كرِّموه ومجِّدوا أعماله
إن هذا على الوفاء دلاله
فله في النفوس قدر وحب
أكثر الله بيننا أمثاله
قد عرفناه منذ كنا صغارا
وكبرنا ولم نزل أطفاله
بين عبدالكريم وهو فتيٌّ
وابن عبدالجبار كانت زماله
ألّفا للطلاب في ذلك الوقت
دروسا تزيل ظل الجهاله
إن بذل الجهود في خدمة الدين
ونشر العلوم خير رساله
وله في التأليف قدح معلى
وصلات بصاحبات الجلاله
بذل الجهد في انتقاء كثير
من كنوز التراث في خير حاله
عشرة من مجلدات تجلت
حملت في بطونها أمثاله
وأطلت قبل الأساطير تزهو
ففرحنا بهذه الإطلاله
والأساطير كان فيها مجيدا
أعمل الفكر واستمد خياله
فهو في عالم الثقافة نجم
وله في فضيلة السبق ماله
وهو عفٌّ في عزة وتفان
منفق في مسالك الخير ماله
لم يدنس تلك الصفات بملق
أو يجامل مضللا في ضلاله
بل يرى الحق أين كان فيمضي
وعلى أرضه يحط رحاله
خاض في حلبة الحياة صنوفا
من كفاح وما عرته كلاله
عركته الحياة عركا شديدا
وأجادت من بعد هذا صقاله
همة تقهر الصعوبة حينا
وهي حينا قد تقهر الاستحاله
فهو ضرب من العجائب في الصبر
ونوع مميز في الأصاله
وأنا لم ارد بما قلت نفياً
أي نقص أو ادعاءً كماله
ليس في الناس عصمة غير طه
وسواه معرض لا محاله
والجهيمان حين نضفي عليه
بعض ما يستحق فهو عداله
وختاما أهدي الجهيمان شكري
وسلامي، وصحبه وعياله
وهو مني الى الحضور جميعا
واعذروني فما أردت إطاله