| مقـالات
بعضنا تستهويه الموضوعات الجدلية فيكبرها ويحجمها تحت مجاهر الأسئلة الى أن ننسى الحقائق حول القضية المطروحة وتجعلنا نبدأ في تكرار مقولاتنا وكأنها حقائق مع أنها لاتعدو أن تكون اجتهادات أفراد ممن نحبهم أو نريدهم أو نتبعهم في أي تخصص وأن تلك الاجتهادات ليست بالضرورة صائبة ولايؤخذ بها إذا كانت تتعارض مع قرار شرعي قالت به هيئة متخصصة بناء على حيثيات علمية من المرجعية الدينية التي انهت الأمر في فتواها الى نهايته الشرعية بحدودها وقيودها.
هل علينا ان نتبنى آراء آحاد ونعتنقها مجتهدين ونتخلى عن رأي هيئة علماء ومتخصصين أفتوا وابانوا رأي العلم ورأي الدين في مسألة مثل زراعة الأعضاء وهي قضية حيوية تؤثر في حياة كثيرين وقد يتصرف بعضهم بحياته اذا سمع طرفاً من حديث أو أحس بغبن اجتماعي او ديني في أمر أعضائه المزروعة كما حدث لرجل ترك أدويته بسبب من هذه الاسباب فانتهت حياته!.
من جانب آخر فأنا مع جماعة المسلمين لامع رأي الأفراد مهما علا قدرهم عند مريديهم وأتباعهم لأن الحق أحق أن يتبع ولا يجتمع المؤمنون على باطل فما بالك بهيئات إسلامية موثوق بها ومسنودة بعلماء مسلمين قالوا بأمر نقل الأعضاء من الأموات الشرعيين الى الاحياء المحتاجين.
برامج زراعة الأعضاء في المملكةوالبلاد الاسلامية لم تقم جزافا بل صدرت فيها فتوى من مرجع رسمي ولم تعد مسألة جدلية للرأي الشخصي ونقيضه لأي من الفئتين المتجادلتين لأن مثل هذه الأمور ذات مساس بالحلال والحرام والحق والعدل والحياة والموت وماهو كذلك فهو من أمور المختصين، وهذه المسألة ذات مساس ايضا بمشاعر الناس ذوي العلاقة من طرفي المتبرع والمستقبل ومحيطهم الاجتماعي وتصرفات الناس لهم وعليهم, ومؤخرا قامت لجان افتاء جديدة بمراجعة الموضوع بسبب ما يستجد فقبل ذلك وقد اكدت لجان جديدة الجواز بشروطه.
واتجاه بعض المريدين لتمجيد آراء عالم بعينه على رأي لجنة إفتاء متخصصة درست الأمر أعواما في نطاق مشروعية الدراسة والحكم والمسؤولية,, أقول إن تفضيل اجتهاد فرد على جماعة موثوقة أمر لا يرضاه الفرد العالم نفسه الذي يعتنق الرأي لأن من صفة المسلم أن يكون مع الجماعة التي معها يد الله وليس مع الهوى والظن.
بحكم علاقاتي بفقهاء كبار لم أر منهم من يجعل رأيه في رجحان على غيره ولكنه ينتظر الصواب لكن الأمر المؤسف أن بعض المريدين يلوون الأسئلة ويصوغونها لتناسب أهواءهم ثم يقومون بتكبيرها لتبدو وكأنها رأي جماعة العلماء مع أنها لا تعدو ان تكون رأي لطلاب علم أفراد او مجتهدين لم يقولوا بل وحاشاهم أن يقولوا بأن آراءهم نهائية وغير قابلة للاجتهاد وكيف لا وهي من باب الاجتهاد.
وفي المملكة تقوم حاجة ماسة الى التبرع بالأعضاء لعلاج المصابين بمرض أو آخر.
ومادامت تواترت الفتاوى بجواز التبرع والاستقبال بالشروط الشرعية فإنه من المفترض أن يكون هناك رأي عام يسند التبرع خصوصا أننا في بلد تقوم به حاجة ماسة للتبرع لمرضى املهم الوحيد بعضو من متبرع ينقذ حياتهم ويساعدهم على تجاوز المرض.
رأي عام مساند هو ماتحتاجه مراكز زراعة الأعضاء خصوصا ان الحالات القابلة للتبرع تذهب سدى في التردد مع أنه وحسب احصاء موثق لو تبرع عشرة بالمائة من ذوي المتوفين بحوادث السيارات لكان ذلك كافياً لسد النقص وتجاوز مشكلة عدم وجود أعضاء للمحتاجين لزراعة أعضاء.
Othaimm@hotmail.com
|
|
|
|
|