*
بدون موعد,, ولظرف طارىء,, توجهت الى مكتبه مع بداية دوام يوم الثلاثاء 25/8 وكان معي زميلي الدكتور عبدالعزيز حسين الصويغ, عرَّفت نفسي على المسؤول عن الاستقبال, رحَّب بي بكل ادب واحترام,, تناولت القهوة العربية,, وفي دقائق معدودة كنت داخل الصالون الكبير مع عدد كبير من المواطنين,, وبعد دقائق معدودة دخل الأمير الجليل وبادر هذا الجمع الطيب بالسلام والترحيب,, أخذ مقعده بعد ان سلّم عليه الجميع, واصطف على يمينه مجموعة من الرجال,, سألت الدكتور الصويغ,, ماذا يعمل هؤلاء؟
قال,, لا ادري,, بدأ الامير الجليل يقرأ في المعاريض المقدمة اليه,, وهي كثيرة,, كان يقرأ كل معروض بدقة,, ويتمعن في كل سطر ومرفق,, ثم يطلب صاحب المعروض فينادي المنادي المختص باسمه,, ليأتي الى الأمير الجليل الذي يوجه بالاجراء المناسب ويكلف بذلك أحد الرجال المصطفين الى يمينه فيصطحب صاحب المعروض الى جهة الاجراء بالامارة,, عندها تبادلت والدكتور الصويغ نظرات الرضا والقناعة بعمل تلك المجموعة المصطفة من الرجال على يمين الأمير الجليل, كان يعطي الفرصة لكل صاحب معروض بأن يعقب على ما كتبه,, ويتجاذب معه أطراف الحديث, ترتسم على وجهه ابتسامة صادقة تعكس صفاء قلبه وحسن اصله ونقاء سريرته, كان كل صاحب طلب يبوح له بعفوية وارتياح وهو يعرف ويدرك انه امام أمير جليل حضر من الصباح من أجلهم, عرف انه مسؤول عن كل هؤلاء, يمارس عمله بجد وحزم وأدب يعكس تميز الانسان السعودي حاكما ومحكوما.
كان الامير الجليل يختصر في تلك الساعة نهج امة اسسها الملك عبدالعزيز يرحمه الله على اساس العدل والحق, وهما اساس الحكم الذي نعيشه ونرتضيه ونتمسك به اليوم , كان المنادي المختص يصدح بصوت عال,, من لديه خط,,؟ من لديه كتاب,,؟ ويصرُّ الامير الجليل على ان يصل اليه معروض كل مواطن من الحضور, كنت أشعر بارتياح هذا الامير الجليل وهو ينظر الى كل معروض بنفس الدرجة من الاهتمام والتقدير, كان الكل في ذلك الجمع يشعر بأن هذا الامير الجليل يعطيه اهتماما خاصا,, وكان الأمير الجليل يتبادل أطراف الحديث مع من حوله من المواطنين ويتصل هاتفيا بالمسؤولين ليسأل عن أمر يخص احد الطلبات او يستفسر عن موضوع يتعلق بذلك,, كنت ارقب كل هذا وأنا اشعر بالفخر والاعتزاز ,, ووجدت لساني يلهج بشكر الله عز وجل ان أنعم علينا بهذه السمة المتميزة في اسلوب الحكم والعلاقة الفريدة بين الحاكم والمحكوم, لم يترك الامير الجليل المجلس الا بعد ان انهى كل الاوراق , شعرت عندها ان هذه هي سعادته وراحته النفسية, شعرت عندها بمعنى وقيمة راحة الضمير, وعرفت يومها ان الحكم مسؤولية لا يقدر عليها الا رجال فيهم هذه الخصائص,, هكذا كان مجلس الأمير ,, أي أمير؟,, إنه الأمير الجليل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، امير منطقة الرياض, نموذج يحتذى ونهج يستحق التقدير وينتزع الاعجاب ويستحق هذه الكلمات الصادقة.
* عضو مجلس الشورى
|