|
| الاقتصادية
تحقيق: مريم شرف الدين
قبل فترة فتح باب الترشيح لجائزة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية ورئيس المجلس الاعلى للقوى العاملة حفظه الله التي تمنح سنوياً للمنشآت السعودية التي تحقق انجازاً متميزاً في مجال السعودة.
لكن هذه الجائزة وهي تدخل في عامها الرابع,, نتساءل ماذا تحقق منها حتى الآن؟ امام الجهود التي يبذلها سيدي صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله من خلال رئاسته للمجلس الاعلى للقوى العاملة لتحقيق اهداف السعودة.
ماهي الآثار التي انعكست على منشآت الخاص؟ والاهمية التي اصبحت تشكلها بالنسبة لهم؟
ايضا ماهي توقعاتهم المستقبلية المرتقبة من هذه الجائزة في تدارك شبح البطالة؟
وخصوصاً ان هذه المؤسسات,, في طور الاندماج وفي صدد الدخول الى مرحلة الخصخصة,, كما هو الحال للخطوط السعودية و الشركة السعودية للاتصالات وامام الآفاق التي بدأت باشراعها الدولة حفظها الله امام الاستثمار الاجنبي اضافة الى ان هناك الكثير من هذه المنشآت مازالت حتى الآن لم تحقق اي نتيجة تذكر.
وحتى ترى حلم السعودة يتحقق ليشمل كل منشآة من منشآتنا الوطنية,, من خلال الجزيرة اردنا مناقشة هذه المحاور مع عدد من المسؤولين,.
في البداية يشاركنا معالي الدكتور حسين بن عمر الحازمي الامين العام لمجلس القوى العاملة,.
الذي يسلط الضوء على هذه الجائزة وما تحقق منها حتى الآن بقوله كما نعلم فان جائزة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة هي جائزة تمنح سنوياً للمنشآت الاصلية تقديرا لما حققته من انجاز متميز في مجال السعودة وذلك في اطار ما يبذله مجلس القوى العاملة من جهود حثيثة وما يتخذه من وسائل واجراءات لتشجيع تلك المنشآت على استقطاب وتدريب وتوظيف العمالة الوطنية مما يحفزها لبذل المزيد من.
ويوضح في هذا السياق وقد نشأت الجائزة قبل حوالي اربع سنوات انطلاقاً من التوجهات والاهداف الاستراتيجية.
اهتمام ومتابعة
للدولة في مجال القوى العاملة منوها بالجهود الحثيثة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز في تحقيق السعودة من خلال مجلس القوى العاملة كما تأتي هذه الجائزة ايضا تأكيداً على ما يوليه سموه على المستويين الرسمي والشخصي من اهتمام كبير ومتابعة مستمرة لزيادة اسهام العمالة الوطنية في دفع مسيرة التنمية ومشاركتها الفعالة في العملية الانتاجية والخدمية لما لذلك من آثار ايجابية كبيرة على الاقتصاد الوطني من النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
ولتحقيق اهداف هذه الجائزة فقد تم تشكيل لجنة دائمة من وكلاء الجهات المعنية لتتولى مهمة تقييم اوضاع العمالة بالمنشآت وانجازاتها في مجال التدريب والتوظيف والسعودة ومن ثم ترشيح المنشآت الفائزة تمهيداً لمنحها هذه الجائزة.
وقد وضعت هذه اللجنة اسس ومعايير موضوعية اقرها سموه لتقييم انجازات المنشآت المرشحة.
ويساعد اللجنة في ذلك فريق عمل فني مكون من الجهات المشاركة في عضويتها,, ويتولى هذا الفريق مهمة التحليل العلمي للبيانات المتاحة عن المنشآت الاهلية والقيام من ناحية اخرى بزيارات ميدانية للاطلاع على اوضاع العمالة بالمنشآت المرشحة مبدئياً على الطبيعة والحصول منها على البيانات اللازمة لتقييم واعداد تقرير فني بموجب ذلك يتضمن النتائج النهائية ورفعها للجنة الجائزة.
وقد منحت هذه الجائزة مرتين في اللقاء السنوي الثالث والرابع لسموه لرجال الاعمال في شهر جمادى الآخر عام 1419ه بالرياض وفي شهر محرم 1421ه بالدمام وسوف يتم منح الجائزة في عامها الثالث خلال اللقاء السنوي الخامس القادم لسموه برجال الاعمال حيث بدأت اللجنة في اختيار المنشآت لترشيحها ونيل الجائزة.
