| فنون تشكيلية
الدعوة التي وجهتها صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز في جريدة الحياة العدد 13769 من يوم الاربعاء 26 من شعبان لانشاء أكاديمية للفنون التشكيلية في وطننا الحبيب يعنى قسم منها بالنقد الفني مطلبا يحقق الحلم الكبير الذي يحمله وجدان المبدعين التشكيليين في هذا الوطن.
لقد كان العنوان محرضا ومغريا من قبل المهتمين بالفن من فنانين ومثقفين لقراءة ما تطرقت سموها اليه مع ما يعنيه من أن الفن التشكيلي المحلي محاط بأعين وآذان صاغية يهمها تطوره وبناؤه البناء الصحيح باعتبار ما يتم حاليا في هذا المجال نواة صالحة للاعداد والصياغة والتقويم تحسبا لمستقبل قادم مليء بالانجازات التشكيلية للفنانين والفنانات, كما أن ما تحدثت سموها عنه وعن الحاجة الماسة للنقد الحقيقي نتيجة تخصصها واهتمامها بالنقد الأدبي والفني يطمئن أن التحرك نحو منهج النقد أصبح قريبا وأن الواقع العام لهذا الفن وفي مرحلته الحالية ما يوجب حضوره وأن الفنان السعودي قدم ما يستحق الوقوف معه والأخذ به.
ولنا أيضا أن نقف عند العديد من الآراء الواقعية من سموها والتي تلامس حال هذا الفن وفنانيه وما تعيشه الساحة من تعدد في الطرح والمحاكاة ابتداء من التأثر بالمنتج الفني الغربي وبين أهمية التمسك بالمنطلقات الثقافية للفنان السعودي، وبهذا فإن سمو الأميرة حصة تضع النقاط على الحروف وبتحذير من مغبة الاندفاع والتبعية الخاطئة وراء فنون لا انتماء ثقافيا أو تراثيا لها, ويمكن لنا استخلاص بعض مما جاء في حديث سموها على النحو التالي:
* أن من مساوىء الفن المعاصر الآتي من الغرب اهتمامه بالتعبير الفردي العائد من أصول فلسفية وجودية بعيدة عن الهوية السعودية المستمدة من الدين الاسلامي الحنيف.
* التشديد على ضرورة أن يستكمل الفنان السعودي مسيرة الفن في الحضارة الاسلامية بدلا من انطلاقه من بوابة الفنون الغربية.
* أن التناقض بين شخصية الفنان وبين معتقداته من جهة وبين عمله الفني من جهة أخرى أمر غير مقبول.
تلك النقاط والاشارات الهامة لم تكن نهاية ما تتمناه الأميرة حصة بقدر ما كشفت وبصدق عن أن ما يشغلها هو كيفية وصول الفنان السعودي الى الوسطية وهو المبدأ الاسلامي في كل شيء حتى في الابداعات الانسانية بين تمسكه بمعطياته التراثية الاسلامية العربية وبين مجاراته لمتطلبات العصر مؤكدة أن التاريخ الاسلامي قد أعطى للأمة فنا عظيما امتزج فيه الالهام الإلهي مع الابداع الشخصي, وتختتم الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز حديثها للحياة أنه لابد للفنان من أن يبحث عن هويته وأن اللوحة التي يقدمها يجب أن تكون معبرة عن فكر يعرفه ويؤمن به.
تلك النقاط والوقفات مادة خصبة وثرية كمحاور فاعلة لندوة تشكيلية أو لإثراء الصفحات التشكيلية بآراء ذات علاقة نتيجة لحال الواقع التشكيلي الحالي غير المستقر أو العارف لأي نهاية يسلكها الفنان بما يحيط به من مد وجزر وتذبذب بين الحديث بمغرياته أو التراث بعظمته وثبات أصوله وضياع المرشد في ليل كثرت فيه الأصوات البعض منها هادٍ والآخر مضلل فأصبح النقد مطلبا لا مفر منه لوضع هذا الفن على مساره الصحيح.
