| مدارات شعبية
آباؤنا اجدادنا ومن على شاكلتهم واهل الحي المسمى قديما السوق كلهم اهل تفاعل ايجابي لا تقصير فيه كلهم قلبا وقالبا في مرض المريض, لا يغادره احد ويتركونه لوحده, من أراد بناء منزله من الطين ومواده السعفية والخشبية والماء والغذاء للعمال الحرفية السعودية مع جارهم تضامن وتفاعل ويد بيد كما هي بنيانهم المرصوصة قلوب متفاعلة متفاهمة لا يدخل عليهم حاقد او حاسد او مفرق للجماعات, يتناهون عن المنكر ويتواصون بالمعروف, صغارهم الى المسجد قبل كبارهم, انه التفاعل البيني الذي يصدر من قلوب بالصدق متفاعلة, كل من حاول التملص والاعتداء من أبناء الحارة الاشقياء أدبهم واحد من الحارة ليس ضروريا الشكوى لوليه كما هو حاضرنا الجار بالحلال ماين ومفوض على جاره, والجار كأنه مسؤول عن جيرانه, مشاركهم همومهم واحزانهم وعيشتهم, اللحمة الاسبوعية او الشهرية لابد للجار الجنب حق فيها سواء من لحمها او مرقها, وكذلك الحطب للجار حق المشاركة فيه, وكل منزل بالحي مكشوف لجاره لا خفايا ولا مخبيات, تفاعل متفاعل فاعل, قلوبهم تكاد تكون معروفة للغير لا يشوبها سواد بين الابناء او النساء, الكبار يتخالفون صباحا ويتصالحون مساء براءة متفاعلة كل التفاعل الايجابي, مسافرهم مفقود وضيفهم مكرم محمود, لا يجوع جائع بسبب قلة او غياب ولي, يتسارعون للخير اكثر واكثر ويغيبون عن الشر اكثر واكثر, يتفاعلون بالصبر والكبد على بحث الارزاق التي كل يوم بيومها, ولا ييأسون او يقنطون اذا هاك الليلة باتو بدون عشاء او اصبحوا بدون افطار, لا يألمون او يحسدون, الستر شعارهم والقناعة لباسهم والكرم تاجهم, يحسبهم الغريب أغنياء من التعفف والتفاعل والتفاؤل بالخير كل الخير, اذا سئل احدهم وهو لا يملك عشاء ليلته أجاب بخير وستين نعمة يا له من تفاؤل وغنى نفس ما مثله شيء بالتفاعل الايجابي الرزين نساؤهم صلاة وتقى وحشمة وعدم تبرج ولباس ثياب زالت ولم تظهر الا بالمتاحف والمعارض, يكدحون واتحدى أي ميزان يزن ما كان بهذا العصر انهن نساء الرعيل الاول, مكافحات كادحات محصلات خادمات عاملات مثابرات منتجات مبدعات, ينتجن الاكل على النار الذي حطبها اخضر, قنوعات بما احضر لهن من عوامل يومية او شهرية او سنوية, يطبخن يحضرن ينتجن يخلطن الطين بالمنزل بدون تأفف او تعب, يخدمن الزوج, يعملن اشياء بالمنزل, الله يعلم ماهية تلك العوامل, لهم ولهن الاحترام والتقدير, والدعاء لمن افل بجنات عدن ولمن هو على قيد الحياة العمر المديد والعمل السعيد ان شاء الله انه نعم المولى ونعم النصير تفاعل ايجابي في زمن كله فقر وفاقة وقلة ذات يد وعزة نفس امام المسجد في احترام كثيف من اهل الحارة, المعلم كاد يكون اميرا حاكما يصدق بما يقول لانه مخلص امين, الكبير موقر ومفضل والصغير براءة ما مثلها براءة البتة, انه التفاعل البيئي الحضاري المنزلي العائلي بقول الابن البار لوالده الحنون الرؤوف يصف والده وهو على مجلسه الرجولي يعمل للضيوف القهوة العربية الاصيلة ايام القهوة للضيف والكيف, والعشيقة على الطهر والنقاء والستر.
حيثه امتدح والده اولا بقهوته وفروسيته وبراعته ثم طلبه لعشيقته على سنة الله ورسوله.
يقول الشاعر سلامة:
يا زين ريح النار لا خالطه رمث ويا زين دلة والدي لا صفاها تبلقطت جمراتها تطلب الحرث كورها بالثوب واشعل سناها لاصبها بكر ولا خالطه خبث يا زين فوحة هيلها في سماها يدقها في نجرها كنه البعث في زفه بمثولث كد بناها تجمعوا ربعه عليها كما الغلث كل يدور قصة ما حكاها وجمريه بالنار لاوقها ومث واليا خلطها بالسمن واحتزاها واليا رمع له صيدة شعرها كث دربل عليها واختله او رماها راحوا وراها راكضين بلالث قصوا اثرها جرته في دماها واليا ركب فوق الفرس حثها حث ثم اكترب به واستبطنه وامتطاها لا هو دويني ولا هو معه غث واليا زعج صوته تكلم معاها وفي محزمه موت الاعادي الابث كل يقدم حجته ما كما ها تهدر فحوله بالصفا جثها جث والبا سرحها غب ضحت بماها حنة خلوجه كن في خشمها عث ولا صاح حنت واثرت في بكاها يا شوق زين الريح ولا شكلها رث عذروبها يابوي قصرة خطاها حورية يابوي ماشابها طمث كل تمنى بالموده ضناها |
أما الحاضر المنسي او المتناسى فاتركه لفحول الشعراء والروائيين المبصرين بنقد ايجابي يقيمون الحاضر المتناسى او المنسي في ظل هذه النعم والمؤثرات العصرية التي انست بعضا من جيل هذا العصر الكثير من واجباتهم لان القدماء ابدعوا شعرا وفعلا وتضامنا كما قال الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة في معلقته التي منها:
ومقسم يعطي العشيرة حقها ومغذمر لحقوقها هضامها فضلا وذو كرم يعين على الندى سمح كسوب رغائب غنامها من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وامامها ان يفزعوا تلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها لا يطبعون ولا يمور فعالهم اذ لا يميل مع الهوى احلامها فبنو لنا بيتا رفيعا سمكه فسما اليه كهلها وغلامها |
علي الساير حائل
|
|
|
|
|