كما يؤكد من ناحية اخرى ان الجائزة لها مفعول جيد في تشجيع منشآت القطاع الاهلي على التسابق في مضمار السعودة,, وملاحظة الزيادة في اعداد المنشآت التي اصبحت تتقدم للمنافسة على هذه الجائزة وعرض مالديها من انجازات في هذا المجال.
ويتأمل في هذا السياق,, ان تكون هذه الجائزة حافزاً ايضا للمنشآت التي حصلت عليها وان تعمل بالمحافظة على ما حققته من نسب في السعودة والعمل على زيادتها وان تكون حافزا كبيراً للمنشآت الاخرى كذلك التي لم تفز بهذه الجائزة بعد وان تسير على نفس الخطى التي انتهجتها المنشآت التي سبقتها في هذا التوجه لكن ماذا عن تجارب المنشآت في السعودة والى اين وصلت المرحلة التي قطعتها في هذه التجربة الوطنية.
نقطة تحول
يشاركنا معالي د, خالد بن بكر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية,, في القاء الضوء على تجربة هذه المؤسسة العملاقة في النقل,, والمرحلة التي وصلت اليها في تحقيق السعودة بقوله لا شك ان ما توليه الخطوط الجوية العربية السعودية من اهتمام كبير لقضية السعودة التي باتت هدفا رئيسياً تسعى حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله الى تحققه في اطار خطة متأنية ومدروسة تضمن توطين الكفاءات الوطنية في اماكنها الصحيحة لتتولى مسؤولية قيادة القطاعات المختلفة سواءً الحكومية او الخاصة.
مضيفاً ان قرار مجلس القوى العاملة 13م/32 411 وتاريخ 7/11/1411ه يمثل نقطة تحول هامة في مسيرة السعودة ومدلولاتها وانعكاساتها على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقد اعدت السعودية دراسة خاصة حددت فيها اهداف واستراتيجية السعودة خلال الخمس سنوات من عام 1418ه حتى العام القادم 1422ه في اطار الخطة الخمسية السادسة وشمل ذلك بعض التحولات الكاملة والملموسة في الفكر الاداري للسعودية شملت تغيراً في الهيكل التنظيمي وفلسفة التشغيل واعادة هندسة نظم العمل وتجديد الشخصية واستنباط رؤى مستقبلية مبنية على رسالة واضحة المعالم وبالتالي كان من الضروري مراجعة احتياجاتها من الموارد البشرية في ضوء استيعاب وتشغيل طائرات الاسطول الجديد خاصة وان التحولات التي طرأت على هيكل المؤسسة التنظيمي وتبعات التحولت الاخرى التي استوجبت اعادة توزيع القوى العاملة تخدم كلاً من متطلبات التشغيل واهداف السعودة.
الجهود وثمارها
وقد اثمرت جهود السعودية في هذا الاطار نجاحاً ملحوظاً تمثل في ان اصبح العنصر الوطني يشكل 86,7% من اجمالي عدد العاملين بالمؤسسة فيما بلغت نسبة السعوديين في مجال الاعمال الادارية والاشرافية نحو 96% وفي مجال الطيارين واطقم القيادة وفني الصيانة نحو 79% .
وقد حصلت السعودية على جائزة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة تقديراً لجهود السعودية في هذا المجال,, نظير ما حققته من انجازات كبيرة وملموسة في مجال السعودة من خلال خطتها التي وضعتها بالتعاون مع الامانة العامة لمجلس القوى العاملة والتي تهدف الى تحقيق معدلات متنامية في احلال الكوادر الوطنية المدروسة والمؤهلة بشكل تدريجي دون الاخلال بالاحتياجات التشغيلية.
الجائزة وهدفها الاستراتيجي
كما يلقي الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بالرياض الضوء على تجربة الغرفة ومساهمتها في هذه الجائزة قائلا لقد اولت الغرفة ومنذ وقت مبكر اهتماماً كبيرا لقضية السعودة باعتبارها مطلبا وطنيا وهدفا تنمويا استراتيجيا يرمي الى تمكين الشباب السعودي من الدخول الى سوق العمل خاصة في ظل تزايد اعداد القوى العاملة السعودية من مخرجات التعليم والتدريب.
وقد تمثل اهتمام الغرفة في توجهاتها المبكرة نحو تأهيل الكوادر الوطنية من خلال التدريب لرفع كفاءة الشباب السعودي فانشأت في عام 1401ه مركز التدريب والتطوير لاعداد وتأهيل هذه الكوادر في مختلف المجالات الادارية وتنظيم العديد من البرامج التدريبية المتنوعة من خلاله.
كما تقوم الغرفة من ناحية اخرى في اطار هذا الاهتمام بتنظيم البرامج السنوية للتدريب الصيفي للطلاب بما يساعدهم على معرفة الابعاد المستقبلية للحياة العلمية.
ومن المساهمات البارزة للغرفة انشاء مركز للتوظيف لتولي تنسيق عملية توظيف الشباب السعودي الطامح في العمل بالمنشآت الخاصة.
اما فيما يتعلق بمساهمة الغرفة تجاه جائزة السعودة التي يرعاها ويشجعها سموه فان الغرفة الى جانب قيامها عملياً بدعم برنامج السعودة فانها تقوم ايضا بحث منتسبيها للمشاركة في هذه الجائزة وتوزيع الاستثمارات الخاصة بالترشيح لهذه الجائزة.
ويشير في هذا الصدد الى ان الغرفة وتقديراً لجهودها ومساهمتها في مجال السعودة والتدريب قد منحت هذه الجائزة عام 1419ه باعتبارها من المنشآت التي حققت نسبة عالية في هذا الشأن.
الشيخ عبدالله صالح كامل الرئيس التنفيذي لشركة دلة البركة القابضة.
اوضح من جانبه ان جهود دلة البركة بدأت مع الخطوات الاولى لانشائها وقبل ثمانية اعوام,, عندما بادرت بانشاء مكتب خاص لتوظيف السعوديين في برج دلة عام 1992 وشروعها من خلاله في توظيف الشباب السعودي الذين لهم رغبة في العمل بمؤسسات القطاع الخاص واتاحة الفرصة لهم الى جانب ذلك للاستفادة من برامج التدريب التي وضعتها لهم من اجل الحصول على الوظائف التي تتناسب وامكانياتهم,ومن هذا المنطلق فقد استطاع المكتب بفضل الله وتوفيقه وبالتعاون مع الشركات الوطنية الاخرى توظيف نحو الف شاب خلال فترة وجيزة منذ انشائه حتى الآن والى جانب ذلك فان دلة البركة تسهم في تأهيل الكوادر السعودية وتدريبها كذلك بغرض استيعابها في مختلف الوظائف الفنية والادارية والمهنية من خلال البرامج التي يضعها وينفذها مركز دلة لتنمية المهارات البشرية والتي تشمل:
اعمال السكرتارية والمحاسبة والادارة وعلوم الحاسب الآلي هذا فضلاً عن تعليم اللغة الانجليزية باحدث الوسائل التعليمية.
مشيراً انه مع بدء مشروع توظيف الطلاب خلال العطلة الصيفية تستقبل المجموعة كل عام اكثر من مائتي طالب من المرحلتين الثانوية والجامعية لتدريبهم في شركاتها المختلفة كل في مجال تخصصه.
بالاضافة الى ان اهتمام دلة البركة لم يتوقف عند هذه المرحلة وانما امتد الى قنوات اخرى لتشمل تلاميذ المراحل الدراسية الاولى حيث يجدون الفرصة متاحة امامهم في مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا للاستفادة من التدريب العملي واستيعاب الحقائق العلمية وفق اساليب شيقة وممتعة تقدم على المزح بين الترفيه والتعليم.
ويؤكد هنا وحيث ان السعودة في رأينا واجب والتزام وطني فان دلة البركة تحرص دوماً على استقطاب الكوادر السعودية المؤهلة لشغل الوظائف القيادية العليا والوسطى في شركاتها المختلفة ويتجلى ذلك بوضوح في النسبة العالية لهذه الكوادر على مستوى هذه الوظائف.
هذا بالطبع الى جانب استمرار عملية الاحلال والتعيين على المستويات الوظيفية الاخرى بشركات المجموعة حسب الخبرة والمؤهلات المتاحة.
كما يشاركنا الاستاذ طلال ابراهيم القضيبي الرئيس التنفيذي المساعد في بنك الرياض.
الذي اكد من جانبه على نجاح بنك الرياض وجدارته في هذا المجال بعد قيامه بتعيين عدد كبير من خريجي الجامعات والمعاهد والحاقهم بدورات تدريبية لتأهيلهم للعمل في مجالات الاعمال المصرفية المختلفة,, وعدم اقتصار دور البنك على اتاحة الفرص التدريبية داخل المملكة بل تعداها الى اتاحة فرص الابتعاث والتدريب خارج المملكة.
