| مقـالات
لكل فرد منا دنيا حياته الخاصة في التعامل مع الآخرين والاحتكاك بهم ولا نستطيع مهما بلغت درجة مهارة الفرد أن نقول إن هذا فرد ناجح اجتماعياً 100% أو فاشل 100%، فكل منا معرض لمواقف اجتماعية فاشلة لا يقصدها، ترتكب تلقائياً لتنتج حدثاً ما أو ربما كان العكس لو نجح الفرد في موقف اجتماعي قد لا يكون قاصداً له.
وفي كل الأحوال فإننا لا نستطيع كما ذكرت أن ننجح أو نفشل تماماً، فدائماً يقال رضا الناس غاية لا تدرك!!.
ولو جئنا لجزئية بسيطة جداً في التعامل الاجتماعي سنقول إن كثيراً من الناس في المجتمعات العربية بشكل خاص لا تحب أن تعبر ظاهرياً عن مشاعرها مباشرة سلباً أو إيجاباً، ربما لأننا في هذه المجتمعات نولي درجة عالية للمظهر الاجتماعي الفردي، الأمر الذي يجعل أغلبنا يحب أن يكون بعيداً عن مواطن النقد باعتبارها نقاط ضعف لا يختلف عليها اثنان!.
ولكن لو عدنا لجزئيتنا التي نرغب التحدث عنها لوجدنا أن التعبير عن الذات أو عن رأي الذات تجاه شخص آخر صديق أو قريب في أي موقف اجتماعي هو أمر لابد منه، وهو أمر لازم وواجب لدوام العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يؤيده علماء النفس من أجل تقارب الأنفس البشرية واتساق تفكيرها ونفسياتها.
بمعنى عندما يتعرض أحدنا لموقف ما ضايقه من فلان مثلاً، فما المانع أن يواجهه ويحكي له الموقف ويعاتبه فيحاسبه على النقطة كذا وكذا و كذا ، ليوضح الأسباب التي جعلته يغضب منه أو يتضايق من تصرفاته وسلوكياته، وهذا من الأمور الهامة في العلاقات الاجتماعية علماً بأن هذا الأمر لا يتضمن النقد بمقدار ما يتضمن توضيح الموقف الحقيقي الذي جرى دون تدخل جوانب ذاتية نقدية تنفر المذنب أو المخطئ من شرح ذلك الموقف وفي النهاية يكون الهدف هو تلاقي الجانبين.
بينما يقابل هذه الجزئية المذكورة نقطة أخرى ألّا وهي كتمان الفرد لمشاعره وإصراره على كبت غضبه داخل نفسه وإغلاق تفكيره عليه مع اختلاف تعامله وأسلوبه مع الفرد الذي سبق وأن أخطأ عليه وذاك المسكين كل ما يراه هو التغير الخارجي دون أن يكون مدركاً لسبب هذا الغضب أو التغير السلوكي!!.
هنا تتباعد الأنفس وتتفكك العلاقات على لا شيء وتترتب سيئة على سيئة، وسلوك قاسٍ على سلوك أقسى، وفي النهاية الهدف يصل بالطرفين دون وعي إلى الحقد والكراهية، وهذا ما يحدث غالباً هرباً من أن يكون أحد الأطراف فاشلا من الناحية الاجتماعية فيكتفي كل منهما بما لديه ويصمت على حساب التفكك الاجتماعي.
هنا,, أين الوعي؟! أين قوة الشخصية؟! أين الثقة بالنفس؟!
أم هل الأمر كله لا يتجاوز بروزاً اجتماعيا فقط؟,, ربما يكون كذلك.
|
|
|
|
|