رغم اننا ندرك ان من أمراض الشتاء,, الانفلونزا,, إلا أننا نهمل أنفسنا كثيراً,, ونتساهل بهذا المرض,, وتمر علينا اللحظات,, ولا ندرك كيفية حدوث هذا المرض الذي يثقل الرأس، ويسد الأنف، ويضيق القصبات، ويجهد البدن, ولاننا انفصلنا عن بيئتنا الطبيعية، ورمينا أنفسنا في بيئة صناعية,, فقد فقدنا عنصر المقاومة، وأصبحنا هاشي المناعة,, والأولون من الآباء والأجداد,, كدوا وعاشوا,, وماتوا,, وهم لا يملكون أحذية والقادر قد يملك زربولاً,, وهو ما يشبه الكنادر بلغة اليوم وصناعة اليوم أكثر من الجلد، وأعلاه مما يلي أسفل الساق من القماش المنسوج بشكل شبكي,, أما غيرهم,, فكانت نعالهم من الربل,, هكذا يسمونها، وهي مقدودة من كفرات السيارات المعطوبة,, يأتي بها الصانع من المدن المتقدمة,, وكأنما قد أتى بغنيمة,, واليوم نراها في كل مكان ولا يستفاد منها، ولان الحاجة هي أم الاختراع، فقد حولوا تلك الاطارات التالفة إلى نعال تقيهم الشوك والبرد,, أما الآخرون، فقد تصلبت أقدامهم لدرجة أن الشوكة تنكسر عندما تهم بدخول تلك الأقدام,, ومع هذا فقليل منهم من تصيبه الانفلونزا، لانهم كانوا متعايشين مع ظروف بيئتهم,, وعندما أنزل الله آدم إلى الأرض كان قد هيأها لتناسب طبيعته الخلقية، وتركيب جسمه من عصب ولحم وعظم، وأيضاً,, تناسب نفسيته وطريقة تفكيره وقدرته العملية,, لكن بني آدم انفصلوا عن هذه البيئة بسبب الصناعات والمخترعات ولم يلائموا بين قدراتهم الطبيعية، وبين هذه المخترعات، فزادوا في الألبسة والأشربة ونفصوا فيها,, فحصل نوع من التضاد والاضطراب,, فنتج عن هذا شيء من الأمراض ومنها,, في الشتاء والصيف، ما يسمى بالانفلونزا، وأنا من الذين يعانون من حساسية الأنف والصدر، ولكني أميل إلى استعمال الأدوية الشعبية التي جربتها بنفسي فهي خير من الأدوية المصنعة، وهي لا تتعدى العسل النقي، والحبة السوداء، وزيت الزيتون النقي أيضاً,, فمع الأسف أن الغش أصبح يمشي على قدميه في كل مكان,, ولقد عرفت زيت الزيتون المغشوش والمضاف إليه غيره من الزيوت النباتية، عندما تضعه في المبرد، فان طبقة منه تتجمد والأخرى تظل سائلة فما كان متجمداً فهو الغش، وما كان سائلاً فهو كمية زيت الزيتون الصافي، ومع هذا يستحل بعض ضعاف النفوس هذه الطرق سواء في العسل أو الزيت أو غيرهما، وما دروا انهم بفعلهم هذا يكونون خرجوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه يقول,, من غشنا فليس منا,, وفي اليابان يضع المزكوم كمامة على أنفه وفمه طيلة الفترة، أما نحن فنعطس كل لحظة وبين الآخرين حتى يبتل التراب.
|