أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th November,2000العدد:10290الطبعةالاولـيالخميس 4 ,رمضان 1421

مقـالات

بوح
متعة القراءة
إبراهيم الناصر الحميدان
يدور النقاش بين الحين والآخر عن تأثير وسائل الاتصالات على نماء وتوزيع الكتاب باعتباره أداة لانتشار المعرفة والثقافة بصورة عامة خاصة الفضائيات وانتهاء بالإنترنت التي سرقت من الكتاب بعض متابعيه الذين شدتهم هذه الوسائل حتى أصبحت تحول دون إعطائهم الفرصة للقراءة الجادة, وبطبيعة الحال فإن الفضائيات هي في الواقع تحتاج إلى عناصر الثقافة بما فيها الكتاب حتى تقوم بدورها في التأثير على المشاهدين ولا أعني هنا الأفلام والمسلسلات التي تستند إلى عناصر الثقافة بأنواعها وعلى رأسها العمل الدوامي فحسب وانما البرامج التي تقدمها هذه الوسائل لأنها في حقيقتها ترتكز على المواد الثقافية التي يعدها المثقفون أي أعمدة الكتّاب الذين وجدوا في هذه الفضائيات وسيلة لنشر افكارهم التي كانوا يخصون بها الكتاب فإذا بهم يتحولون بها إلى معدي برامج تقوم بنفس الدور المعرفي في نشر الثقافة بين طائفة من المتلقين وليس هذا من بين توجه هذه الوقفة لأنها انما تعالج مشكلة معوقات انتشار الكتاب وليس تحول الثقافة من كتاب يقرأ إلى برامج تعرض بقصد المتعة والفائدة مع الفارق لأن متعة القراءة لا تستطيع هذه البرامج مهما كانت دسمة أن تعوض القارئ النهم إلى توسيع مداركه والتقاط المعلومة بشمولية يحققها الكتاب بصورة خاصة, ونحن نعرف أن جمهرة القراء قليلة في وطننا العربي عندما تخضع للإحصائيات بعكس ضخامة عدد القراء في الدول الغربية الذين لا يستغنون عن القراءة اليومية لا سيما في المجالات التي تشدهم مع عدم التضحية بالمواضيع الثقافية الممنوعة متى وجدوا فسحة من الوقت, والقارئ الغربي لا يعنى بالأمور السياسية كثيراً ولا بالتعرف على الشعوب الأخرى مما يجعل معلوماته في هذا الجانب ضئيلة لا سيما بالنسبة لجغرافية العالم فأنت سوف تفاجأ بأمة ثقافية كبيرة تجهل مواقع بلاد كثيرة لأن التخصص استولى على اهتمامات القارئ الغربي بدليل أن الكتاب العربي الذي لا يطبع سوى آلاف معدودة على أحسن تقدير تجده بالمقابل يطبع بملايين النسخ في العالم الغربي , ولهذا فإن بعض الكتّاب من دول عربية لها احتكاك بالثقافة الغربية بصورة مباشرة يكتبون بلغات غير عربية لا سيما أدباء شمال أفريقيا الذين كان لاستعمال اللغة الفرنسية في الغالب ثم الإنجليزية فيما بعد الفضل في توزيع كميات ضخمة من مؤلفاتهم, ولهذا قالت الروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي) في معرض الدفاع عن نفسها: لو كنت أريد الشهرة الواسعة والمكسب المادي لكتبت باللغة الفرنسية التي أجيدها وهي صادقة في ذلك الزعم, نخرج من هذه المعلومات إلى أن الكتاب العربي هو الضحية في انتشار الوسائل الفضائية وجعلها في متناول كافة الطبقات لأنه اصلا يشكو منذ البداية من محدودية التوزيع لعدم الدعم والتشجيع من المؤسسات الثقافية في العالم العربي وخاصة في بلادنا, وكانت الدولة فيما مضى قبل تحجيم الميزانيات تشجع الكتاب محليا وتقتني الكثير من الجهات الرسمية كميات منه رغم أن الثقافة أصبحت وسيلة هامة في نشر المعرفة ومكافحة الأمية, ومع ذلك فإنني أزعم بأن المتلقي الشغوف بالقراءة ما زال لا يستغني عن اقتناء الكتاب بدليل أن المطابع لدينا رغم زيادة عددها ما زالت تستقبل مئات المطبوعات الثقافية التي تتنافس في أكثر من حقل وهكذا فإن الكتاب مهما تعددت وسائل مزاحمته سوف لن يستغني عنه المتلقي المثقف الذي ينشد المعرفة ومتابعة الإبداع مهما كان نوعه، مما يجعلني أقترح لكي نحافظ على هذه الفئة وزيادتها بأن نهتم بالمطبوعات التي لا تكلف كثيراً ولا تثقل على ميزانية القارئ محدود الدخل لاقتنائها تحت شعار القراءة للجميع الذي رفعته بعض المؤسسات الثقافية في أكثر من قطر عربي.
للمراسلة: ص,ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved