| الطب والصحة
يقصد بمريض الكلى هنا مريض الفشل الكلوي المزمن الذي يعالج بالغسيل الكلوي بنوعيه الدموي والريتوي ويبلغ عدد هؤلاء المرضى في الولايات المتحدة وحدها نحو ثلاثمائة ألف مريض أي بمعدل مريض لكل ألف من السكان,, بينما يتفاوت عددهم في الدول العربية إلا أنه يقارب هذه النسبة أيضاً,
ويوجد لدى الكثير من هؤلاء المرضى العديد من المعتقدات الغذائية الخاطئة وأشهرها ما يتعلق باللحوم والبروتينات، فمعظم هؤلاء المرضى يخشى تناول هذه الأعذية معتقداً أنها تمثل خطراً على صحته وينبغي تغيير هذا الاعتقاد لأن الاتجاه الحديث في مجال تغذية مرضى الغسيل الكلوى هو تشجيع تناول كميات عالية من البروتينات بما يفوق الشخص السليم حيث أثبتت العديد من هذه الدراسات العلمية في هذا المجال أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى يعاني من أمراض سوء التغذية والهزال ونقص المناعة أثناء علاجهم بالغسيل وحتى قبل أن تبدأ عمليات الغسيل الكلوي,, وقد ثبت أن عدم تناول كميات كافية من البروتينات يؤدي إلى زيادة تكسر الأنسجة والعضلات وزيادة معدلات الهدم داخل الجسم نتيجة حرمان الجسم من هذه المواد الحيوية خاصة إذا علمنا أن الغسيل في حد ذاته يزيد من تكسر الأنسجة وخاصة العضلات مما يضاعف من أمراض سوء التغذية والهزال ويزيد من معدلات الوفاة بين هؤلاء المرضى بشكل خطير، لهذه الأسباب فإن خبراء التغذية يركزون على إعطاء المريض كميات عالية من البروتينات ويفضل أن تكون النسبة الأكبر من هذه البروتينات من مصادر حيوانية مثل اللحم والدجاج والأسماك لاحتوائها على الأحماض الأمينية الأساسية الهامة للجسم على أن يكون ربع الكمية تقريباً من البروتين النباتي مثل الفول والعدس,
أيضاً هناك اعتقاد خاطئ آخر وهو أن الخضار يجب أن تؤكل مسلوقة فقط وهو غير صحيح حيث لا يقبل معظم المرضى على هذا الطعام مما يضاعف من فقدان الشهية الموجود أصلاً لديهم بنسبة عالية، فلا يوجد مانع أبداً من طبخ الخضار بالطريقة التي يفضلها المريض مثل تحمير الخضار مثلاً بملعقة من الزبدة أو الزيت النباتي لإعطاء المريض سعرات حرارية وطاقة إضافية وأيضاً لإضفاء نكهة طيبة على الطعام، هذا بشرط واحد هو سلق الخضار في ماء يغلي والتخلص من ماء السلق لتخفيف نسبة البوتاسيوم الضارة,
نقطة أخرى تتعلق بتخوف المرضى من إضافة أية توابل إلى الطعام والمطلوب فقط هو عدم وضع ملح المائدة أو الملح الأبيض ويمكن تعويض غياب الملح بإضافة بعض التوابل مثل الكمون والحبهان والنعناع والثوم والبصل وعصير الليمون لإعطاء المذاق المناسب للطعام,
إضافة إلى ما سبق ينبغي أن يراعي مريض الغسيل الكلوي عدم الإفراط في شرب السوائل التي ينبغي أن تكون في حدود نصف لتر يومياً إضافة إلى حجم البول خلال اليوم, ايضاً ينبغي عدم الجمع بين السلاطة الخضراء والفاكهة في وجبة واحدة بغرض تقليل كمية البوتاسيوم وأن يحرص المريض على تناول قرص فيتامينات مركبة وقرص حديد لتعويض النقص في هذه العناصر وأيضاً تناول العلاج المخفض للفوسفات وباقي أدويته الأخرى بانتظام,
أما عن الشق الثاني من السؤال والمتعلق بصيام الشهر المبارك فإن كل ما سبق يؤكد أهمية تكثيف التغذية لهؤلاء المرضى ونظراً لحاجة هؤلاء المرضى لعدد كبير من الأدوية في مواعيد مختلفة أثناء اليوم وفي أيام الغسيل فإن الأنسب هو عدم السماح بالصيام تأكيداً للقاعدة الشرعية النبيلة بأنه لا ضرر ولا ضرار,
أطيب التمنيات بموفور الصحة,, وكل عام وأنتم بخير,
د, محمد صقر دكتوراه الأمراض الباطنية زميل جامعة شيفلد - بريطانيا استشاري بمركز المهنا الطبي - الرياض
|
|
|
|
|