أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th November,2000العدد:10290الطبعةالاولـيالخميس 4 ,رمضان 1421

الاقتصادية

في الاقتصاد
كيف تحقق طموحاتك الوظيفية
د. سامي الغمري
عندما يكسب العامل دخلا اجرا ماليا معينا شهريا كان او يوميا يفترض فيه ان يكسبه من افضل الاعمال المناسبة لشخصيته الملائمة لطموحاته غير المجهدة لطاقاته كما يفترض فيه ان يشبع طموحاته الاستثمارية معتمدا في انجاز ذلك على امكاناته المتوفرة لديه ومرتبطا بأصوله المالية المحدودة متمشيا في خطاه المستقبلية مع عرض وطلب السوق فغالبية الشركات والمؤسسات الاقتصادية محلية كانت او خارجية ترغب وتفضل في تعيين الشخص المناسب للوظيفة المناسبة وليس العكس وللحصول على اي وظيفة يجب ان تتبلور للمتقدم لها فكرة واضحة عما سوف يمكنه ان يقوم به لارباب العمل, فقد تطالب الشركات من المتقدمين لوظائف شاغرة تحديد قدراتهم وامكاناتهم بوضوح ومسبقا في سيرتهم الذاتية والتي على ضوئها يتم تعيينهم في وظائف مناسبة تقابل تطلعاتهم ومؤهلاتهم العملية والعلمية ويحبذ ان يسأل المتقدم للوظيفة نفسه عدة اسئلة مبدئية ضرورية قد تساعده على تحديد مساره الوظيفي لفترة طويلة مثل: ما الذي يجب ان يفعله ليحقق افضل النتائج المهنية المرجوة منه حال توظيفه؟ ماهي المواهب الاساسية التي قد تساعده على اتمام العمل في صورة جيدة مرضية تنال استحسان الشركة؟ ماهي المميزات الشخصية والسلوكية التي يتمتع بها المتقدم للوظيفة عن الآخرين والتي منها يأمل ان يحصل بها على الوظيفة الشاغرة؟ ومع ذلك فقد يكون من الصعب ان تتوفر فيه جميع متطلبات وشروط الشركات في شخصه وما عليه الا ان يحاول مرة واخرى حتى يوفقه الله, كما قد يكون من الصعوبة على اي موظف ان يقوم بمهام وظيفته وبالشكل المطلوب منه من الجودة والاتقان في حال توظيفه مالم يكن العمل نفسه ممتعا ومتوافقا له في ادائه مناسبا له في مردوده المالي حاضرا ومستقبلا ولتحقيق الامن الوظيفي, فيمكن ان يتخذ الموظف الطموح استراتيجية وخطة يحدد فيها عددا من الاهداف, والتي من خلالها تحقق التغير الايجابي له ولأسرته اقتصاديا واجتماعيا, ولعل بعض عناصر هذه الاستراتيجية المفيدة تكمن في محاور منها:
1 ان يعتمد في علاقاته بالآخرين على طريقة الايحاء اكثر مما يعتمد على الصراحة المطلقة التي قد لا تناسب مع مزاجية كل فرد في محيط العمل, ومن الافضل للموظف ان لا يحاول الافصاح عن نواياه للآخرين بأي حال، فالبعض منهم يجد صعوبة في الامساك باللسان والفصح عن النوايا والاسرار الخاصة للاهداف العملية المستقبلية الا انه سوف يخسر الكثير عند فعله, فهناك من يحقد عليه وهناك من يكيد له كلما صعد وارتقى سلالم النجاح, وليتأكد ان العمل في الشركات يجب يكون مركزا في تطوير المنتجات والتي يتوقع منها ان تتوافق مع حاجات المستهلك حيث الشركات تهتم في المقام الاول بنتائج العمل وليس بالطريقة التي يؤديها الموظف, فليس مهما اليوم كيف ومتى واين ومن يؤدي العمل ولكن المهم هو مخرجاته سواء في منتجات عالية الجودة والاتقان او في سرعة تصريفها الى المستهلكين, وامام المنافسة الحادة فان معظم الشركات تحتاج الى موظفين يخترقون حواجز الوصف الوظيفي لاداء اي عمل يرونه ضروريا لنجاح الشركة وارضاء عملائها فهي تبحث دائما وفي كل مكان للعثور على هؤلاء العاملين المميزين الجادين وليس موظفي الروتين اليومي الذين ينتهي عملهم بانتهاء الدوام الرسمي, ان الشركات الاستثمارية تتطلع الى هذه النوعية من الافراد خاصة اذا كانت شركة تطرح اول منتج لها في الاسواق, وقد تعذر الشركات في هذا الصدد بكونها بداية مخاطرة استثمارية ولرحلة طويلة مليئة بتغيرات الاسواق وتغلباتها من ناحية, ومن ناحية اخرى لاكتشاف فرص تبزغ كل يوم تتفتح لها ابواب جديدة من التطوير والنمو والتوسع ويكاد يكون من المهام الاساسية ان تلبي احتياجاتهم الاستهلاكية في ان تتأكد من مدى رضا العملاء مندفعة الى تحسين منتجاتها وخدماتها لهم, هذه الاعمال عبارة عن احتياجات كامنة في كل مكان يمكن ان يتخيله الموظف في كل زمان ويمكن ان يعيشه كل لحظة, وما عليه ان يكتشفها بنفسه,
2 لكي يضمن وظيفته الحالية فالافضل ان يبقى مفيدا لاصحابها, فالتميز يكاد يكون موهبة فذة لضمان ذلك جاعلة الشركة تحرص على فائدتك وتخشى فقدانك بحيث يكون التخلص منك او فصلك من الشركة امر مكلف جدا, والوصول الى هذا الحال يتطلب الحصول على مقدرات عالية من المؤهلات المتنوعة الادارية والعلمية والشخصية تميزه كثيرا عن غيره من حيث النشاط والعمل الدؤوب دون الشعور بالكلل او الملل,
3 عليه الا يخطف الاضواء ممن هم اعلى منه في الشركة, ويفترض ان يبدو الموظف اكثر تواضعا امام الآخرين ويخطىء بعض المبتدئين في استعراضه لمهاراته المهنية والفنية التي يعتقد ان يتفوق بها عن رؤسائه فقد يتمادى في محاولات النيل من اعجاب المدير ولا يدري ان هذه السلوكية قد تؤدي الى الضغينة لمن هم اعلى منه اداريا فتبدأ عمليات نصب الشراك له, ولدى المديرين من الامكانات ما يمكنهم من الايقاع بسهولة به في احدى تلك الشراك ومن ثم التخلص منه ابدا, وحتى لو انه فرض ان شخصا ما لا يستطيع ان يخفي طرح الافكار الجيدة التي تفيد الشركة فقد يكون من المستحسن ان تنسب تلك الافكار الى المدير وليس الى صانعها وبذلك يكسب خطوة ذكية بجعله فيها يشعر بالرضا والسرور نحوه والقانون الطبيعي هو ان لا تسطع في السماء الا شمس واحدة وما تحدى احد نورها الا واحترق فله ان يتعلم كيف يستفيد من نورها دون ان يتلظى بنارها الكاوية,
4 يفترض منه ان ينمي سمعته بامتلاك احدى الخصال الطيبة التي بدورها تنتقل من تلقائها لتنتشر بين المجالس والمنتديات حيث انه بواسطة السمعة الحسنة يستطيع فاعلها ان ينجز كثيرا من العمل بها نيابة عنه فالحرص على السمعة الحسنة مهم للغاية في العمل وخارجه وتأكد ان السمعة تسبق حضور الشخصية وهي تبقى في اذهان الناس كتصور عام طيبا عنه ام سيئا ويستغرق وقتا طويلا لتغير صورة او فكرة طبعت في اذهان الفرد كانت سابقا في مخيلته,
5 جذب الانتباه نحوه ويكمن ايمان الناس حولنا في عيونهم فهم يحكمون على الامور بظواهرها فقط دون التعمق بجواهرها وكل ماهو خفي يعتبر غير موجود وغير ذي اهمية,
فلا يدع الموظف نفسه تتوه وسط زحام غيره والذين يشار اليهم بالبنان في المجالس هم عليه ان يكون قطبا بارزا مميزا في شخصيته ومكانته الاجتماعية بأي ثمن ومن الافضل ان يجعل آراءه قوية واضحة والوانه السلوكية ساطعة بارقة واساليبه التفاعلية رائعة جميلة على أي حال لا يولد ابن آدم وبين جوانحه مهارات فطرية لجذب الانتباه فهذه مهارات مكتسبة يكتسبها بالتجارب والتعامل مع الآخرين,, وهناك من يستطيع ان يتكيف مع اناس يقابلهم لاول مرة وهناك من لا يستطيع التوافق الا بعد فترة طويلة,

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved