإنترنت في الهجوم على مواقع خارجية.
أما عن الحرب الاليكترونية التي يجب ان نؤيدها فهي استخدام الإنترنت لفضح وتعرية العدو الصهيوني أمام العالم وفضح مخططاتهم عن طريق المواقع الحوارية وإنشاء مواقع خاصة بنشر تاريخ العدو الصهيوني الأسود, كذلك يجب إدراك ان من أمضى الاسلحة فتاكة وأشدها وطأً على العدو الإسرائيلي وعلى الدول المتخندقة في صفة هو سلاح المقاطعة الاقتصادية الشعبية لشركات وبضائع تلك الدول وهذا في مقدور كل واحد منا ان يفعله وخير وسيلة لنشر حملة المقاطعة هي الإنترنت خاصة في إحجام إعلام الدول الإسلامية عن التعرض لسيرة المقاطعة وعن فعالياتها, فعن طريق الإنترنت يمكن نشر قوائم بأسماء منتجات الشركات اليهودية والشركات المتعاملة مع إسرائيل وأسماء شركات ومنتجات الدول المؤيدة لدولة العدو الصهيوني والدول التي أعلنت الحرب على الإسلام والمسلمين كما عن طريق الإنترنت يمكن نشر قائمة بأسماء البدائل, فنحن نعيش زمن التنافس الاقتصادي ومقاطعة 80% من سكان العالم الإسلامي البالغ تعدادهم البليون ونصف نسمة للدول المعادية للإسلام والمسلمين اقتصادياً له فائدتان الاولى سلاح فعال لمحاربة العدو والثانية إنعاش لاقتصاديات الدول الإسلامية, وما تقنية الإنترنت إلا وسيلة فعالة لنشر الدعوة الى المقاطعة وهذا أضعف ما يمكن أن يقدم لدماء الشهداء ولأطفال الحجارة خاصة هذه الأيام والعالم الإسلامي يستقبل شهر الانتصارات الإسلامية شهر رمضان المبارك, وهذه هي الحرب الإليكترونية التي يجب ان نشجعها.
mmshahri@scs.org.sa
|
|
|
|
|