لقد أعادني ذلك الحوار مع سموها الكريم الى فترة من فترات هذا الفن اعتبرها مرحلة انتقالية للفن السعودي بين الاندفاع نحو الواقع القادم من الغرب عبر بعض الدارسين وبين من يرى في التعامل مع الهوية المحلية العربية تأثرا بالمعلمين العرب وبين من يبحث بين هذا وذاك، ويحضرني في تلك الفترة جملة هامة تؤكد ما تبحث عنه سمو الأميرة حصة حينما وقف أحد زوار معرض جماعي عربي أقيم في الكويت قبل ما يقارب الخمسة عشر عاما كان لي شرف تمثيل المملكة فيه قائلا وهو يشير الى أحد الأجنحة: ذلك هو جناح الفن السعودي معللا معرفته بما ظهرت به اللوحات من استلهام وتوظيف للعناصر الاسلامية والتراثية بأساليب معاصرة.
هذا هو المطلب وهذا هو الهدف وهذه هي المعضلة والحلقة المفقودة وتلك هي القضية التي تضعها الأميرة حصة ويشاركها الكثير وتنتظر الوقفات الداعمة من المعنيين المتخصصين في المجال وهي دعوة لايقاظ الحس النقدي ووجوب قول ما فيه خدمة الفن التشكيلي السعودي وتقويمه قبل أن يصل الى مرحلة يصعب فيها ايجاد مخرج أو خط رجعة للتوجه الصحيح.
الأميرة حصة في تحليلها النقدي تجاه أهمية خصوصية اللوحة السعودية وحرصها على الاستفادة من الموروث الاسلامي والشعبي جعلها لا تتعرض للتقنيات التي ظهرت على الأعمال المشاركة أو مستوى الأداء مما يعني اعجابها بما شاهدته في معرض الفن السعودي المعاصر الذي افتتح على شرفها في مدينة جدة الاسبوع ما قبل الماضي وشارك فيه نخبة من الفنانين والفنانات وهذا ما يريح المشاركين خصوصا أن الزاوية التي تنظر من خلالها الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز ذات أبعاد نقدية متخصصة.
الأسبوع القادم لنا وقفة مكملة لهذه الدعوة نحو النقد لنلقي الضوء على الواقع التشكيلي واشكالية النقد مع دعوتنا ايضا عبر هذه الصفحة لكل الأقلام المتخصصة من الفنانين وأعضاء هيئة التدريس بأقسام التربية الفنية بالجامعات والكليات للمشاركة في هذه القضية الهامة والتي أشعلت لها الأميرة حصة ضوءا كشفت به زاوية النقد المهمشة جاعلين ما جاء في النقاط السابقة لسموها الكريم محاور للطرح.
كلمة و غطاء
* الأخ إبراهيم الفريح الرياض:
ما قيل لك حول أهمية تسجيل لوحاتك في وزارة الاعلام غير صحيح رغم أن مثل هذا الاجراء اصبح مطلب التشكيليين أسوة بالابداعات الأخرى حفاظا على حقوق الفنان ولهذا فإن لك الحق أن تشارك في أي معرض دون أي اجراء غير ما يتم من قبل منظمي المعارض وفي مقدمتهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
* الأخت العنود الرياض:
الصفحة متاحة لأي رأي أو اقتراح كما أننا نرحب بنشر أي تجارب جديدة وما عليك إلا ارسال صور لوحاتك على عنوان الجريدة الصفحة التشكيلية.
* الأخت الرامزة لاسمها بالفنانة الناشئة الدوادمي:
الكتاب لا يقدم إلا المعلومة المقروءة أما التقنيات الفنية فيمكن تعلمها من خلال معلمة الرسم وبالممارسة فغالبية الفنانين العالميين وخصوصا فناني عصر النهضة الأكثر ابداعا في التصوير الزيتي لم يتعلموا فنون الرسم من الكتب بقدر ما أتقنوها بالممارسة.
|
|
|
|
|