عصفت عليك الموهنات غبارها
وسقتك أمواه الحياة مرارها
وطوتك سوداء السماء بثوبها
ورمت على شمس الأصيل ستارها
فجرت دموع المسجدين لها لظىً
لما رأت إذلالها وصغارها
وبكى الحطيم، وزمزمٌ أسقى لنا
من بئره دمعاً أهان جدارها
وبكى البقيع وحرّتاه، وطيبةٌ
عذراؤنا نزع اليهود خمارها
كانت على رأس الفراقد تبتني
عرشاً، أغاضت بالعلا أقمارها
واليوم جاورت الحجارة فوقها
قشٌّ، وخوص النخل يفرش دارها
كنا اذا برقت سيوف جيوشنا
كتبت على أرض اليهود دمارها
كنا اذا خط الكتاب سعى لنا
نصرٌ بلا خيلٍ تثير غبارها
كنا اذا بكت الثكالى أضرمت
حربٌ تخلّف بعدها أوزارها
كنا نرددها، وما تغني الفتى
كنا اذا يوم المنية زارها
واليوم جئت كفارسٍ أرنو الى
شعرٍ وقافيةٍ ترى إبهارها
أحكي بها عن أمتي عن مجدها
عن عزها والنصر كان شعارها
ضحك القريح وقال يا من تبتغي
وسط القفار الحوت أو محّارها
من قال إن الليث ليثٌ عندما
يُدعى الى رأس العرين حمارها
من قال ان السيف سيفٌ يوم أن
صارت تزين دارنا وجدارها
من قال إن العز عزٌّ عندما
يطأ اليهود مساجداً ومنارها
من بعد أن كان الجهاد وشاحها
والسيف كان رداءها وإزارها
من بعد أن كان الكتاب سراجها
وبه ترى إكبارها ووقارها
ريقت على رمل الصحارى أمتي
أذوى الهوان ورودها وخضارها