| مقـالات
المشاكل والهموم والمنغصات التي تواجهك قبل رمضان هي نفسها تلك المشاكل والهموم والمنغصات التي تواجهك أثناء رمضان وربما اعتقدت انها أكثر لأن طاقتك على مواجهتها في شهر رمضان ليس كما هو الحال قبله لاعتبارات كثيرة منها انك لو كنت متعوداً على مواجهة مشاكلك بالصراخ والشتم ونحوها مثلا فلن تستطيع ذلك في رمضان او على الأقل سوف يقل هذا السلوك إلى حد ما وهذا يعتمد على شخصك طبعا وهذا ما قد ينرفزك ويضايقك ويحرق اعصابك أحيانا لأنك غير قادر على التحكم في سلوك تعودت استخدامه وأدمنت عليه!
وهنا نقول بأن فترة رمضان هي انسب فترة في السنة لتعديل سلوكياتنا غير المرغوبة او تلك التي تشعر انها خاطئة أو غير مرضية او أنها لا تتناسب مع شخصيتنا، أو تلك التي نعتقد انها تنفِّر الناس منا وتجعلنا عرضة للكراهية من الآخرين! وعلى ماذا؟ وهل نحن في حاجة لهذا كله؟ وهل نحن في حاجة لرصيد كمّي من كراهية الناس لنا وبُعدهم عنا ونفورهم منا؟ بل هل نحن في حاجة لان نشعر بعدم رضانا عن انفسنا وبالذات في هذه الايام الفضيلة؟
ولكي تشعر بما يشجعك على تنفيذ هذا التعديل الايجابي للسلوك أيّا كان عقليا ام إدراكيا او اي شيء آخر فلا بد ان تشعر انك في البداية وليس النهاية، ولا بد أن تشعر أنك تسير في طريق محاط بالزهور والورود وليس في طريق صحراوي ليس فيه مقومات الحياة الجمالية على الأقل، لا بد ان تشعر انك لست لوحدك في هذا العالم الفسيح بل ان هناك من يقف معك ويرغب في مد أياديه لك وينتظرك كي تصافحها, لا بد ان تشعر ان المبادرة والمبادأة لا بد ان تبدأ منك انت مهما كانت بسيطة او متواضعة وليس من غيرك، لابد ان تشعر وتقتنع ايضا انك لكي تصل للجمال فلابد ان تكون انت جميلا ايضا، جميلا بعقلك وتفكيرك، وجميلا بأسلوبك وتعاملك وجميلا في نظرتك للحياة والناس وجميلا ايضا حتى طرحك للامور وردود فعلك واحترام وجهات نظر الآخرين, لانك لو كنت بهذا المفهوم فلن تحتاج لوقت للوصول للجمال الذي تريده ولن تقلق لكي تصل إليه أتعلم لماذا؟ لانك سوف تجد الجمال معك وبين يديك اقصد انه متمثل فيك! متمثل في روحك الحلوة وابتسامتك الأخّاذة وقلبك الصافي وحديثك الماتع الذي لا يمل فماذا أكثر؟!
نعم لا بد ان نشعر اننا في البداية، في بداية رمضان وانه لم يفتنا شيء من الخير بعد، بل على العكس من ذلك، ما زالت الفرص متاحة لنا لكي نستثمرها لصالحنا ومازال هناك متسع من الوقت لنثبت لأنفسنا اولا ان بداخلنا اشياء جميلة واننا لسنا بأقل من غيرنا، بل الاكثر من ذلك لا بد ان نقتنع بقيمة انفسنا وجمالها بدليل من يحبَّنا ويعزنا ويسأل عنا ويحرص علينا ويسعد حينما نحدثه ونسمع صوته مهما كانت الظروف المحيطة بنا صعبة ومحبطة وعبر مشجعة.
وحينما تشعر انك مازلت في البداية فسوف تشعر انك بحاجة لتحقيق الكثير من الاشياء الحلوة التي كنت تتمناها من قبل او لتحقيق اشياء جميلة شعرت بها مؤخراً, ومن ذلك مثلا، انك حينما تشعر بأنك مازلت في البداية فإنك تشعر أحيانا بحاجتك لان تبوح بأشياء في نفسك لانسان وليس اي انسان بحاجة لأن تقول له حرفيا بأنه رغم معرفتي بك منذ فترة إلا أنني أشعر أنها بدابات معرفتي بك, أشعر وكأنني أريد أن أعرف عنك الكثير والكثير، أشعر وكأنني أكتشف فيك أشياء جديدة حلوة لم أعهدها من قبل,, أشياء يتمناها كل انسان .
تريد أن تقول له أكثر من ذلك كأن تقول له أشعر وكأنك بداياتي الحلوة في كل شيء! بداية من تغيير مفهومي القاصر للأشياء من حولي وعدم اعطائي حقها الكامل لها، أشياء لم تكن تُعر انتباهي من قبل وأشياء بحاجة لإعادة النظر إليها من جديد برؤية مختلفة تتناسب وذلك الجمال الذي أحياه معك .