وهناك الكثير من الفرص التي منحها البنك لموظفيه لمواصلة تدريبهم وتنمية قدراتهم وزيادة معارفهم في المجالات المصرفية والادارية وفي تعلم اللغة الانجليزية ويوضح وتقديراً لجهوده المتميزة في توظيف السعوديين حصل البنك على شهادة تقدير من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة وذلك في حفل تكريم المنشآت الفائزة بجائزة سموه للسعودة في العام الماضي,حيث بلغت نسبة السعوديين اكثر من 78% من اجمالي عدد موظفي البنك.
كما بلغت نسبة السعوديين الذين يتولون وظائف قيادية 91% كما بلغت نسبة السعوديات 100% في اقسام السيدات.
ومع تواصل هذه الجهود فقد حصل البنك على درع المركز الاول في توظيف خريجي معهد الادارة العامة.
وشهادة تقدير ايضاً من المعهد تقديراً لمشاركته في فعاليات يوم الخريج والوظيفة الذي نظمه معهد الادارة العامة.
هذا بالاضافة الى مشاركته المتواصلة في فعاليات يوم المهنة الذي يقام في مختلف الجهات والمعاهد والمراكز المتخصصة والتي يهدف من خلالها الى تعريف الخريجين السعوديين بالفرص الوظيفية المتاحة في البنك وعرض المزايا التي يوفرها لهم عند الالتحاق بالعمل في البنك واطلاعهم ايضا على برامج التدريب والتأهيل المصرفي التي يتمتع بها منسوبو البنك والتي يعتبرها البنك من اهم العناصر والاسس التي يركز عليها في سياساتها العامة لاستقطاب خريجي الجامعات من الشباب السعودي المؤهل.
اما الاستاذ فاروق صالح عيد مدير ادارة العلاقات العامة المركزية بالبنك الاهلي فيقول لقد ادرك البنك الاهلي التجاري منذ عام 1995م ضرورة ترجمة توجهات الدولة الاقتصادية والتي حددتها في خطة التنمية السادسة وكان من اهم هذه التوجهات التركيز على التدريب باعتباره احد الركائز المهمة في تنمية القوى البشرية,واستيعاب الكوادر البشرية السعودية في مؤسسات القطاع الخاص, وبناء على هذا كانت السعودة من اهم الاهداف الاستراتيجية التي يسعى البنك الى تحقيقها وتسخير كافة امكانياته المادية والفكرية لها من اجل تحقيق هذا الهدف.
ويفتخر البنك الاهلي بأنه كان احدى المؤسسات الوطنية السباقة لتطبيق نظام توطين الوظائف والتي بدأت بعد خطة مدروسة وضعت لهذا الغرض تم بموجبها عمل برامج مكثفة بدأت بالاعلان عن استقطاب الراغبين في العمل وانخراطهم في حقل من اكثر الحقول ديناميكية في العالم وهو سوق الصناعة المصرفية.
وكانت نتائجه استقطاب قاعدة عريضة من الشباب السعودي المتدرب تدريباً مركزاً مما اثرى حقل الصناعة المصرفية في المملكة.
وقد تحقق ذلك نتيجة للتخطيط المبكر والاعداد الجيد للكوادر السعودية وتأهيلها حيث تتلخص تجربة البنك على اسس اهمها:
اختيار الشباب من خريجي الجامعات والمرحلة الثانوية باقسامها التجارية والعامة ومن ثم اخضاعهم لاختبارات القبول والمقابلات الشخصية.
ثم الانخراط بعد في دورة تدريبية نظرية وعملية مكثفة لمدة 9 اشهر وتصل احيانا الى عام كامل يتمتع خلالها المتدرب بكافة المرايا التي يحصل عليها الموظف الرسمي.
وقد تم التركيز في العملية التدريبية على مختلف الطرق التي تضمن انتقال المعرفة والمهارة والخبرة لشاغلي هذه الوظائف.
ويوضح: وقد استهدف البنك في برامجه للسعودة لاستيعاب اكبر عدد من المتدربين سنوياً ورصد ميزانية كبيرة لها حيث بلغت تكاليف برامج التدريب للسعودة خلال الخمس سنوات الماضية 58 مليون ريال الامر الذي يجسد القيم الجوهرية للبنك ويؤكد ان التركيز على الكوادر البشرية من اهم المحاور الاستراتيجية التي يستند عليها البنك في سياسته المصرفية وايماناً منه بأن التدريب والتأهيل هما العاملان في تطوير العنصر البشري ولهما المردود الايجابي.
ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت ثمار هذه الاستراتيجية حيث اصبحت نسبة العمالة السعودية بالبنك 72% وتصل في المستويات القيادية الى اكثر من 90% وهذا ما جعل البنك الاهلي التجاري يقف في طليعة المؤسسات الوطنية التي استطاعت ان تحقق السعودة بكل نجاح وكان وراء ذلك فوز البنك بجائزة الامير نايف للسعودة لاكثر من مرة بل واحتلاله المركز الاول في قطاع الخدمات المالية البنكية وقد اثبت هؤلاء الشباب قدرتهم الفائقة على العمل باتقان وانتاجية فاقت التوقعات.
ولكن بعد هذه التجارب الثرية التي تؤكد على جدية منشآتنا الوطنية في القطاع الخاص بعملية السعودة والتجاوب مع القرارات الحكيمة للدولة من اجل المحافظة على سلامة وامن اقتصادنا الوطني ماذا كان لهذه الجائزة من تأثير على هذه المنشآت,, ايضا ماهي تقديراتهم لابعادها المستقبلية في استيعاب المزيد من الايدي الوطنية؟ يقول الدكتور حسين بن عمر الحازمي ان الجائزة كان لها مفعول جيد في تشجيع منشآت القطاع الاهلي على التسابق في مضمار السعودة,, حيث يلاحظ الزيادة في اعداد المنشآت التي اصبحت تتقدم للمنافسة على هذه الجائزة وعرض مالديها من انجازات في هذا المجال ويتأمل ان تكون هذه الجائزة حافزاً للمنشآت التي حصلت عليها وحثه لها بأن تعمل على المحافظة على ما حققته من نسب السعودة والعمل على زيادتها وان تكون حافزاً اكبر كذلك للمنشآت الاخرى التي لم تفز بها لان تسير على خطى المنشآت التي فازت بها لتحقيق اهداف السعودة.
كما يؤكد معاليه بأن الجائزة وكما سبق الاشارة تعتبر اجراء مكملاً للعديد من الاجراءات الاخرى التي تم اتخاذها لزيادة استقطاب وتدريب وتوظيف العمالة الوطنية في القطاع الاهلي ومنها الضوابط التي وضعها مجلس القوى العاملة لزيادة توظيف السعوديين في منشآت القطاع الاهلي التي تستخدم عشرين عاملاً فأكثر وصدور قرار مجلس الوزراء رقم 50 وتاريخ 21/4/1420ه وانشاء صندوق تنمية الموارد البشرية الذي اعد مجلس القوى العاملة مشروعه بغرض تدريب وتوظيف العمالة الوطنية في القطاع الاهلي وصدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر عليه مؤخراً.
تأملات مستقبلية
وبالتالي,, فان تأثيرات الجائزة سوف تتكامل وتتفاعل مع تأثيرات الاجراءات الاخرى لتحقيق الاهداف المطلوبة ويتأمل ان تؤدي كل هذه الجهود الى توسيع فرص العمل للسعوديين في القطاع الاهلي وتحقيق السعودة في هذا القطاع بمعدلات سريعة تتواكب مع الزيادة المرتقبة في اعداد الباحثين عن العمل من المواطنين الذين يدخلون الى سوق العمل سنوياً.
يتبع
مسئولية التطوير والنماء
*معالي د, خالد بن بكر قال من جانبه: لا شك ان السعودية كاحدى المؤسسات الوطنية الرائدة ا لتي حملت مسئولية المساهمة في تطوير هذا الوطن ونمائه منذ اللحظات الاولى لتأسيسه على يد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز رحمه الله,, تفخر بأن تكون في طليعة المؤسسات التي تفتح ابوابها لابناء هذا الوطن ليتحملوا مسئوليتهم ويؤدوا دورهم كل في مجال لاعلاء شأن المملكة في شتى المحافل.
واوضح معاليه: وعندما تحصل السعودية على جائزة سمو وزير الداخلية للسعودة فان هذا يعد حافزاً لها على الاستمرار في نفس النهج الذي اختطه منذ سنوات للاستعانة بابناء الوطن لقيادة هذه المؤسسة العملاقة التي باتت اليوم الاكبر في منطقة الشرق الاوسط خاصة في ظل ما اكتسبه منسوبوها من ابناء هذا الوطن من خبرات وتأهيل على اعلى المستويات واثبتوا قدراتهم على العمل الشاق عالي التقنيات.
واذا كانت المرحلة الحالية تعد هي الاهم في تاريخ السعودية من حيث دخولها في الخصخصة فان الواضح يؤكد على انها مقدمة على توسعات تشغيلية ستحتاج الى مزيد من العمالة الماهرة والمدربة وكوكبة من الموظفين الاكفاء لتنفيذ الخطط القادمة للتشغيل التجاري والدخول الى الربحية وهي بذلك لن تجد افضل من ابناء الوطن لتولي مسئولية المرحلة القادمة والذين هم بعون الله لهم المقدرة على الوفاء بها.
