| العالم اليوم
اسلوب اجرامي جديد بدأت اسرائيل تستعمله لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية المباركة بإقامة الكمائن المسلحة واعتراض طرق القيادات الفلسطينية الثانوية، واطلاق الرصاص بكثافة على سياراتهم سواء بواسطة الدبابات او بإرسال فرق عسكرية خاصة كوماندوس بعد ان يتم تجميع معلومات عن تحركات تلك القيادات والتي تعد بالتصنيف الهرمي لقيادات النضال الفلسطيني قيادات ميدانية سواء على صعيد العمل النقابي، او الطلابي او الجماهيري، وبما ان هذه القيادات هي التي تنقل تعليمات القيادات الفلسطينية العليا التي تتحرج القيادة الاسرائيلية في النيل منها او تصفيتها بأمل ان تظل قنوات الاتصال مفتوحة مع هذه القيادات سواء كانت من القيادات السياسية العليا او القيادات العسكرية، كما ان اغتيال هذه القيادات سيعري الاسرائيليين تماماً ويصعب موقف المدافعين عن إسرائيل، والدول الصامتة حتى الآن، لانه يؤكد بأن اسرائيل لا تريد السلام وبالتالي تصفي قادة الجناح الفلسطيني الذي اختار التفاوض لتحقيق سلام.
واسلوب اغتيالات قادة العمل الميداني وتصفية القيادات الوسيطة ليس بغريب على فكر ايهودا باراك الذي قاد ونفذ عملية شارع الغردان في بيروت حينما رأس فريق كوماندوس اسرائيلي وقتل القادة الفلسطينيين الثلاثة.
والذي شجع باراك للعودة إلى اسلوب الاغتيالات هو تواصل الصمت الدولي المريب تجاه ما تقوم به اسرائيل من اعمال اجرامية لم يسبقها اليه من دول وانظمة ارهابية ولا حتى عصابات الاجرام والمافيا العالمية، فقد شاهد العالم وسمع بعملية الاعدام العلني التي نفذتها القوات الاسرائيلية جنوب غزة حينما اطلقت دبابة اسرائيلية النار من مجموعة الرشاشات المثبتة عليها فقتل اربعة من الشبان الفلسطينيين عرف فيما بعد انهم من قادة العمل الطلابي وانهم كانوا في طريقهم الى جامعتهم لتلقي دروسهم، وبعد ان تمت الجريمة الاسرائيلية تلك عادة القوات الاسرائيلية واغتالت شاباً فلسطينياً آخر من عناصر حركة حماس الاسلامية وايضاً مرت الجريمة دون ان يعترض احد، لتتواصل الجرائم, وعشية دخول شهر رمضان المبارك ارتكبت القوات الاسرائيلية المحتلة جريمة جديدة اخرى تمثلت في تنفيذ عملية اعدام علني ضد اربعة من الشبان الفلسطينيين في مدينة قلقليلية بواسطة فرقة اعدام خاصة شكلت القوات الاسرائيلية عددا منها لتصفية القيادات الفلسطينية الوسيطة، وفرق الاعدام الاسرائيلية هذه لا تفرق بين اعضاء في حركة فتح، او عناصر حركة حماس او من جماعة الجهاد، فكل ناشط فلسطيني يرفض الاحتلال ويقاوم بقاءه معرض للتصفية الاسرائيلية، وهذا يؤكد للاخوة الفلسطينيين بأنهم جميعاً في خندق واحد، وكلهم معرضون للخطر مما يستوجب العمل جميعاً دون الركون الى وعود سلام الاستسلام,, و التنافس على مكاسب السلطة فلها مكاسب في زمن الاحتلال,, فحتى شركاء سلام الشجعان معرضون للتصفية والاغتيال.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|