نعم تريد ان تقول له أشعر معك بأنني أبدأ رحلة حلوة من الغوص في اعماق الحياة واكتشاف مكنوناتها الحلوة التي لم اعايشها بعد ولم استمتع في النظر اليها كما يجب، أشعر معك بأنني أبدأ رحلة رائعة فريدة أحلِّق فيها في اجواء السعادة في اجواء عالية، عالية جداً تشعرني أنني فوق هام السحب حيث النظر للاشياء من خلال هذه الاجواء شيء مختلف جدا وأكثر مما تتصور!
نعم قد تقول في نفسك الآن، ولكنني حينما استشعر انني في البداية فإن هذا قد يعني الاحباط كون المشوار سوف يكون طويلا ومملا وغير مشجع ونحن نحترم هذا الرأي ولا شك ولكن ما نقصده باستشعارك كونك مازلت في البداية سوف يعطيك قوة ذاتية دافعة ودعما نفسيا كبيرا في كل جوانب الحياة ليس لك انت فحسب بل وحتى بالنسبة للطرف الآخر المعني بالأمر, خذ مثلا مسألة المعزّة الخاصة او الحب كمثال ليس إلّا: وانظر كيف يمكن ان يكون تأثير شعورك بالبداية على هذا الحب وعلى هذا الانسان المحظوظ بحبك والعكس صحيح!.
ودعني أقرّب المثل لك أكثر كي تتضح الصورة، فأنت حينما تمتدح فلانا عزيزا على قلبك وتكنّ له كل المحبة والتقدير والاحترام وتبالغ في اطرائه فإنه قد يقول لك أنا لا استحق كل هذا الاطراء ولكنك حينما تقول له ولكنك لم تر مني إلا البداية إلا الشيء القليل مما يفترض ان اعطيك اياه وأكافئك به فما هو رد فعل الطرف الآخر حينئذ؟ لا بد ان يفرح وتتملكه السعادة اما انت فلا بد ان تثبت له ذلك، ولأنك في البداية كما قلت فلا بد ان تفنن في ايجاد الطرق والوسائل كي تثبت له مقدار حبك له ومكانته الخاصة لديك وضع مكانك بدلا عنه فما هو رد فعلك؟ لن نختلف كثرا أليس كذلك, ولكن في كلا الحالتين يظل الشعور جميلا بل ما هو رد فعلك الحقيقي حينما يقول لك إنسان عزيز وبصدق وباحساس بأنك بداياتي الحلوة ؟ فبماذا ترد عليه؟ لاشك ان ردود الفعل سوف تختلف من شخص لآخر، ولكن تظل حقيقة واحدة لايمكن انكارها وهي انك بالفعل تلك البداية الحلوة, اسعد الله قلبك واضاءه بشمعة الايمان وكل عام وأنت بألف ألف خير.
همسة
في كل يوم أراك فيه,.
وفي كل لحظةٍ احدثك فيها,.
وفي كل موقفٍ لي معك,.
قريباً كنت مني,.
أوبعيداً عنى,.
هكذا أنت,.
لم تتغير في نظري,.
كل شيء فيك رائع,.
أكثر من رائع!
وكأنها بداية معرفتي بك!
***
وكعادتك دوماً,.
في كل وقت,.
وفي كل مكان,.
وفي كل مناسبة,.
تأسرني!
تتملكني!
بدماثة أخلاقك!
بحسن تعاملك!
برقي مشاعرك!
وبرهافة حسِّك!
وحتى بعفويتك وبساطتك!
***
نعم هكذا أنت,.
رائعٌ في كل شيء,.
ولكنك في رمضان أروع!
شيء آخر!
شيء مختلف!
أجمل مما قبل!
وأحلى مما بعد!
***
ففي رمضان,.
أراك بصورة أخرى,.
أراك على حقيقتك,.
أرى إنسانيتك الكبيرة,.
تتجلّى في كل شيء,.
أراها بداية لا تنتهي!
بداية ليس لها نهاية!
***
أرى عطفك,.
يُسعد كل إنسان,.
أرى كرمك,.
يملأكل مكان,.
أرى حنانك,.
يمسح كل أحزان,.
وأرى الدعاء لك,.
على كل لسان,.
يا أعز إنسان,.
***
أرى كل هذا,.
وغيره كثير,, كثير,.
فأفرح لك,.
من كل قلبي,.
وأسعد بك,.
لأنني أحسنت الاختيار
في وقتٍ عزّ فيه الاختيار!
في وقت ليس فيه خِيار!
***
قد يكون رأيي فيك مجروحاً!
وقد أكون متحيّزاً لك,.
كعادتي دوماً معك!
لا أنكر!
***
ولكن دعني,.
أعلن هذا الإعجاب بك,.
على الملأ!
دعني أصارح به الجميع.
دون خجل!
دعني أعرِّفهم,.
بحقيقة ذلك الإنسان,.
ذلك الشلال المتدفق,.
عطاءً,, وخيراً,.
ذلك القلب المخزون,.
حباً,, وصفاءً,.
بل ذلك الإنسان المملوء,.
رقةً,, وعذوبة,.
ذلك الإنسان,.
ذلك البداية الحلوة!
|
|
|
|
|