| مقـالات
منذ فترة تلقيت رسالة من طالب سعودي يحضّر الدكتوراه في تكنولوجيا الاتصالات في احدى جامعات كاليفورنيا,, وقد رمز القارئ الكريم لنفسه ب)SWNAJDI( وقد أجلت الرد على الرسالة لأكثر من سبب أهمها أنني كنت حائرة في اسم القارئ,, وكنت آمل أن يبعث إلي برسالة أخرى يفصح فيها عن اسمه,, لكنني فكرت ووجدت أن جوهر الفكرة التي تضمنتها رسالته جديرة بالطرح بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى,.
تتلخص رسالة القارئ بأنه اطلع على الكثير من المقالات التي تنشر في الصحف السعودية حول الإنترنت,, ولكنه يشعر بالإحباط بسبب المعلومات الخاطئة التي يتم نقلها عبر هذه المقالات إلى القراء الذين لا توجد لديهم خلفية حول هذا الموضوع ويقصد الإنترنت ,, وفي اعتقاده أن السبب الرئيسي لذلك هو اتباع فلسفة إنني أعرف كل شيء في الوقت الذي يضع القراء ثقتهم، ويأخذون كل ما يقوله أولئك الكتّاب كأمر مسلّم به,, ثم يتحدث القارئ عن أننا لا بد أن نفرق بين الإنترنت وشبكة الويب العالمية إذ إن بينهما فرقاً كما بين الليل والنهار,, ويقول إن الإنترنت ليس مجرد وسيلة اتصال وإنما هو أبعد بكثير من مجرد اتصال بين شخصين,,, الخ هذا هو أهم ما ورد في رسالة القارئ,.
وألخص إجابتي عليه فيما يلي:
1 هناك فئتان من الكتّاب: كتَّاب يثرثرون كثيراً ولا يهمهم تحري الدقة فيما يقولون,, همهم الأول هو ظهور أسمائهم ليس إلاَّ,, وهم ندرة ولله الحمد.
آخرون صادقون يتعبون كثيراً في سبيل تحري مصداقية ما يطرحونه من أفكار.
2 إن الكاتب حين يكتب في اي مجال الطب، السياسة، الهندسة، التاريخ، الاقتصاد,,, إلخ .
فهو لا يكتب أبداً بأسلوب الإنسان المختص بهذا العلم أو ذلك المجال وإنما هو غالباً يتناول الموضوع من وجهة نظره,, بناء على ما يلمسه من حقائق يتحرّى فيها الصدق غالباً لكنها أبداً لا تقارن بصاحب هذا المجال الدارس والمتخصص فيه,, لكنه يبقى مقالاً ذا قيمة وأهمية,.
وهذا يؤكد حاجتنا دائما إلى آراء المختصين الدارسين أمثال القارئ الكريم,, طالب الدكتوراه,.
أخيراً أقول إننا كما لا نطالب الشخص الأكاديمي بكتابة مقالة عامة يطرح فيها رأياً، كذلك لا نستطيع إطلاقاً مطالبة الكاتب الصحفي بكتابة مقالة أكاديمية متخصصة، إذ لو فعل ذلك فسوف تنتفي عنه صفة الكاتب الصحفي!
أشكر القارئ الكريم على رسالته وأتمنى أن نراه قريباً في أحد المواقع الهامة في بلادنا,.
البريد الإلكتروني: Fowzj@hotmail.com
|
|
|
|
|