ويضيف معاليه: ومما سبق الاشارة اليه فان هذه الجائزة ماهي الا انعكاس للتقدير الذي تحظى به هذه المنشأة او تلك بفضل جهودها لتحقيق السعودة وتعد حافزاً لمزيد من الجهد من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة,, حيث باتت جهود الدولة مركزة على هذا المجال الى جانب الجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز كرئيس للمجلس الاعلى للقوى العاملة في هذا المجال من اجل دفع عجلة التنمية وبلوغ اهدافها المرسومة ولا شك ان الجائزة تحمل قيمة وطنية كبيرة وتعتبر وساما وطنيا غاليا يستحقه كل من تجاوب مع هذه المبادرة وتوظيف ابناء الوطن.
كما تعد الجائزة حافزاً كبيراً ايضا للمنافسة الايجابية بين المؤسسات والشركات للظفر بها بما يخدم المصلحة العامة.
كما ان رعاية سمو الامير نايف بن عبدالعزيز لعملية السعودة لهي اكبر دليل على الاهتمام المباشر من قبل حكومتنا الرشيدة بأبناء الوطن من خلال تهيئة الفرص لهم للعمل في كل القطاعات.
واكد معاليه ان جميع المؤسسات في هذا الوطن بقطاعيها الحكومي والخاص ستبقى فاتحة اذرعها للمواطنين للمساهمة في انماء وتطور بلدهم الحبيب وبرعاية سمو الامير نايف لهذا التطلع.
ولهذا فان الجميع حريصون على الفوز بهذه الجائزة التقديرية التي خصصها سموه للمنشآت التي تحقق انجازات ملموسة في مجال السعودة والمنافسة دائما تقود الى افضل النتائج,, واذا كانت الدولة تعمل بكل جد من اجل توفير فرص العمل للمواطنين فان الكل وراءها من اجل تنفيذ هذه المقاصد وقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 50 وتاريخ 21/4/1415ه المتضمن الموافقة على توصيات مجلس القوى العاملة بشأن احلال العمالة الوطنية محل العمالة الاجنبية في القطاع الاهلي بزيادة العمالة لدى المؤسسات التي تستخدم 20 عاملاً فأكثر بما لا يقل عن 5% من مجموع عمالتها سنوياً وهو ما يعني امكانية الوصول الى نسبة سعودة عالية في هذه المؤسسات قد تصل الى ما حققته السعودية لان المستقبل لابد وان يكون اكثر اشراقاً في هذا المجال ليأتي ويتحمل فيه ابناء هذا الوطن مسئولياتهم كاملة في شتى القطاعات.
الجهود والنتائج
*سعادة الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي قال من جانبه: اعتقد ان مضمون هذا السؤال,, يشير الى النتائج التي وصلت اليها عملية السعودة لان الجائزة كما نعلم تعتبر عنصرها في دفع المنشآت الى التشرف بلقب الحصول عليها لانها جائزة مقدمة من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز.
وبالتالي فان آثارها سوف تنعكس من خلال النتائج التي حققتها تلك المنشآت في الايفاء بنسبة سعودة الوظائف ومن خلال الجهود الحثيثة التي بدأت خلال الفترة الماضية لزيادة اعداد السعوديين في سوق العمل من اجل تحقيق النسبة المطلوبة.
ومن هذا المنطلق تنبع اهمية الجائزة في كونها تدفع المنشآت الوطنية للمشاركة والمبادرة من اجل تحقيق الاهداف المعلنة لهذا المشروع الوطني.
ويلمح سعادته ان هذه الجائزة تعكس حجم الاهتمام الذي يوليه سموه بتكريمه لمنشآت القطاع الخاص التي تسعى بدورها دائماً لتحقيق المصلحة العامة وذلك ما يعكس اتجاهها لفتح الباب امام الشباب للعمل والتدريب والتأهيل من اجل القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقه في العمل والانتاج بمستوى الكفاءة المطلوبة,.
فكما اشرت سابقاً,, فان هناك كثيراً من الجوانب الهامة لتحفيز المنشآت للمشاركة في هذه الجائزة والعمل من اجل الحصول عليها فهي تمثل تقديراً ذا درجة عالية من الاهمية لهذه المنشآت وتعبر عن مقدرتها في المساهمة بالمشروعات الوطنية الاستراتيجية.
ويضيف: كما يتضح لنا فان الجائزة تهدف الى تكريس مبدأ توظيف المواطنين خاصة بمنشآت القطاع الخاص ومن اجل تحقيق النسبة المقدرة لاحلال العمالة الوطنية محل العمالة الاجنبية,, التي قررها مجلس الوزراء وذلك تفادياً لحدوث اي نوع من البطالة فالجائزة تسعى الى التعرف على جهود هذه المنشآت بمختلف نشاطها الاقتصادي وتعمل على تحديد هيكل العمالة لدى هذه المنشآت والتعريف على الحوافز المادية والمميزات التي تقدمها لاستقطاب العمالة الوطنية.
وانطلاقاً من هذه العوامل فان الجائزة ستدفع بالمنشآت لبذل جهودها للوصول الى شرف الحصول عليها وهذا مما سينعكس بدوره على زيادة نسبة السعودة وبما يساعد على رفع معدلات التوظيف تفاديا لأي نوع من البطالة يمكن ان يحدث مستقبلاً.
*الشيخ عبدالله صالح كامل اكد ان طرح صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الاعلى للقوى العاملة يمثل في نظره درجة عالية من التأكيد على ضرورة الاهتمام بموضوع السعودة باعتباره استثماراً بشرياً يؤتي ثماره من خلال كفاءة المواطن وتنمية قدراته عبر الممارسة العملية للمهام الادارية او المهنية او الفنية التي يضطلع بها في مواقع العمل المختلفة.
ومما لاشك فيه بالتالي فان اصحاب المنشآت الوطنية يدركون الدوافع النبيلة لطرح هذه الجائزة ومدلولاتها ويعتبرون نيلها شرفاً وتقديراً لجهد وطني يستحق لهم ان يتباروا فيه وبذلك تزكي الجائزة فيهم روح المنافسة ودفعهم الى بذل المزيد من الجهد والتضحية من اجل الوطن والمواطنين.
ويشدد هنا: ولهذا في تقديري ان موضوع الجائزة ونتاجها ليس عملا ينتهي باعلانها وتقديمها للفائزين بل لها تأثيراتها الممتدة,, لتعيين المواطنين في وظائف دائمة في كافة الشركات والمؤسسات التي تسعى بكل جد لأن يكون لها دور رائد في هذا الواجب.
ونحن على ثقة في ان السعوديين حريصون كل الحرص على اثبات جدارتهم بالوظائف التي تعينوا عليها.
وطالما ان مشروع السعودة يحظى بهذا القدر من الاهتمام من جانب الدولة واصحاب العمل,, فاننا نتوقع له نجاحاً كبيراً خلال سنوات قلائل نراه بعدها بمشيئة الله متمثلاً في الاعداد الكبيرة للمواطنين الذين انخرطوا في العمل بمؤسساتنا الوطنية,,وتولي ادارتهم لها,, والقيام بمعظم الاعمال التنفيذية فيها ان لم يكن جميعها.
*الاستاذ طلال ابراهيم القضيبي اضاف من جانبه ان جائزة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية التي تمنح سنوياً للمنشآت السعودية تمثل دافعاً حقيقياً للمؤسسات الخاصة.
وهذه الجائزة المرموقة اجدها قد ساهمت بدورها في صياغة وتصميم الاجراءات لايجاد بيئة عمل جديدة للسعوديين,, وخلق مناخ للتنافس بين القطاعات الاهلية المختلفة للفوز بهذه الجائزة التي تعتبر اعلى جائزة على مستوى الدولة تقدم تقديراً لجهود القطاعات في تنفيذ برنامج توطين الوظائف وشغلها بمواطنين سعوديين.
ومن خلال هذا الواقع حققت البنوك في القطاع المصرفي نسباً عالية من توطين الوظائف ونجحت في استقطاب وتدريب وتأهيل الخريجين الجدد في التخصصات ذات العلاقة.
يؤكد في هذا السياق,, انه انطلاقاً من استراتيجية بنك الرياض وتحقيقاً لاهدافه الرامية نحو تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية وبالاضافة الى ما حققه والخطوات التي قطعها في عملية السعودة سيواصل البنك جهوده وعطاءه واهتمامه بتدريب المزيد من العناصر المؤهلة من الشباب واعدادهم لشغل الوظائف التخصصية والاشرافية في العمل المصرفي.
*الاستاذ فاروق صالح عيد اكد من جانبه ان قيمة هذه الجائزة تتمثل في صاحب فكرتها والاسم الذي تحمله ومن اهم احد الهواجس التي تشغل مخيلة سموه هي تأمين وايجاد فرص عمل لكافة الخريجين من المعاهد والجامعات والمرحلة الثانوية التجارية والصناعية والتي يأمل كل خريج منهم الانخراط في خدمة الوطن عقب الفترة الدراسية الطويلة التي بذلت فيها الدولة والاسر الكثير وتطلعاتهم الى رؤية نتائج وثمار هذه الدراسات النظرية والعلمية وتحول هؤلاء الشباب الى طاقات منتجة تنخرط في تلبية احتياجات الوطن.
وبالتالي,, فان هذه الجائزة تعتبر تتويجاً للمجهودات التي قام بها البنك في سبيل تأهيل وتحفيز وتطوير الكوادر الوطنية والاعتماد عليها واتاحة الفرصة لها لاثبات وجودها وكفاءتها وقدرتها على تبوؤ مختلف المناصب الادارية والقيادية.
ولا شك ان نجاح تجربة البنك في مجال السعودة وفوزه بالمركز الاول له دلالاته ومعانيه الكبيرة في ذات الوقت الذي تمثل فيه دافعا قويا لتشجيع كافة القطاعات الخاصة والعامة على بذل المزيد من الجهود والمشاركة في عملية السعودة والاهتمام ايضا بهذا التوجه الكريم الذي سيعود بالخير والرفاهية على كافة المواطنين.
ويرى من ناحية اخرى ان هذه الجائزة تعد مفخرة لكل من استطاع الحصول عليها بصفته مشاركا في تقديم خدمة وطنية سامية وعلى اقتناع باهداف وسمو فكرة هذه الجائزة النبيلة في ذات الوقت التي هي فيه تعد تعبيراً صادقاً عن تقدير الدولة لكل جهد مخلص يساهم في بناء الوطن وحافزاً لرجال الاعمال على مستوى كافة القطاعات لبذل المزيد من المشاركات في عملية السعودة باعتبارها قضية وطنية لها الاولوية وتستحق المزيد من الرعاية والاهتمام ايضا,لان قيمتها الحقيقية تتمثل في صاحب فكرتها والاسم الذي تحمله,, صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الاعلى للقوى العاملة وباعتبار ان من اهم الهواجس التي تشغل مخيلة سموه,, هو تأمين وايجاد فرص عمل لكافة الخريجين من المعاهد والجامعات والثانويات العامة التجارية منها والصناعية والتي يأمل كل خريج منهم ان ينخرط في خدمة وطنه عقب الفترة الدراسية الطويلة التي بذلت فيها الدولة والاسرة الكثير من الجهد حتى يروا نتائج وثمار هذه السنوات والدراسات النظرية والعلمية تتحول الى طاقات منتجة لها المقدرة في تلبية احتياجات الوطن.
ان تكون هناك جائزة وأيّاً كانت نوعية هذه الجائزة,, فيعني هذا ان هناك اهتماما لمكافاءة الاوفياء,, ورد الجزاء بمثل العمل حتى وان كانت بسيطة في قيمتها الا انها تبقى كبيرة في معانيها,, خصوصا عندما تكون نابعة من انسان مثل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وهو رجل الامن الاول في الدولة,, فان هذا الامر يستحق اكثر من وقفه اجلال وتقدير,, ويستحق المزيد من التجاوب ليتحقق هذا الهدف لان السعودة تعني تحقيق المزيد ايضا من الاستقرار والامن الوطني.
ولهذا اعتقد ان هناك الكثير من الابعاد المستقبلية الايجابية,, التي سوف تنعكس بالخير على وطننا وتعزيز الموارد الاقتصادية للدولة,, ان يستشعر المواطن في القطاع الخاص بالمسئولية التي يشارك فيها الدولة لتحقيق كل الطموحات التي تسعى وتتطلع الى تحقيقها ان تكون هذه الشراكة تحمل الكثير من الحب لهذا الوطن وان تقوم قواعدها على المصداقية من المواطن وليحس هو ايضاً بعظم هذه المسئولية الوطنية لان الدولة اعطت واعطت الكثير واجزلت في عطائها ولم تبخل ايضا في هذا العطاء والشواهد كثيرة التي تثبت حجم وعظم هذا العطاء.
وكما استشعرت الدولة مسؤولياتها تجاه كل مواطن في هذه البلاد فقد حان الوقت لان ترد جزءا من هذا الجميل لهذا الوطن,باستقطاب المزيد من شبابنا السعودي واحتوائهم بشكل جاد في هذه المؤسسات التي لا تنفصل عن الهيكل الاقتصادي العام للدولة.
فكيف لها ان تبخل بالسعودة؟ وهذا الحلم الذي لن يكلف الكثير لتوطين العمل فيها.
|
|
|
|
|
