| مقـالات
استتباعاً لحديثي في الأسبوع الماضي عن الباحثة السعودية حيث طرحت أفكاراً شخصية عن واقع الباحثة السعودية، وهي أفكار تجمعت لدي من فترة الدراسة ثم العمل المهني في مجال التدريس والممارسة الفعلية للبحث العلمي، ضمنتها ورقة ألقيتها في محفل السيدة سلطانة السديري التي يسرت للمرأة محفلاً متميزاً، استكمل حديثي عن المسببات في ضعف مستوى البحث العلمي عند المرأة، وكنت قد أشرت في الأسبوع الماضي إلى قضية الإشراف وأضيف ان من مسببات ضعف مستوى البحث العلمي عند المرأة قلة مشاركتها في المؤتمرات والندوات العلمية، كذلك قلة اللقاءات العلمية بين النساء، ومعروف ان مثل هذه اللقاءات قد تنبثق عنها موضوعات أو قضايا أو حتى أساليب توضح كيفية المعالجة وطريقة الطرح والتناول، كما أنها تعين على الحوار والتفكير السليم.
اضافة إلى ما تعانيه المرأة التي يفترض أن تكون باحثة من ضغط في العمل لا يراعي فيه طبيعة تكوينها وظروفها الاجتماعية، وهذه دعوة إلى تخفيف النصاب عن الباحثات من معيدات ومحاضرات وعضوات هيئة التدريس، وهي أيسر وسيلة مساعدة يمكن للجامعات تقديمها.
وفي ظل الاسباب السابقة جميعها لا نتوقع من المرأة الحاصلة على درجة علمية ماجستير أو دكتوراه ان تكون باحثة ولكن قد تظهر من بين هذه الفئة من تتميز وتقدم وتعطي وتتوافر فيها صفات الباحث، إلا ان تكوين مثل هؤلاء القلة يكون من خلال قنوات اخرى اذكر من بينها:
1 القراءة المستمرة لأعمال علمية تعرفهن على خطوات المنهج العلمي السليم.
2 حضور الندوات والمؤتمرات.
3 الاحتكاك بمن لهم تجربة مما يساعد على اكتساب الخبرة البحثية.
4 ممارسة البحث بدافع من الرغبة في تقديم اسهامات في موضوعات تستحوذ على الاهتمام.
وفي خارج الإطار الاكاديمي يقل عدد الباحثات فهناك قلة من النساء نشرن ابحاثا لها بعض التميز ولكنها مقارنة بما يقدم في عالم البحث العلمي لا تعد شيئا.
ان اهم ما يأمله الإنسان لكشف حقيقة وضع البحث العلمي للمرأة في المملكة ان تجرى دراسة محايدة هدفها تقويم وضع برامج الدراسات العليا في الكليات والجامعات السعودية ومثل هذه الدراسة التقويمية بحاجة إلى النظر في الأعمال التي قدمت عبر السنين الماضية ليعقبها بعد ذلك الدراسة الميدانية على نوعية الطالبات والمشرفين والموضوعات والمنتديات والأماكن التي يتحصل منها على المعلومات ولكن إلى أن يأتي الوقت الذي تنفذ فيه مثل هذه الفكرة فإن الكليات والجامعات السعودية التي تقدم برامج دراسات عليا للطالبات تحتاج إلى ما يأتي:
1 التشديد في القبول بحيث لا تقبل إلا المتميزات.
2 ان يكون القبول اعتمادا على امتحان شامل يكشف من خلاله مستوى الادراك لدى المتقدمة وكمّ المعلومات التي تختزنها وقدرتها الابداعية.
3 ان تكون متقنة مجيدة لغة اخرى غير العربية إضافة إلى معرفتها باستخدامات الحاسب الآلي.
4 تفعيل دور الإشراف فيكون التركيز فيه على النساء ان وجدن فإن لم يكن فيفترض اختيار مشرفين متميزين من الرجال يشترط عليهم التواصل مع الطالبات من خلال ما يتوافر من إمكانات عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة او الاتصال الهاتفي والاطلاع اولا بأول على ما تقوم به الطالبة وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
5 التركيز في اختيار الموضوعات بحيث يتجنب ما يدخل في العموميات او الأعمال التي سبق ان درست او كتب عنها.
6 اهمية توفير طرقيات في كل الكليات والاقسام المعنية التي تقدم دراسات عليا للمرأة وتكون هذه الطرقيات مرتبطة بالمكتبات ومراكز المعلومات الأساسية في المملكة إضافة إلى اتاحة المجال لاستخدام الإنترنت الذي يمكن من خلاله توفير معلومات من أماكن كثيرة في العالم قد تكون لها صلة بالبحث، ومن ثم أهمية التنسيق مع المكتبات ومراكز المعلومات لتخصيص أوقات للمرأة تتمكن فيها من الوقوف على ما تحتوي عليه هذه المكتبات وليس على جزيئات فقط.
7 التوسع في اتاحة المجال للمرأة للمشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية داخل وخارج المملكة وتحفيزها ان تكون المشاركة ايجابية بمعنى ان تقدم أعمالا إلى هذه الندوات والمؤتمرات تلقى فيها وتناقش.
8 اتاحة الوسائل التي يمكن للمرأة ان تنشر ابحاثها من خلالها فالملاحظ ضآلة ما ينشر لها في الدوريات العلمية وكذلك قلة ما يصدر لها من مراكز البحوث في المملكة وهذا قد يعني ان تنشط الجامعات في هذا المجال باصدار دورية او اكثر تكون مركزة على نشر البحوث والدراسات المقدمة من النساء وتكون لها هيئة تحرير وهيئة إشرافية من النساء أيضا ليس في هذا ضير فكل الدوريات العلمية ذكورية.
ختاما,.
ان هذه الآراء تمثل وجهة نظر شخصية كما اشرت لا أدعي تفردي بها او انها تعد التوجه الصحيح او الأمثل ولكنها مجرد طرح ابث فيه بعض قناعاتي.
|
|
|
|
|