تعتبر التهابات الكلى والمسالك البولية من أهم الأمراض التي تصيب الأطفال، خصوصاً في المراحل الأولى من العمر, وهذه الالتهابات تكون بنسبة أعلى في الإناث عنها في الذكور، وأهم ما يميز هذه الالتهابات أنها قد تكون غير مصحوبة بالأعراض المتعارف عليها لدى عامة الناس على أنها من أعراض التهابات الجهاز البولي, وفي بعض الحالات تكون مصحوبة بأعراض بسيطة مثل ارتفاع درجة الحرارة وقد تفسره الأم على أنه ناتج من شيء بسيط مثل التسنين أو غيره فتقوم بإعطاء طفلها خافض للحرارة وفي كثير من الأحيان يتحسن الطفل وبعد فترة غير طويلة قد يعاوده الالتهاب نفسه وهكذا,,, وللأسف الشديد قد لاتكتشف حقيقة هذا الأمر إلاّ بعد حدوث مضاعفات,
أما عن أسباب هذه الالتهابات فهي متعددة ومن أهمها: وجود بعض التشوهات الخلقية في أعضاء الجهاز البولي، خاصة ما يصيب الحالبين من تشوهات أحياناً تؤدي إلى ركود البول مما يعطي الفرصة لنمو البكتيريا وتكاثرها,, وكذلك قد يحدث ارتجاع للبول من المثانة إلى الحالبين أو إلى الكلى مما يسهل وصول بعض البكتيريا إلى الكلى، مما يؤدي إلى حدوث ندبات في الكلى بعد فترة نتيجة تكرار الالتهاب.
ومن هذه التشوهات أيضاً وجود ضيق في عنق المثانة أو حاجز داخلها.
أما عن المضاعفات: فإن التهاب الكلى والمسالك البولية قد يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم عند الأطفال وما يتبعه من آثار وكذلك فإن تكرار التهاب الكلى يؤثر على وظائفها بدرجات متفاوتة ,, وفي حالة إهمال العلاج أو تأخيره,, فإن ذلك يؤدي إلى حدوث التهاب مزمن ومن ثم قد يلوح شبح الفشل الكلوي في حياة هؤلاء الأطفال,, وقى الله أطفالنا منه,
لذلك ننصح كل أم,, وهي المعنية أساساً بصحة أطفالها أن تكون واعية ,, قوية الملاحظة, فعند حدوث أي تغيير في صحة طفلها ولو كان بسيطاً,, عليها أن تعرضه على الطبيب المتخصص, وألاّتتثاقل في إجراء بعض الفحوصات البسيطة التي تساعد على تشخيص المرض في مراحله الأولية,, وبذلك تجنب طفلها المعاناة المتكررة والمضاعفات الخطيرة,, كما نؤكد عليها بالمواظبة على إعطاء العلاج الموصوف من الطبيب بكل دقة,, ومتابعة حالة الطفل مع طبيبه إلى أن يتم الشفاء بإذن الله,
د, آمنة أحمد عبد الرحمن قسم الأطفال - مستوصف ومركز المهنا الطبي
|