1
شب حريق في مسرح كبير ولم يستطع المشاهدون ان يروه لأنه كان في احد اجنحة المسرح، ظهر المهرج فوق المسرح ليخبر المشاهدين عن الحريق ,, فظن المشاهدون انها كانت مزحة فأخذوا يصفقون ,, كرر المهرج التحذير فاصبح التصفيق اعلى، وأظن ان العالم سوف يهلك بسبب التصفيق العام العالي .
2
* الضجيج ,, في كل شيء,, ضجيج في كل الاشياء ,, العالم اصبح اكثر ازدحاما، اعنف ضجيجا,, وفي لحظات تأجج ذلك الضجيج,, نهب واقفين ثم ما نلبث ان نخبو,, نهدأ,, نتحول الى شيء يشبه ما يحدث في مشهد عابر,, يضم رمادا متكدسا وعاصفة بلا هدف.
يجذبنا ضجيج آخر مجاور,, ملاصق,, للضجيج السابق الذي وهبناه حماسنا ,, وحواسنا لكننا لا نعي رغم القرب اننا كنا فقط بحرب,, اصواتنا هل هي صالحة للهتاف ام ,, لا.
* ماذا يتكوم في العين كل صباح,.
* ماذا يتكدس في العين آخر,, المساء؟
انه الضجيج ,, لأصوات ومشاهد يائسة ,, عاجزة ,, مقهورة,, لكنها مبهورة,, بقدرتها على الحديث,, على التفكير,, الاستنتاج التلويح الرفض,, الاعتراض,, على اشياء عدة تقف عند حدود الكلام,, ولا تتعداه,, لا تغرب ان تتعداه تبا لهذا,, العقل ان كان لا يتقن الا,, ان يجتر نفسه ثم ينام في سبات عميق حتى ضجيج آخر.
انه الضجيج لا اكثر,, وان غلفناه بأكثر المعاني ,, رقيا,, وتهذيبا,, انه الضجيج في حقيقته الساطعة ,, ولنعد للوراء قليلا,, لنتأمل التاريخ جيدا,, تاريخ مشاعرنا على الاقل,, اننا نحتفل حزنا,, او مزحا,, بالحدث ثم ننسى ,, ان نعمة النسيان لدينا تحولت الى عادة مريحة ,, تمنحنا بقوة فرصة اخرى للعيش في انتفاضة ضجيج آخر.
اننا نسعى ,, ننسى,, نعيش بالنسيان,, للنسيان ونعاقب الذين حولنا على ضعف ذاكرتهم.
* هو ايضا,.
الضجيج هو ايضا سوف يهلك العالم,, سوف يفقده فرصة عظيمة للاستماع العادي للاحساس الاكيد بما حولنا,.
هو الضجيج ,, سوف يهلك العالم ذلك لان الفرح,, وكذا الحزن اصبحا مثل ذلك المهرج الذي يحاول جاهدا,, اقناع الناس بوجود الحريق,, وهم يصفقون له لجودة ادائه لدوره.
هو الضجيج يفقدنا القدرة الصادقة على الحزن القدرة الصادقة على الفرح,, يحتفظ حابل الحزن,, بنابل الفرح,, لكننا رغم ذلك نصفق بقوة,, اصبحت لدينا مهارة عالية على التصفيق لكل شيء,, وفي اي وقت.
ترى للفرح,, وحده نصفق,.
ترى للحزن,, وحده نصفق.
ام اننا نصفق لاننا,, اكتشفنا ان لدينا قدرة جيدة على التصفيق ,, قدرة جيدة لزيادة حميم الضجيج وعمق في روؤسنا.
نشتاق لحظة هدوء.
نشتاق لحظة صدق,.
نشتاق ان نرى الحقيقة في كل ما يؤكد انسانيتنا,.
نحتاج ان نتوقف عن مجارات لهو الحياة فراغها,, خوائها زيفها,, وبثها الدائم لقناعات ملونة,, نهايتها لا شيء الا هزيمة النفس.
نحتاج ان نتأمل انفسنا جيدا,.
ماذا اعطينا ,, وماذا اخذنا,.
من ظلمنا ,, ولماذا ظلمنا,.
من اسرفنا في احلامنا معه,, ومن خذلناه حلما وحقيقة.
من مد لنا الزهور,, ومددنا له,, الاشواك,.
من زرع بداخلنا صورا رحبة للحياة,, وزرعنا بداخله بيادر من الصبار,.
من بخل علينا,, واكرمناه,, من صفعنا,, ولو حنا له بالنسيان,.
حفاظا على ما كان.
من اهديناه ربيع الحياة,, واهدانا,, فصول الخريف كلها,.
نحتاج ان نتعلم كيف نحيي الروح ,, التي بداخلنا,.
كيف نجعل الانسان ,, الانسان,, يعود,, الانسان ,, الانسان,, الذي يحب,, ويشتاق,, ويحنو,, ويغفر,, ويتذكر,, ويعطف,, ويصدق,, ويعيش الحياة بأكثر صورها,, رقيا,, نحتاجه ان يعود,, نحتاجه ان يخرج من ضجيج الحياة,, وسرعتها قبل ان يألف هذه الفوضى ويظنها ,, الحقيقة الاخيرة,, لشكل الحياة.
|