| العالم اليوم
بعد زيادة وتيرة الاجتماعات العلنية والسرية التي جرت في الأيام الثلاثة الماضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وبين كبار المسئولين من عرب واسرائيليين وروس، أخذت الجماهير الفلسطينية تتخوف من ان يتم ترتيب اتفاق يتجاهل كل ما حصل خلال الشهرين الماضيين من تضحيات تمثلت في استشهاد اكثر من مائتي شهيد فلسطيني وحرمان وتعذيب لملايين الفلسطينيين، حيث ترشحت اقوال بأن الاسرائيليين يسعون الى اعادة الاوضاع الى ماكانت عليه قبل الانتفاضة الفلسطينية المباركة وان يجري تطبيق اتفاق الحل النهائي بشكل تدريجي.
وقد قاد باراك مثل هذه الاقتراحات عن طريق مبعوثيه سواء الى ياسر عرفات أو الرئيس المصري او الملك عبدالله الثاني، وبالرغم من ان مصداقية باراك قد سقطت كلياً و يفترض ألا يثق به اي مسئول عربي ناهيك عن اي فلسطيني بعد كل ما ارتكبه من آثام وتخريب متعمد للسلام، فإن الاقتراح الذي يقدمه يتجاوز ما افرزته الانتفاضة الفلسطينية من متغيرات على الأرض، كما أن زمن المرحلة الانتقالية التي يتحدث عنها باراك والاتفاقيات الانتقالية قد انتهى، ولذلك فان المطلوب من الذين يتوسطون لوقف العنف وهي تسمية غير دقيقة فالذي يجري الآن في فلسطين المحتلة حرب اسرائيلية معلنة ضد الشعب الفلسطيني، حرب ذات شقين، شق عسكري يتمثل في تنفيذ عمليات قتل بواسطة فرق عسكرية، وحرب تجويع وحصار من خلال منع دخول الأغذية والأدوية وعزل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض، وهذه الحرب الاسرائيلية تقابل بانتفاضة شعب يرفض الاحتلال ويقاومها بالحجارة ومايتيسر من أسلحة خفيفة.
نقول اذا أراد الذين يتوسطون لوقف الحرب العدوانية الاسرائيلية فعليهم اقناع الجانب الاسرائيلي بالاذعان للشرعية الدولية ومضمون الاتفاقيات الثنائية والحق والعدل والدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق نهائي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبالاخص القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام نصاً وروحاً.
اما غير ذلك فهو تفريغ للانتفاضة الفلسطينية المباركة من مضامينها وتعدٍّ على حقوق الشعب الفلسطيني وتجاهل لدماء الشهداء,, بل تآمر على الشعب الفلسطيني ومساعدة للصهاينة اعداء الانسانية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|