| الطب والصحة
التسمم الغذائي عبارة عن مجموعة من الأعراض المرضية تنتج عن سموم أو مواد ضارة في الطعام، إما من الطعام نفسه مثل الفطر السام، أو من تلوث الطعام بمواد ضارة من الخارج كالمواد السامة مثل الرصاص والزئبق أو الزرنيخ، أو مجموعة متنوعة من مبيدات الحشرات أو مواد أخرى يتلوث بها الطعام بدون قصد، ولحسن الحظ فإن التسمم الغذائي بواسطة المواد الكيماوية قليل الحدوث، وغالباً ما يحدث هذا التسمم عن طريق البكتيريا الضارة التي تنمو على الطعام.
ومن أهم أنواع التسمم الغذائي مايلي:
1- التسمم بواسطة المكورات العنقودية (Staphylococcus Aureus):
التسمم بواسطة سموم هذه البكتيريا شائع، حتى أن معظم الناس يعانون منه عدة مرات، وهذه البكتيريا تسبب التقيح في الأماكن المصابة بالالتهاب وفي أنف وحلق معظم الناس، وتنمو هذه البكتيريا أفضل في درجة حرارة (21-36) درجة مئوية مع أن السموم تفرز بمعدل جيد في درجات حرارة بين (18-46) درجة مئوية.
ومعظم حالات التسمم الناتجة عن هذه البكتيريا تنتقل غالباً في أماكن الطعام العامة (المطاعم وغيرها)، ويمكن تقليل التسمم من هذا النوع باتباع القوانين الصحية والنظافة التامة، فالأشخاص المصابون بالالتهابات خاصة في الأنف والحلق والجلد يجب أن يبتعدوا عن ملامسة الطعام، والطعام الذي يتبقى بعد الوجبات يجب أن يبرد لدرجة حرارة (4 أو أقل) درجة مئوية.
2- التسمم البوتيوليني (Clostridium Botulinum):
يحدث التسمم البوتيوليني بتناول غذاء يحتوي على هذه البكتيريا اللاهوائية، وهذه تعيش في التربة، ولا يحدث التسمم إلا في وجود السم الذي يفرز في أثناء نموها في الغذاء، ولا تنمو هذه البكتيريا في الغذاء إلا في حالة حفظه بعيداً عن الأوكسجين كما في حالة التعليب، وأهم الأغذية التي تتعرض لهذا التسمم هي الأغذية المعلبة كاللحوم والخضروات والفواكه.
ومن حسن الحظ فإن السم الذي تفرزه البكتيريا ليس ثابتاً، فهو يتحلل بتأثير أنزيمات تفرزها أحياء دقيقة أخرى، كما أنه يتلف بالحرارة، وهذا يعني أن التسمم البوتيوليني لا يحدث إلا بتوفر الشروط التالية:
1- كون الظروف لا هوائية.
2- عدم وجود أحياء دقيقة أخرى تتلف السم.
3- عدم إتلاف السم بالحرارة.
إن هذه البكتيريا لها القدرة على تحليل كل من الكربوهيدرات والبروتينات، وعند تحليلها للسكريات ينتج حامض ذو رائحة مميزة، وقد يبدو الغذاء الفاسد وكأنه لم تتغير رائحته أو طعمه، وأعراض التسمم آلام في البطن وقد يحدث القيء وقد يصعب البلغ وتحدث الوفاة في حالات التسمم الشديد بعد حوالي 3-6 أيام من بدء هضم السم، وتكون الوفاة عادة بسبب تعذّر التنفس.
د, جميل محمد قباجا قسم الإسعاف والطوارىء مستوصف ومركز المهنا الطبي
|
|
|
|
|