أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

الطب والصحة

أهمية المحافظة على الأسنان اللبنية
يعاني طبيب الأسنان كما يعاني الأهل من مشاكل الأسنان عند الأطفال، المعاناة تبدأ عندما يحضر الأهل إلى عيادته مصطحبين صغيرهم يريدون أن يخلصوه من ألم رهيب عاناه في الليلة السابقة,
ولكن وفي معظم الأحيان يكون قد فات الأوان وتكون الأسنان تالفة تماماً لدرجة يصعب المحافظة عليها والحل هو الخلع, والذي هو بحد ذاته مأساة يتعرض لها الطفل مع معرفتنا سلفاً للنتائج القاسية والسيئة على صحته وشكل أسنانه ووجهه مستقبلاً,
من الأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا إهمال دور الأسنان المؤقتة بدعوى أنها ستستبدل بالدائمة لذا غالباً ما تترك دون عناية وتقلع باكراً وفي ذلك خطأ كبير, بالعناية بها منذ بزوعها يجنب الطفل على الأقل الآلام التي يمكن أن تسببها بعد تسوسها وما يصاحب هذه الآلام من توتر نفسي للطفل والأهل على حد سواء,
من جهة أخرى نعلم أن دورة الهضم تبدأ من الفم حيث أن مضغ الطعام بشكل جيد يسهل عملية هضمه في المعدة ومن ثم الأمعاء وهكذا، ولا يمكن أن يتم هذا بدون أسنان سليمة, في مرحلة عمرية مهمة جداً من مراحل نمو الطفل قد تمتد فترتها إلى حوالي عشر سنوات وهي ليست بالفترة البسيطة التي تستدعي أن تهمل أو حتى أن تدعى بالمؤقتة,
من جهة ثانية ننظر نحن المختصين إلى هذه الأسنان على أنها حافظة مسافة للأسنان الدائمة التي ستخلفها,
بمعنى أن لكل سن مؤقتة دوراً في المحافظة على الفراغ أو المسافة التي ستشغلها لاحقاً السن الدائمة، الأمر الذي سيؤدي فقدانها إلى ضياع هذه المسافة وبالتالي عدم بزوغها بالشكل الأمثل أو أحياناً لعدم بزوغها مطلقاً وبقائها محصورة في الفك, مما يؤدي لتشوه في منظر الأسنان وازدحامها وعدم انتظامها ودخول الطفل في مشاكل تقويمية قد يحتاج لكثير من الوقت والجهد والمال لإصلاحها,
يمكن للثة في مكان الفقد في حال الخلع الباكر أن تتليف لدرجة تعيق معه بزوغ الأسنان الدائمة مما يستدعي التدخل والمراقبة المستمرة,
أما من المسؤول عن كل ما سبق؟
الجواب كلنا مسؤولون, ولكن هذا تعميم غير مستحب علمياً وفي رأينا أن جذور المشكلة تعود إلى الأم فهي المسؤولة المباشرة عن صحة طفلها، ومن الملاحظ في ذلك أن الأمهات يولين أجسام الأطفال عناية خاصة ما عدا الأسنان لا نجد بالكاد إحداهن تبحث في فم صغيرها عن تسوس أو ما شابه,
أما نحن فنقترح التالي:
1 - تعويد الطفل من نعومة أظفاره على استخدام المعجون وفرشاة الأسنان,
2 - تعليمه العادات الصحية الجيدة في الأكل كنظام الوجبات المحددة والامتناع عن الأكل خارج أوقاتها,
3 - تناول الفواكه الطازجة في الفترة بين الوجبات وليس أثناءها,
4 - إعطاؤه حبوب الفلورايد بشكل يومي تقريباً,
5 - تفعيل دور المدرسة في التوعية والتثقيف الصحي,
6 - اصطحابه إلى طبيب الأسنان بشكل دوري وليس فقط في حالات الألم الشديدة وخلق نوع من الصداقة بين الطفل وطبيبه عن طريق ترغيبه بهدية ما مثلاً لكسر الحاجز النفسي لدى الطفل وعدم تهديده كما هي العادة بأخذه للطبيب على سبيل العقاب,
يبقى القول أخيراً أن قليلاً من الاهتمام باكراً قد يجنبنا الوقوع في أخطاء ومشاكل صحية نحن في غنى عنها والمعني في الأمر هم أطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض,
د, حسان خليل
قسم الأسنان مستوصف ومركز المهنا الطبي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved