* لا مطر بدون سحاب,, فالبطولات في كل زمان ومكان وفي مختلف الظروف لا تأتي فوق عربة الحظ ولا بقطار الصدفة وإنما بالتخطيط العلمي السليم,, وتوفير كل مقومات الفوز ومعايير النجاح,, وباكتمال منظومة العمل الجماعي,, فالفوز بكأس البطولة لا يتحقق بفضل عنصر واحد,, بلاتشي على دهائه وشخصيته وعناده وحده لا يستطيع قيادة الهلال الى مرفأ البطولات,, الأمير سعود بن تركي الرئيس الجديد للهلال مهما كانت سياسته راشدة وحكمته حاضرة وخبرته عريضة وحده لايستطيع قيادة الأزرق الى مناجم الذهب,, فريق الهلال بكل ترسانته الضخمة من النجوم الدوليين وحده لايستطيع معانقة الذهب,, كوكبة اعضاء الشرف الفاعلين المؤثرين الذين يعدون العمق الاستراتيجي للهلال وحدهم لايستطيعون حمل الهلال الى منصات التتويج,, جماهير الهلال بكل حبها ووفائها ودعمها المادي والمعنوي وتأثيرها الهائل على معنويات نجوم الأزرق وحدها لا تستطيع قيادة الهلال الى شاطىء الانتصارات,, اذن البطولة هي جهد جماعي مشترك,, توافر هذه الجهود المخلصة وانصهارها في بوتقة العمل الجماعي الهادف لتحقيق آمال وطموحات الهلاليين هي التي حققت للهلال الفوز بكأس الكؤوس العربية,,
ولو حدث خلل ما في اي موقع من مواقع العمل لما حقق الهلال كأس البطولة,, على سبيل المثال,, لنا ان نتصور ماذا كان سيحدث للفريق البطل لو ركبت الإدارة رأسها وفرضت على بلاتشي الاستعانة بالثنيان والتيماوي,, بالطبع النتيجة معروفة ولن تخرج عن عدة احتمالات:
1 استقالة بلاتشي وما يترتب عليها من فراغ.
2 الرضوخ لرغبة الادارة دون حرص على النجاح فالقرار قرارها وهي تتحمل مسؤوليته.
3 إحداث شرخ في جدار الفريق,, كنتيجة حتمية لرد الفعل المتوقع,, ومشاركة من كان غائبا ومبتعداً وحرمان من كان مواظباً وملتزماً من المشاركة.
هذه الصورة وحدها تكشف لنا أهمية القرار الإداري السليم,, ولأن ادارة الأمير سعود بن تركي على حداثة تجربتها وخبرتها اتخذت القرار السليم,, ومنحت بلاتشي كافة الصلاحيات ولم تحاول فرض رأيها,, سارت الأمور في الاتجاه الصحيح,, ونجح بلاتشي مع اللاعبين في تحقيق الهدف المنشود.
وبالعودة لشريط المباراة النهائية,, كان حضور بلاتشي أكثر وضوحاً وأشد تأثيراً من آرثر النصر,, بلاتشي لعب للفوز وللكأس وفق قناعاته الخاصة والامكانات المتاحة فهو يملك فريقاً يتوهج ابداعاً وخطورة عندما تضيء له اشارة اللعب باسلوب الهجوم الضاغط ومحاصرة الفريق الآخر في نصف ملعبه,, وهكذا فعل,, اصدر اوامره لنجوم الأزرق للهجوم الضارب على مرمى النصر بحثاً عن هدف مبكر,, يربك حسابات النصراويين,, يسلبهم الهدوء,, والتركيز,, ويمنح فريقه الثبات والثقة,, وكاد ان يخطف الكاتو هدفاً مبكراً للغاية لكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيمن وسط ذهول النصراويين ودهشة الهلاليين,.
وتوالى الضغط,, فجاء الهدف من قذيفة صاروخية انطلقت من قدم الشلهوب لتعانق شباك النصر بحرارة ولا يسأل الخوجلي عن هذا الهدف,, وكان بإمكان الهلاليين حسم نتيجة المباراة في الحصة الأولى لو نجح لاعبوه في ترجمة الفرص الخطرة الى اهداف.
بلاتشي اجاد ايضا باستخدام ورقة البدلاء فدفع بالجمعان في الوقت المناسب,, وقد ثبت له بالدليل القاطع ان الجمعان لا يحقق المطلوب اذا بدأ به اساسياً وانه يعطي افضل ما لديه اذا شارك في الشوط الثاني, وشاهدنا ماذا فعل الجمعان عندما دفع به بلاتشي .
وهذه ميزة المدرب الناجح الذي يعرف كيف يستفيد من امكانات كل لاعب وفق رؤيته الخاصة.
بلاتشي نجح ايضا في المحافظة على هوية فريقه الفنية وتوفير اقصى درجات الانسجام والتجانس,, طوال مشوار الفريق بالبطولة,, فكانت تغييراته دقيقة ومحسوبة وفي أضيق الحدود,, لاسيما خطي الوسط والدفاع.
بلاتشي نجح ايضا في قهر مشكلة الظهير الأيسر وغياب لطف عن طريق زرع الثقة في النزهان والدفاع عنه باستماتة والاصرار عليه حتى حقق النزهان درجة النجاح المطلوبة في المحطة الأهم والابرز في البطولة نهائي الكأس,, فكان احد نجومها الكبار,, وكذلك الحال مع فهد المفرج الذي ملأ فراغ احمد خليل,, وحسب بلاتشي نجاحاً وفخراً انه قاد الازرق لكأس العرب بدون باقة من ابرز نجومه سامي الجابر، يوسف الثنيان، وخالد التيماوي,,.
غداً بإذن الله,, يتواصل الحديث عن اسباب فوز الهلال بكأس البطولة العربية وخسارة النصر.
|